تقارير

كيف أفشل الجيش السوداني الانقلاب المدعوم من الإمارات؟

22/05/2025, 12:02:27
المصدر : خاص

أعلن الجيش السوداني، يوم أمس الأول، في العشرين من مايو، استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، بما في ذلك العاصمة، وأم درمان، والخرطوم بحري، بعد معارك استمرت لأكثر من عامين مع قوات الدعم السريع المدعومة من الإمارات.

على الصعيد الدولي، اتهمت الحكومة السودانية دولة الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، وهو ما نفته أبوظبي.

وقدّمت الخرطوم دعوى أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها الإمارات بالتواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية، إلا أن الإمارات انسحبت من المادة التاسعة من اتفاقية الإبادة الجماعية، ما يعني أنه لا يمكن مقاضاتها من قِبل أي دولة أخرى بشأن مزاعم الإبادة الجماعية.

في ظل هذه التطوّرات، يواجه السودان تحدِّيات إنسانية واقتصادية جسيمة، مع تدمير واسع للبنية التحتية، وتدهور الخدمات الأساسية.

- الخطوة المهمة

يقول الباحث والكاتب السياسي المختص بالشؤون الأفريقية والدراسات الأمنية والإستراتيجية، إبراهيم ناصر: "في هذه الأيام، الجيش السوداني والقوات المستنفَرة والمساندة والرديفة له، قاموا بعمليات نوعية مهمة في وسط السودان".

وأضاف: "الجيش السوداني انتهى من معاركه في وسط السودان، بعد أن سيطر على العاصمة الخرطوم، وطهّر مدينة الجزيرة، وكذلك سنّار من قبلها، واستطاع أن يعيد زمام المبادرة، ويشكّل المشهد العملياتي، حسب تقديراته، وحسب خطوط إمداده".

وتابع: "الآن الخطوة المهمة أن تستعيد الخرطوم عافيتها، فالتحديات القادمة تتمثل في كيفية إعادة الحياة للعاصمة الخرطوم".

وأردف: "مرحلة تطهير الخرطوم من مليشيا الدعم السريع، برمزيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تمثّل مرحلة مهمة".

وزاد: "الحكومة السودانية والقيادة السودانية الحالية قررت أن يكون هناك تعامل جديد في المشهد الحالي، بعد أن تحوّلت العمليات العسكرية لصالحها".

وقال: "أعتقد أننا، في الأيام القادمة، سنشهد تحولًا في منطقة شمال كردفان، حيث سيتم تطهيرها تباعًا، وكذلك مناطق سيتجه إليها الجيش السوداني نحو غرب السودان، وهذه الأيام تُعدّ مفصلية في تاريخ السودان، ويُكتب تاريخ السودان من جديد".

وأضاف: "الجيش السوداني وقيادته وتبصّر نُخبه العسكرية والسياسية، ورسمها للمشهد السياسي لصالح الشعب السوداني، وصبر الشعب السوداني على كل العمليات التي تأخّرت لأسباب كثيرة، أعتقد أن الجيش السوداني استطاع أن يعيد للشعب السوداني اعتباره، وأن يعيد أيضًا للخرطوم ألقها بعد تطهيرها من مليشيا الدعم السريع".

- نتيجة طبيعية

يقول الباحث السياسي نبيل البكيري: "ما حدث اليوم ويحدث باستمرار، ولا يزال يحدث في السودان، من تحوّل كبير في مسار المعركة، هو نتيجة طبيعية للإستراتيجية التي اُتّبعت من قِبل الجيش السوداني، ومن قِبل القيادة السودانية منذ اللحظات الأولى لهذه المعركة".

وأضاف: "هذه الأحداث، التي تحوّلت، ليست وليدة الصدفة، أنا باعتقادي أن الحكومة السودانية، منذ هذا الانقلاب، تمسّكت بالبقاء على الأرض، وأعادت ترتيب أوراقها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، حتى ظلت تكافح هذا الانقلاب إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة".

وتابع: "هذه هي مرحلة، أنا باعتقادي أنها تحصيل حاصل، كما يُقال، لأن سقوط العاصمة الخرطوم كلها بيد الجيش السوداني كان هو مفتاح المعركة السودانية؛ لأن من يسيطر على الخرطوم هو بالضرورة سيسيطر على بقية الجغرافيا".

وأردف: "هذا التحوّل يأتي أيضًا في إطار رفض دولي كبير لمسألة 'الملشنة'، ولمسألة جماعات العنف والجماعات التي تخفي من خلفها أهدافًا لا علاقة لها بالسياسة بقدر علاقتها بما فيها الذهب وما فيها السلاح والمخدرات، وما إلى ذلك".

وزاد: "أنا باعتقادي، أيضًا حتى الارتزاق، والاتجار بالمرتزقة، هذه كلها مرتبطة بما تُسمى بالجماعات الوظيفية، وأكثر توضيح وأقل مثال لها، هي ما تُسمى بجماعة الدعم السريع في السودان، فهذه الجماعة ذات ارتباطات معقدة فيما يتعلق بكثير من المسائل الأمنية الخطيرة، فيما يتعلق بالإرهاب، فيما يتعلق ببيع السلاح والمخدرات، والتجارة غير المشروعة للمعادن وللذهب والبترول".

وقال: "كل هذا يجعل المجتمع الدولي يخاف من تكرار هذه التجربة نفسها، وخاصة في هذا الحزام الممتد في الساحل الأفريقي، من شرق أفريقيا حتى سواحل البحر الأحمر في بورتسودان".

وأضاف: "أنا باعتقادي أن المجتمع الدولي يرى أهمية أن يستعيد الجيش السوداني، باعتبار هذا الجيش جيشًا قديمًا في المنطقة، وعقيدته سياسية سودانية واضحة المعالم".

تقارير

هل نحن أمام إعادة تدوير خرائط الاستعمار البريطاني بهندسة إماراتية؟

بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، تشكيل 'مجلس شيوخ الجنوب العربي'، تعود ذاكرة جنوب البلاد إلى خرائط الاستعمار، في حدث وحديث يُذكِّر ببيان 'السلطان الفضلي' حول الحدود مع 'سلطنة يافع السفلى'، الذي جاء كانعكاس مباشر للمناخ السياسي للانتقالي بعد عقود من تجاوزها في ظل دولة موحّدة.

تقارير

الكهرباء التجارية في عدن.. هل تكون المسمار الأخير لتدمير المنظومة الحكومية؟

أثار دخول خدمة الكهرباء التجارية في عدن جدلاً كبيراً بين أوساط الأهالي في مدينة عدن جنوبي البلاد، الذين يرونها مفتاحاً لإلحاق خدمة الكهرباء الحكومية بقطاع التعليم المتوقّف في مدينة عدن منذ خمسة أشهر تقريباً.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.