تقارير

كيف استفادت مليشيا الحوثي من الانقسامات داخل الحزب الاشتراكي؟

23/04/2025, 08:21:11

أعلن الحزب الاشتراكي اليمني- جناح صنعاء، استعداد كوادره للقتال إلى جانب مليشيا الحوثي، في مواجهة الحملة العسكرية الأمريكية، حيث اعتمد، في بيان له، مفردات العدوان الإمبريالي الصهيوني، وهو ما يعكس تبنيا كاملا لخطاب الحوثي، وأدبياته. 

بيان الاشتراكي بدا وكأنه صدر عن المكتب السياسي لمليشيا الحوثي، لا عن حزب يساري يفترض أنه من دُعاة الدولة المدنية والتقدّم الاجتماعي. 

هذا الإعلان كشف حجم التحوّل الأيدلوجي العميق الذي طرأ على الجناح الخاضع للمليشيا، لا سيما بعد تخليهم عن أبجديات الاشتراكية الأممية، وتماهيهم مع مشروع طائفي مغلق، مناقض لكل ما نادت به الاشتراكية من قِيم التحرر والمساواة، ورفض الرجعية. 

المصلحة والمنفعة 

يقول  المحلل السياسي، عبد الوهاب العوج: "الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي في صنعاء، يحيى منصور أبو أصبع، يجر الحزب إلى متاهات لا تعبِّر عن قواعد الحزب الاشتراكي حتى في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي".

وأضاف: "هناك بعض الأعضاء والقيادات في الاشتراكي ما زالوا يشعرون بالغبن من حرب 94، وأنهم هُمشوا، ولم يعدوا حزبا رئيسيا، كما كان قبل الوحدة". 

وأوضح: "الحزب الاشتراكي تدرَّج من حركة القوميين العرب، إلى الجبهة القومية، إلى الحزب الاشتراكي، وتأثير الجناح اليساري، عبد الله باذيب، وعبد الفتاح إسماعيل، وغيرهما من القيادات، كل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن الحزب الاشتراكي لم يعد يأخذ المنحى اليساري التقدمي الذي يؤمن بالعامل والفلاح وبالطبقة الفقيرة، وبالعمل الاجتماعي، بل تحوَّل إلى البحث عن مصالح لقيادات لم تعد مرتبطة بالشارع، ولا بجمهور الحزب". 

وتابع: "لهذا نلاحظ هذا الانفكاك لقيادات الحزب الاشتراكي، سواء في مناطق جنوبية، حيث تحوّلت الكثير من القيادات إلى نغمة انفصالية مناطقية، أو في شمال الوطن حيث تحوّلت إلى ولاءات قبلية ومذهبية للسلالة الهاشمية".

وأردف: "كل ذلك يدل دلالة قاطعة أن جمهور الحزب بدأ ينفض عن قيادته، وهناك اختلاف واسع عبّر عنه الدكتور عبد الرحمن السقاف، حينما ذكر في مقابلات مختلفة، وآخرها مع الـ'بي بي سي'، أنه كان هناك تململ لدى قيادة الحزب الاشتراكي، حينما وقّعت وثيقة السلم والشراكة في صنعاء، وأنهم كانوا مناهضين للحرب في بداية الأمر، لكنهم اتخذوا منحى لمساندة الشرعية، وهنا حدث الانقسام لثلاث مكوِّنات واضحة: مكوِّن مع الانفصاليين، ومكوِّن مع المليشيا الحوثية الانقلابية، ومكوِّن مع الشرعية، وتوجد فيه أغلب قيادات الحزب خارج الوطن". 

وزاد: "أعتقد أن القيادات، التي تواجدت في صنعاء، مرهونة للمليشيا الحوثية، ولا تستطيع أن تعبِّر تعبيرا حقيقيا عن ما يطلبه جمهور الحزب الاشتراكي وقواعده، ولا يمكن أن تكون مساندة للمليشيا الحوثية الهاشمية، وولاية الفقيه، بصورة ظلامية؛ لأنها تنافي كل أدبيات الحزب الاشتراكي". 

واستطرد: "هناك قيادات حزبية من أحزاب أخرى؛ مثل البعثيين والناصريين، استطاعوا أن ينافقوا الحوثي، ويحاولوا الحفاظ على مكاسب ومغانم ومواقع في السلطة منذ أن بدأت عاصفة الحزم وحتى اليوم".

وأضاف: "لكن، أنا قناعتي أن المصلحة والمنفعة والطفيلية داخل قيادات الاشتراكي في صنعاء هي من دفعتهم لاتخاذ هذه المواقف". 

سقوط مروّع 

يقول الصحفي والناشط الاشتراكي، نشوان العثماني: "بيان الحزب الاشتراكي في صنعاء كان صادما بكل ما تعني الكلمة، ومعه يجب أن يرفع الصوت عاليا بضرورة اتخاذ موقف ضد يحيى منصور أبو أصبع، الذي له سوابق بشكل او بآخر في مواقف من هذا النوع، لكن هذا الموقف كان على هذا النحو ممكن أن نسميه سقوطا مروعا". 

وأضاف: "لا يمكن اليوم تقبُّل بأي حال من الأحوال، من أي طرف أو قيادات، أي دعوة إلى الوقوف بجانب هذه السلالة الإمامية التي لا أسوأ منها في التاريخ اليمني". 

وتابع: "إذا كان لهذا الشخص مواقف مما يجري في المشهد برمّته، ومن التطوّرات الأخيرة، يمكن أن يعبِّر عنها بما يراه مناسبا، لكن أن يذهب إلى الدّعوة على هذا النحو، ويظل رئيسا للجنة المركزية للحزب الاشتراكي، وتقريبا هو المنصب القيادي الرَّفيع، قد يكون الثالث في هرم القيادة، فهذا غير مقبول". 

وأردف: "إذا مرَّ هذا البيان مرور الكرام، دون أن يكون هناك موقف منه، ومن هذا الرفيق تحديدا، الذي لم يعد رفيقا، بعد أن فضَّل أن يكون عكفيا وشيخا بائسا، لا يمكن أن يُقال إلا هذا بحقه، وإذا كان يمتلك ذرة من الحياء عليه أن يستقيل قبل أن يُقال، بل يُفترض على الحزب الاشتراكي أن يقدم على هذه الخطوة". 

وزاد: "ما ورد في البيان، من خطاب طائفي ومذهبي يعبّر عن شخص أبو أصبع نفسه، وهو قيادي اشتراكي، لكنه بوعي غير اشتراكي، إنما بوعي قبلي متخلف، لا يعرف كيف يتصرّف، وقد تمادى كثيرا، دون أن يتخذ الحزب الاشتراكي موقفا صارما منه".

وقال: "لا يفترض أن يصمت الحزب الاشتراكي كما صمت من قبل، فهذا الموقف، الذي صدر عن أبو أصبع اليوم، مخجل، وهو مخجل بحق أبو أصبع، ولكن سيكون مخجلا بحق الاشتراكي اليمني إذا ظل هذا الحزب صامتا ولم يتصرّف، ولم يكن هناك موقف واضح منه". 

أحزاب مختطفة 

يقول القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الدكتور عادل الشجاع: "أعتقد بأن هذا البيان لا ينم عن الحزب الاشتراكي، بقدر ما ينم عن قيادته المتمثلة بيحيى منصور أبو أصبع، الذي له مواقف متشددة ومتطرِّفة مع الحوثيين، منذ ما قبل حتى دخولهم إلى صنعاء". 

وأضاف: "يحيى منصور أبو أصبح كانت مواقفه في مؤتمر الحوار واضحة المعالم، حيث كان يتخادم مع هذه الجماعة، منذ فتره طويلة، وبالتالي ينبغي أن نفصل بين الإرادة الحزبية وبين قيادة الحزب، ليس فقط في الحزب الاشتراكي، وإنما في مختلف الأحزاب الأخرى". 

وتابع: "جميع الأحزاب اليمنية، اليوم، مختطفة من قبل قيادتها، لم تعد التعددية السياسية، ولم تعد الأحزاب فاعلة على أرض الواقع، وكذلك القواعد وأعضاء الأحزاب مختطفة تماما". 

وأردف: "من يتحكم بقرارات هذه الأحزاب هي هذه القيادات التي توزعت، سواء التي بقيت في صنعاء إلى جانب مليشيا الحوثيين لتحقق مصالحها من خلال المليشيا، أو تلك التي ذهبت إلى دول الإقليم لتحقق مصالحها من خلال هذه الدول". 

وزاد: "العملية الحزبية مختطفة من قبل هذه القيادات الانتهازية، لذا فالبيان -من وجهة نظري- هو لا يمثل الحزب الاشتراكي، ولا قواعده، بقدر ما يمثل شخصا، وهو المختطِف للقرار، وهو المتحدّث اليوم باسم هذا الحزب، مثله مثل بقية القيادات في الأحزاب الأخرى". 

وقال: "اليوم نحن نفتقر إلى المشروع الوطني، حيث لا توجد قوى تقود المشروع الوطني، فتركت المساحة فارغة لهذه القيادات الانتهازية، التي ملأت هذا الفراغ، وحققت مصالحها على حساب المشروع الوطني".

 

تقارير

الحوثيون والقاعدة وحركة الشباب الصومالية.. علاقات معقدة وتداعيات خطيرة

كشف مجلس الأمن الدولي، في تقرير حديث، عن خيوط متشابكة تربط بين الحوثيين وتنظيم القاعدة وحركة الشباب في الصومال، تضمن التنسيق العسكري المباشر وشبكات معقدة من التهريب وتجارة الأسلحة والموارد غير المشروعة.

تقارير

المخدرات كسلاح إستراتيجي لإيران: من سوريا ولبنان إلى مليشيات الحوثي

ليس سلوك الحوثيين في اليمن بمعزل عن تجربة أقرانهم في "محور الممانعة = المماتعة"، فحزب الله اللبناني ونظام الأسد قدّما النموذج الأخطر لاستخدام المخدرات بوصفها ذراعًا هجومية ذات طابع مزدوج: تمويل عملياتهم، وتفكيك خصومهم.

تقارير

مع تحسن سعر صرف الريال.. كيف تبدو الإجراءات الحكومية لضبط الأسعار؟

شدّد رئيس الوزراء سالم بن بريك، على ضرورة خفض الأسعار فورا، بالتزامن مع تحسن سعر الصرف، وتراجع كلفة الاستيراد، قائلا: إن الحكومة لن تسمح ببقاء المواطن، رهينة لجشع بعض التجار، محثا على الرقابة المجتمعية، باعتبارها شريكا في كسر الاحتكار والفساد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.