تقارير

قوى منفلتة وبنادق للإيجار.. كيف تحول اليمن إلى منطقة جاذبة للصراعات الإقليمية والدولية؟

05/12/2023, 08:37:52

أعلنت مليشيا الحوثي عن تنفيذ هجوم على سفينتين إسرائيليتين، في مضيق باب المندب، فيما قالت واشنطن إنها أربع هجمات وقعت ضد سفن تجارية؛ مرتبطة بـ 14 دولة، وفي المقابل أعلنت إسرائيل عن إرسال سفن حربية وغواصة إلى المنطقة، وهي تطورات خطيرة حدثت خلال أيام فقط.

تساؤلات كثيرة عن تأثير هذه التطورات على اليمن، وعمَّ إذا كان البلد قد تحوّل إلى منطقة جاذبة للصراعات الإقليمية والدولية.

يتسارع الصراع نحو أفق مجهول، مع تحوّل العديد من القوى العسكرية في اليمن إلى بنادق للإيجار في الصراعات البحرية، بسبب حروب السلطة، وتناقض الأجندات، إذ كشفت صحيفة روسية عن تحرك إماراتي وأمريكي لدعم قوى وكيانات مسلحة، موالية لأبو ظبي، لحماية الممرات المحاذية لليمن، في إشارة إلى قوات الانتقالي وطارق صالح، التي تنتشر جميعها على طول السواحل اليمنية.

- قواعد اشتباك محددة

يقول المحلل السياسي، ياسين التميمي: "هذه التطورات لا تحمل مفاجآت كبيرة؛ لأن الحدث الأهم والأخطر هو ما يدور على الساحة الفلسطينية، من عدوان صهيوني إرهابي غاشم على قطاع غزة، ارتكبت فيه أبشع الجرائم بحق الإنسانية".

وأضاف: "التحركات العسكرية في البحر الأحمر لم تصل إلى مرحلة يمكن أن نصفها بأنها مرحلة توتر عسكري، أو مرحلة تصل إلى أن تكون المنطقة منطقة اشتباك؛ لأن ليس هناك تكافؤ، ومليشيا الحوثي، حتى هذه اللحظة، لا تزال تحت أنظار الولايات المتحدة الأمريكية، وتؤدي دور ضمن الأجندة الأمريكية، وإن كانت العمليات الأخيرة، التي قامت بها المليشيا مهمة".

وتابع: "الهجمات العسكرية على السفن بالصواريخ والطائرات المسيّرة هي من أخطر العمليات التي يمكن أن توصف بأنها عمليات ذات قيمة".

وأردف: "هذه العمليات العسكرية، التي تشنها مليشيا الحوثي، تنظر لها الولايات المتحدة باعتبارها ضمن معادلة الردع الحالية، أو ضمن معادلة قواعد الاشتباك الحالية، التي ارتضتها الولايات المتحدة مع إيران وأذرعها في المنطقة، ومنها مليشيا الحوثي".

وزاد: "مليشيا الحوثي، التابعة لإيران، شاءت أم أبت، تخضع لقواعد الاشتباك، التي ارتضتها الولايات المتحدة مع إيران ومليشياتها، والولايات المتحدة تتعامل معها على هذا الأساس".

وقال: "المدمرة الأمريكية (كارني)، التي تعاملت مع هجمات مليشيا الحوثي الأخيرة، باستطاعتها توجيه ضربات لمناطق إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، لكنها اكتفت بإسقاط الطيران المسيّر، ولم تسقط الصاروخ؛ لأن تقدير السفينة أن هذا الصاروخ سيذهب في مسار آخر، ولا يشكل خطرا عليها، ولهذا سقط جوار سفينة تجارية".

وأضاف: "الولايات المتحدة تتصرف ضمن قواعد الاشتباك، ولا ينبغي أن ننظر إلى أن ما يحدث في جنوب البحر الأحمر ممكن أن يخلق واقعا جديدا، والسبب أن مليشيا الحوثي ليست بتلك القوة، التي ممكن أن يصعب التنبؤ بالخطر الذي قد تشكله على الملاحة الدولية".

وتابع: "المسألة واضحة، فمليشيا الحوثي لديها صواريخ باليستية، وطائرات مسيّرة، وكلا السلاحين قُدِّما لها من إيران، وهذه الأسلحة تستخدم وفق الأجندة الإيرانية".

وأردف: "مليشيا الحوثي استثمار وتحالف إيراني قوي، لكن الولايات المتحدة وظفتها ضمن تحالف الأقليات في المنطقة، ومنحتها دورا مهما جدا في الأزمة اليمنية، وهي من مكنتها من لوصول إلى صنعاء، وحمتها حتى من أخطر قرار اتخذه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، نهاية ولايته الرئاسية، حيث جاء الديمقراطيون ورفعوا تصنيفها من قائمة الإرهاب، وأصبحت مليشيا الحوثي منظمة غير إرهابية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية".

وزاد: "تحالف الأقليات يعطي لمليشيا الحوثي هامشا للعب دور في الساحة اليمنية، ولهذا لم تصل المسألة إلى مرحلة المواجهة الصفرية مع مليشيا الحوثي، فهي ليست بتلك القوة، التي يمكن أن تدفع نحو صراع يفجِّر منطقة البحر الأحمر".

وأشار إلى أن "ما يحدث في جنوب البحر الأحمر أقل بكثير مما نتصوّره، من حيث الخطورة العسكرية والإستراتيجية".

وقال: "خطورة التصريح بشأن تسليح قوى تابعة للإمارات في اليمن، لحماية الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر، في أننا بمرحلة تجاذبات كبيرة جدا، لا سيما وأن مصدر هذا التصريح روسي، وينبغي أن يخضع للتدقيق؛ لأن فيه نوعا من تعقيد المشهد".

وأضاف: "علينا التعامل مع هذا الخبر كمؤشر خطير جدا؛ لأن التسليح هنا مبني على دافع أخلاقي، وهو حماية الممرات البحرية، وهذا يعني أن هناك مساعي لإنابة هذه الجماعات بدلا عن الدولة، لحفظ الأمن العالمي".

وتابع: "الخطورة في هذه المعلومة ليست في تسليح هذه الجماعات، وإنما في إعطائها مشروعية التحكم بالمقدرات الإستراتيجية والجيوسياسية لليمن، من خلال السيطرة على أرخبيل سقطرى، وجزيرة ميون، وباب المندب، والسواحل اليمنية، وهذا سيساعدها في تكريس الواقع، الذي تطمح إليه قوى إقليمية تريد أن يكون لها دور في اليمن، وفي مقدمتها الإمارات".

وأردف: "لكي تحفظ أمن البحر الأحمر يجب أن تبني قوة عسكرية موازية للقوة الأمريكية، أو موازية للبحريات الغربية، بكل ما تملكه من تقنيات وقوى ضاربة، وهذا يعني أن ذلك مجرد كلام دعائي من الأساس، وخطورته في إعطاء هذه الجماعات مبررا أخلاقيا لتكريس واقع يتعارض مع مصالح الدولة اليمنية".

- مسلسل "هوليوودي" واضح

يقول الخبير العسكري والباحث في الأمن البحري، الدكتور علي الذهب: "إن مليشيا الحوثي أعلنت بأنها نفذت عمليتين بحريّتين، بهجومين على سفينتين، الأول بصاروخ والآخر بطائرة مسيّرة".

وأضاف: "حديث البحرية الأمريكية عن أربع هجمات، يفترض أن يكون لها تفسير واضح في هذه المسألة، لكن طالما وأن المنطقة تشهد شواغل أمنية وتهديدات مختلفة، من قبيل فواعل عنف غير واضحة أو محددة المعلم في الوقت الراهن، لا سيما مع أحداث غزة، فهذا يجعلنا نفتح مجالا واسعا لوجود فواعل أخرى، ما دون الدولة، يمكن أن تساهم في هذا المستوى الأمني المتوتر".

وتابع: "إذا كانت مليشيا الحوثي تسعى لخلق تهديد جدي من شأنه إضعاف قدرات إسرائيل في عملها الإجرامي بغزة، عليها أن توجِّه آلياتها العسكرية نحو من تراهم خصوما حقيقيين في المنطقة".

وأردف: "هناك لعبة تحكم بالعنف، في إطار مسلسل هوليوودي واضح، لم ينجم عنه آثار عميقة، بحيث نقول إن هذه التهديدات فعلا جدية ومؤثرة، وإنما هناك اقتياد لسفينة تجارية عادية وفارغة، وهناك صاروخ وقع بالفعل بالقرب من سفينة تجارية، وهناك طائرة مسيّرة أسقطتها المدمرة الأمريكية (كارني)".

وزاد: "هذه الهجمات الحوثية ضاعفت من الوجود الأجنبي البحري، لم تبتكره، لكنها ضاعفته، فهناك قوات بحرية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية وفرنسية موجودة في إطار تحالفات، أو بشكل منفرد في هذه المناطق، فضلا عن وجود البحرية اليابانية والهندية والصينية والإيرانية، في باب المندب، وجنوب البحر الأحمر".

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.