تقارير
عبدالعزيز جباري: هناك مؤامرة سعودية - إماراتية لتشطير اليمن وتقسيمه
تتعاظم خيبة أمل اليمنيين بالمجلس الرئاسي والقوى السياسية، التي لم تعد قادرة على الخروج من عباءة الرياض، فيما يتعلق بالدفاع عن القضايا الوطنية الحاسمة.
تفرض اللحظة الوطنية الحرجة سؤالا على اليمنيين عن كيفية استعادة دولتهم، وهي لحظة يهيمن فيها هاجس تشظِّي الدولة وغياب الأمن، والحرية السياسية، ومخاوف استحواذ قوات خارج القانون على حياتهم، في ضوء التوافقات القادمة.
تثير تحركات المجلس الانتقالي والحوثيين تساؤلات حول توافقهم مع إرادة المنطقة، التي باتت تنسجم مع إرادة الإقليم، الذي استثمر الأزمة اليمنية لتفتيتها من الداخل، فهل أصبحنا أمام أمر واقع رسمته دول الإقليم، وأمام استلاب القرار الوطني؟
يقول نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري: "اطلعت على بيان القمة العربية، وتحدثت عن اليمن، وهو أمر طبيعي، لأنهم لا يستطيعون الخروج عن القرارات الدولية والقانون الدولي".
وأضاف: "الحديث عن اليمن كان أمرا جيدا وطيبا، ونحن نرحب به، لكن الواقع شيء آخر، فالبيان الختامي للقمة يتحدث عن رفضهم أي تدخل في الشأن اليمني، لكن ما الذي يقومون به منذ 8 سنوات غير التدخل بشكل فج، وأرغموا الرئيس الشرعي للبلد عبدربه منصور هادي على التنازل عن السلطة، وكوّنوا مجلسا غير دستوري، وفرضوه على الشعب اليمني".
وأوضح: "المجلس الرئاسي، الذي فُرض على اليمنيين، يقوم اليوم بدور يضر المصلحة الوطنية العليا لليمن".
وتابع متعجباً: "إذا كان من وُضع على رأس المجلس الرئاسي احتج على الاتحاد الأوروبي عندما أصدر بيانا أكد فيه على أمن ووحدة واستقرار اليمن".
ولفت إلى أن "الفقرة، التي تؤكد على أمن وسلامة ووحدة اليمن، حذفت من البيان الختامي للقمة العربية، كما حذفت أيضا من البيان اليمني المصري، والرئيس العليمي حذفها من الخبر في وكالة سبأ اليمنية".
وبيّن: "إذا كان من وُضع على رأس المجلس الرئاسي غير الدستوري هو من يقوم بحذف الفقرة، ما الذي نتوقعه من الدول التي لديها نظرة غير إيجابية نحو اليمن".
واستطرد: "من الناحية القانونية، ومن ناحية وجود الدول ككيانات، طبيعي أن يتحدثوا بهذا المنطق، لكن الشعب اليمني هو المعني بالحفاظ على وحدته، وهو من سيبذل كل ما يستطيع، وليس هناك أي قوة تستطيع فرض إرادتها على إرادة الشعب مهما كانت؛ سواء إقليمية أو دولية".
ويرى أن "الوضع القائم في البلد يستدعي أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع شعبنا، فهناك مؤامرة من قِبل التحالف السعودي - الإماراتي لتشطير اليمن وتقسيمه، وهذا الأمر واضح من خلال إقصاء الرئيس الشرعي، واختيار نخبة تعمل من أجل الانقسام".
وقال: "نحن أمام مشهد غير مسبوق، ولا يوجد مثله في العالم، فهل من الممكن أن يتصور الإنسان أن من وضعوا المجلس الرئاسي على رأس السلطة اليمنية هم أنفسهم من يسعون لتقسيم البلد، ويعملون من أجل ذلك".
وأضاف: "رشاد العليمي، ومن معه في المجلس الرئاسي، يقومون بدور الخيانة ضد الوطن، لذا تقع على مجلس النواب اليمني مسؤولية كبيرة جدا، وعليه أن يطالب بمحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى، لأن من يعمل من أجل تقسيم اليمن فهو خائن، ومن يسكت عن مثل هذا العمل فهو خائن".
وأوضح: "لا بُد أن يحاكم رشاد العليمي ومن معه بتهمة الخيانة العظمى، لأنهم ارتكبوا جريمة الخيانة العظمى، بموجب الدستور اليمني".
وتابع: "الدستور اليمني يلزم كل من يعمل في الشأن العام بالحفاظ على الدولة، ومؤسساتها، ومكتسباتها، وعلى الجيش اليمني، والالتزام بالدستور".
وزاد: "من هم في المجلس الرئاسي أعلنوها صراحة بأنهم اليوم مع تقسيم البلد، وهذه خيانة عظمى وفقا للدستور اليمني، ورشاد العليمي بتواطئه وسكوته ورضاه ارتكب الخيانة العظمى، ويجب أن يحاكم، وإن لم يكن الآن سيأتي يوم ويتم محاكمتهم جميعا".
وقال: "أقولها، وأنا عضو مجلس النواب وأمثل جزءا من الشعب اليمني، وغيري من أعضاء مجلس النواب، إن ما يقومون به اليوم غير دستوري وغير قانوني، ولا يمثل الشعب اليمني".
وتساءل: "كيف تقول إنك تمثل الشعب اليمني، وتحمل جوازه، وتحت علمه، وأنك في مجلس رئاسة يمثل الشعب اليمني، ومع ذلك تسعى لتقسيمه وتمزيقه، وتقول بأنك غير يمني؟".
وأكد: "أي قرارات، أو أي تفاهمات، أو اتفاقيات، تصدر عن هذا المجلس (باطلة) فهو مجلس غير دستوري، ويقوم بدور الخيانة".
وأشار: "وفقا للدستور اليمني، بحكم أنهم أرغموا المجلس الرئاسي وقبلوا أن يؤدوا هذا القسم أمام البرلمان، فالبرلمان معني بمحاسبتهم، ويجب على رئاسة البرلمان، وأنا أحد أعضاء رئاسته، أن يوجه لرشاد العليمي وأعضاء مجلسه تهمة الخيانة العظمى، بحيث إن أي قرارات تصدر منهم أو تواطؤ بينهم وبين الدول التي جاءت لبلادنا للوصول بها إلى ما هي عليه الآن غير دستورية وغير قانونية".
وتساءل متعجبا: "هل توجد قيادة دولة في العالم تقول إنها تريد تقسيم البلد وهي على رأس القيادة؟ وهل يجوز لشخص يقال عنه رئيس الجمهورية أن يقصي من يدافع عن الشعب اليمني ويكافئ من يدوس العلم اليمني بأقدامه، ويعترض على من يقول إنه مع الوحدة اليمنية، ويتفق مع ما يجري من تقسيم؟".
ودعا جباري رئيس مجلس النواب وزملاءه في مجلس النواب إلى أن لا يسكتوا عمّا يحدث.
وألمح إلى أن "هناك تذمرا في مجلس النواب تجاه ما يحدث، وهناك للأسف الشديد من لا يزال يؤمل على مثل هذه الشخصيات"، قائلا: "هل يعقل أن نركن على مجلس رئاسي يدّعي بأنه يمثل اليمن وهو يشكل فريقا للتفاوض مع مليشيا الحوثي، ويقوم بدور لا يقل سوءا عما تقوم به مليشيا الحوثي؟".
وأوضح: "المجلس الرئاسي لا يتحرك ولا يقوم بأي عمل إلا بأوامر إماراتية، ورضا سعودي، ومن يقول إن ما يحدث غير مرغوب به من قِبل السعودية فهو إنسان ساذج".
وتابع: "المجلس الرئاسي يقدم لمليشيا الحوثية هدية الظهور على أنها من تدافع على وحدة اليمن، وستجند الكثير من الناس حتى ممن يعتبرونها مليشيا انقلابية، ولديهم ثأرات معها، عندما يجد الشعب أن الوطن في خطر".
واعتبر أن "السعودية والإمارات تتآمران على اليمن منذ ما قبل الوحدة، وما يحدث في بلادنا من مصائب وكوارث وحروب، نتيجة تآمر السعودية والإمارات".
وأكد: "عندما كنت أسمع من يقولون إن السعودية لا تريد الخير لليمن، وأن هناك مقولة سعودية تقول: خيركم في شر اليمن، كنت ممن يقولون إن هذا الكلام غير صحيح ومبالغ فيه، ومن غير المعقول أن السعودية الكبيرة والغنية لديها مصلحة من أذية اليمن، لكن أثبتت الأحداث أن السعودية فعلا لا تريد الخير لليمن".
ودعا جباري "حزب الإصلاح إلى أن يغادر السعودية، فليس لديه أي عذر لبقائه هناك، وهو يعرف أنها تتآمر على اليمن، فلا يأتي في المستقبل ويقول إنه كان لا بُد له أن يقف في هذا الموقف".
ودعا أيضا "أحمد علي إلى مغادرة الإمارات" قائلا: "إن والدك، علي عبدالله صالح، كان شريكا في تحقيق الوحدة اليمنية، وقدمك لأن تكون الوريث لحكمه من بعده، ونحن ندفع ثمن ذلك إلى الآن".
وأشار إلى أنه "إذا حصل نوع من التقسيم والتجزئة والتشرذم ستدخل اليمن في حروب لا تنتهي، وستدفع السعودية الثمن كما سيدفعه اليمنيون".
وشدد: "على الشعب اليمني أن يرفض هذا الواقع، فقرار السعودية والإمارات ليس قدرا علينا".
وقال مذكِّرا: "إذا عدنا إلى ما قبل 1994م، فإن شعبية علي سالم البيض تملأ الآفاق بما فيها المحافظات الشمالية، وكان علي عبدالله صالح في نظر الناس متهما على أنه سبب في المشاكل".
وأكد: "نحن ضد الانقلاب المليشياوي الإرهابي الحوثي، وضد سياسة السعودية والإمارات في بلادنا، التي تهدف إلى تقسيها إلى كيانات هزيلة".