تقارير

"رحاب".. أول يمنية تفتتح مصنعا للمياه الصحية في صنعاء

24/11/2022, 11:50:58
المصدر : قناة بلقيس - خاص - كريم حسن

تقضي الثلاثينية "رحاب سيف" أغلب ساعات النهار في الإشراف على سير العمل داخل مصنع المياه الصحية، الذي افتتحته في صنعاء مطلع سبتمبر الفائت بمفردها، وحرصاً منها على استمرار عملية تطويره، كونه حديث الإنشاء.

ورغم بساطة مشروعها الصغير، تعتبر رحاب أول امرأة يمنية تملك مصنعاً للمياه المعدنية، يعمل بمواصفات عالية، أسعاره تناسب كل شرائح المجتمع، وتلبِّي حاجتهم في شُرب مياه نقيّة وعذبة.
تقول "رحاب" لموقع "بلقيس": "أسست مشروعي هذا قبل حوالي شهرين، بتكلفة 35 مليون ريال، هدفي أن يشرب كل أبناء المجتمع مياها صحية، أنا حريصة على تطوير المشروع بشكل دائم".

تتركز الجهود في المشروع على تحسين جودة الإنتاج للمياه المعدنية، التي تتوفّر بعُبوات بلاستيكية ذات أحجام مختلفة، وطبقا للمعايير المعمول بها في بعض مصانع المياه الكبيرة داخل البلد.
وأضافت لموقع "بلقيس": "نسعى للجودة، ولدينا أحجام مختلفة من عُبوات مياه الشرب، أسعارها تتراوح بين 50 ـ 500 ريال" (أقل من دولار واحد أمريكي سعر الصرف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي).

- مياه صحيّة

لم تكن رحاب بحاجة ماسة إلى إنشاء مصنع للمياه المعدنية، كونها مهندسة معمارية مرموقة، وتحصل على دخل ممتاز من الأعمال الهندسية التي تنجزها، منذ تخرّجها في العام 2011 من كلية الهندسة في جامعة صنعاء.

لكن دفعتها الأسباب الصحية البحتة إلى الاستثمار في مصنع لمياه الشرب، كون أنواع كثيرة من المياه المعدنية المتواجدة في السوق تحتوي على أملاح معدنية بنسب زائدة، تؤدي إاى الإضرار بالكُلى، وتقلل من وظائفها الأساسية، نظراً لشرب كميات من المياه غير النّقية.

تؤكد "رحاب" لموقع "بلقيس": "أعمل مهندسة متخصصة في التصميم الداخلي والديكور، مرض ابنتي استدعاني لافتتاح مصنع للمياه، لأن المياه التي تأتي من محطات كثيرة، وبعض المصانع، ليست صحيّة، تكون فيها نسبة الملوحة عالية وتضر الكُلى".

وحصلت المهندسة رحاب -مؤخراً- على درجة الماجستير - تخصص أعمال الديكور من كلية الهندسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وهي متزوجة وأم لثلاثة أطفال (بنتين وولد).

إلى جانب إدارتها لمصنع المياه، وعدم توقفها عن مزاولة أعمالها الهندسية، يأتي شغفها بتوفير مياه صحية، حرصاً على سلامة كُلى الآخرين، نابعل من معاناتها مع أوجاع كُليتيَّ صغيرتها، التي تألمت مراراً، نتيجة شُرب مياه غير صحية.

أحد عملاء المصنع قال لموقع "بلقيس": "مياه (زها) معالجة بمواصفات عالية وصحية، مالكة المصنع لديها اهتمام كبير بسلامة الناس والجودة الصحية، كذلك النظافة مستواها عالٍ جداً، والسعر يناسب الناس كلهم".
 
- معالجة المياه

تعمل محطة مياه "زها" وفق أعلى مستويات الجودة ووسائل المعالجة الحديثة للمياه، حيث تتميّز باستخدام الاشعة فوق البنفسجية لقتل البكتيريا والكائنات، التي لا تُرى بالعين المجردة.

كما تتفرّد بإنشاء شبكة التنقية الدقيقة "(0.02) بكتيريا"، كأول محطة تحلية مياه تقوم بتركيبها، إضافة إلى تعقيم القارورة عبر ثلاث مراحل.

وتضيف "رحاب" بقولها: "تنقية وتحلية مياه زها من الأملاح، بنسبة أملاح 120.TDS، بواسطة الميمبرين الرئيسي قطر 8 هنش، الموافقة لمعايير هيئة المواصفات وضبط الجودة في اليمن، كذلك نستخدم مادة الإستينليس بأعلى درجة نقاوة (316 غذائي)، بنفس مواصفات خزانات مصانع الأغذية".

ويعتمد مصنع "زها" على مصدر توريد المياه من منطقة "آرتل" جنوب العاصمة صنعاء، كون المياه الجوفية فيها نظيفة، وتحتوي على نسبة أملاح خفيفة.

كما أدخل المصنع نظام جديد "UF Membranes"، الذي دوره يمنع مرور الشوائب التي لا تُرى بالعين، إضافةً إلى تنقية المياه عبر الفلترات الشمعية (نظام 5 شمعات).

- نساء في الحرب

يبقى العمل من أجل الحياة شعارا عند بعض النساء، اللواتي اضطرتهن قسوة الظروف إلى البحث عن مصادر دخل، في مهن لا تتناسب وتكويناتهن رغماً عن قيود المجتمع، وقمع المليشيا.
الأمر الذي أكدت عليه رحاب بقولها لبلقيس: "عمل المرأة شرف".

حققت كثير من النساء اليمنيات -خلال سنوات الحرب- نجاحاً لافتاً، واقتحمنَّ مجالات عملية بعضها شاقة ظلت دهراً حكراً على الرجال، إذ كان لأدائهن البارع والمميّز دور كبير في الحضور البارز على قائمة تلك المهمّات الصعبة، كون العمل فيها أصبح ضرورة ملحّة لدى بعض النساء، من أجل تأمين لقمة العيْش لأطفالهن وأسرهن، في ظل استمرار سُوء الأوضاع الحياتية.

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.