تقارير

سبع سنوات من الحرب.. كيف تحوّلت السعودية من الهجوم إلى الدفاع؟

09/09/2021, 08:27:15
المصدر : قناة بلقيس - خاص

بعد سبع سنوات من الحرب، التي شنتها السعودية في اليمن، للحفاظ على أمنها الوطني والقومي، أصبحت اليوم مدن المملكة سماءً مفتوحة أمام مسيّرات مليشيا الحوثي وصواريخها الباليستية العابرة للحدود.

عجزت السعودية بإمكاناتها العسكرية والاقتصادية الضخمة عن هزيمة مليشيا الحوثي، وتحوّلت المملكة من طرف مهاجم -قبل سبع سنوات- إلى طرف مدافع اليوم.

داخليا، تحوّل الحوثي إلى الطرف الذي يُمسك بزمام المبادرة عسكرياً؛ ففي مأرب والبيضاء والحديدة تقف قوات الشرعية والأطراف الموالية لها في موقع الدّفاع، فيما الحوثي هو من يحدد مكان وزمان المعركة. 

أبعاد التدهور 

وفي السياق، يرى الباحث في العلاقات الدولية، عادل المسني، أن "هناك أكثر من بُعد في تحليل تدهور قوة السعودية وتحوّلها من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع أمام ضربات الحوثي".

وأضاف المسني، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، "أن غياب الاستراتيجية لدول الخليج عموما، وتحديدا السعودية، جعلها دول ضعيفة ومنكشفة وتحاط بها دول إقليمية عدائية قوية".

ويوضّح المسني أن "إحاطة هذه الدول الإقليمية بدول الخليج تجعلها بشكل دائم في حالة توتر، نتيجة لاختلال كبير في ميزان القوى بينها وبين هذه الدول الإقليمية".

ويفيد أن "السلوك الخليجي المضطرب، والاختلال في موازين القوى، يدفع السعودية إلى الدخول في تحالفات للحفاظ عليها وعلى أمنها واستقرارها، لاستمرار نظام الحكم العائلي". 

ويرى المسني أن "افتقار السعودية للقوة هو الذي يجعلها أداة للدول الكبرى في العالم"، موضحا أن "المملكة فاقدة لآليات تدبير شؤونها، وتعتمد في علاقاتها الدولية خاصة مع الولايات المتحدة على علاقة اعتمادية".

ويوضح أن "الذي أربك السعودية، وجعلها تبدو بهذا الشكل من الضعف، هو عدم تبنّيها استراتيجيات بعيدا عن تدخل الولايات المتحدة".

الباحث المسني يرى أن تعاظم قوة جماعة الحوثي "يعود إلى ارتباطها بدولة إقليمية وهي إيران"، موضحا أن "ما يجري في اليمن هو جزء من الأزمة الإقليمية في المنطقة".

ويشير المسني إلى أن "تخفيف الولايات المتحدة من وجودها في دول الخليج نتيجة صراعها مع الصين كان له الأثر الكبير في تصاعد قوة إيران، وخلق أزمة وجودية لدول التحالف، ووسع حالة التوتر والاضطراب لديها، وبالتالي انعكس ذلك على الحرب في اليمن". 

قوة الحوثي 

بدوره، لا يعتقد الصحفي رماح الجبري أن المملكة العربية السعودية تتغاضى عن هجمات مليشيا الحوثي على أراضيها وعن ما يهدد أمنها القومي.

ويشير الجبري إلى أن "انطلاق عمليات عاصفة الحزم، قبل سبع سنوات واستمرارها حتى الآن، يؤكد أن السعودية مستمرة في استهداف ما يهدد أمنها القومي".

ويرى الجبري أن "الحديث عن أن الحوثي بعد سبع سنوات من الحرب أصبح أكثر قوة غير منطقي"، موضحا أن "الحوثي ما زال حجمه كما هو في مناطق سيطرته".

ويزيد: "هجوم الحوثي على مأرب لا يعني أنه أصبح الطرف الأقوى، بل هو أضعف من ذلك، وأمره بسيط متى ما توحّدت كل القوى السياسية، ومكُنت الشرعية شمالا وجنوبا، وفُعّلت كل الجبهات".

ويرى الصحفي الجبري أن "توحيد القوى الوطنية، وتنفيذ اتفاق الرياض، وتقديم نموذج متميّز كل ذلك كفيل بأن تكون الشرعية أقوى".

ويشير إلى أن "مشكلة الشرعية تتمثل في القيادة الشرعية"، مضيفا أن "هناك قيادات ليست في مكانها الطبيعي لأن تقود المرحلة، وهذه إحدى المشاكل الرئيسية".

ويعتقد الجبري أن "من الأسباب التي أطالت الأزمة في اليمن هي الأزمة الخليجية"، لافتا إلى أن "هناك من حوّل اليمن إلى أداة للانتقام من السعودية والشرعية والقضية الوطنية".

تقارير

ما وراء إعلان "حلف قبائل حضرموت" تشكيل لواء عسكري جديد؟

تعيش محافظة حضرموت حالة حساسة من تعدد التشكيلات العسكرية ذات الولاءات المتنوعة، من قوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتيًا، إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة، مرورًا بالوحدات الأمنية المحلية وكتائب حماية المنشآت، وختاما بتشكيل لواء عسكري وإعلان قيادة له من قبل حلف قبائل حضرموت.

تقارير

توازن القوى في اليمن بعد الهدنة بين الولايات المتحدة والحوثيين

في السادس من مايو، أسفرت الهدنة بين الولايات المتحدة والمليشيا الحوثية المدعومة من طهران عن ترسيخ توازن القوى داخل الدولة اليمنية التي مزقتها الحرب، مما أدى إلى تثبيت الوضع الراهن في الصراع الأهلي المستمر. وفي المقابل، فإن نتائج الحرب التي تلت ذلك بين إسرائيل وإيران واستمرت 12 يومًا، قد تهز هذا الوضع مؤقتًا، لكن من غير المرجح أن يتمكن التحالف المناهض للحوثيين، الذي يعاني من الانقسام، من استغلال هذه الفرصة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.