تقارير

كيف تستغل مليشيا الحوثي حرب غزة لتعزيز قبضتها محليا؟

21/04/2024, 14:24:28

تسيطر مليشيا الحوثي على مساحة كبيرة من اليمن؛ بما في ذلك العاصمة صنعاء، ومناطق الكثافة السكانية العالية، وتبني بشكل مستمر قوة عسكرية تضم مليشيا مسلحة ومقاتلين مدرّبين، معتمدة على القسوة والقمع للحفاظ على السلطة، التي وصلت إليها بالانقلاب المسلح. 

وصلت مليشيا الحوثي إلى السلطة، في العام 2024م، بطريقة غير شرعية، الأمر الذي يدفعها للبحث عن أسباب للبقاء ضمن مناخ الأزمة، وتحت تأثير الحرب، وهو أمر يساعد على تفسير مصارعتها للمشاركة في الحرب، بالبحر الأحمر، تحت ذريعة نصرة غزة، في الوقت الذي لا تستطيع فيه الاستغناء عن المساعدات الإنسانية، التي يعيش عليها ملايين السكان العالقون في مناطق سيطرتها. 

تتمكن مليشيا الحوثي من تعزيز سلطتها على الداخل اليمني، معتمدة على عوامل داخلية، منها انقسام مناوئيها، وأسباب خارجية بينها سعي السعودية للانسحاب من الملف اليمني، ورغبة بعض دول العرب والإقليم، في تمكين الأقليات في المنطقة العربية لإحباط ثورات الربيع العربي.  

- استغلال حرب غزة  

يقول المحامي والباحث الأكاديمي في القانون الدولي، د. محمد الشرجبي: "هناك مبدأ قانوني يتحدث أن ما بني على باطل فهو باطل، لذا فإن كل القرارات الصادرة من مليشيا الحوثي تعد قرارات باطلة وبحكم العدم؛ لأنها مليشيا انقلابية، انقلبت على الإجماع الوطني في اليمن".  

وأضاف: "القرارات، التي تتحدث عنها مليشيا الحوثي، بتصنيف الدول والكيانات والأشخاص، تحت مسمى القانون، هي في الحقيقة قرارات لن تمس أمريكا، ولا الكيان الصهيوني، بأي أذى، وإنما الأذى سيرتكز مباشرة على الداخل اليمني".  

وتابع: "هناك مادة في القرار تتحدّث على أن المشمولين بالعقوبة هم أيضا الأشخاص لديهم قناعة، أو يتصرفون بخلاف التعاليم الإسلامية، أو ما يقصدون بها الهوية الإيمانية، والتوجه المذهبي، أي أن اليمني سيكون إما مدانا أنه يخالف التوجه الفكري لهذه المليشيا، أو أنه مدان إنه يتواصل مع دولة ما، وفي جميع الأحوال سيكون المواطن اليمني ملاحق من قِبل المليشيا في أي لحظة".  

وأردف: "مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزة، والظروف الدولية، وركبت الموجة، وحققت فيها عدة أهداف، أولها تريد أن تقول إنها أصبحت رقما، ويجب أن تقدم التنازلات لها، وأيضا تهدئة الوضع الداخلي المحتقن، الذي كان قد انتفض ضد المليشيا، بسبب الأعمال القمعية الممنهجة، والفساد المستشري في المؤسسات من جبايات ورسوم ومجهود حربي، وجمارك وضرائب، وليس هناك أي مقابل".  

- تكريس السلطة  

يقول الصحفي عبدالعزيز المجيدي: "إن مليشيا الحوثي تحاول الذهاب باتجاه تكريس سلطتها على حياة اليمنيين، والمضي قُدما نحو استخدام أدوات وآليات هي أصلا لا تقر بها".  

وأضاف: "عندما نتحدث عن القانون، فمليشيا الحوثي هي في الأصل خارجة عن القانون، وتتسلط على اليمنيين خارج القانون والدستور، وخارج كافة الصيغ الشرعية المعروفة".  

وتابع: "عندما تحاول مليشيا الحوثي تضييق الخناق على اليمنيين من خلال توظيف أدوات ومسميات قانونية، بما فيها استخدام مجلس النواب المختطف، فهي تحاول تكريس قبضتها، وخنق اليمنيين، ومنع أي محاولة للمطالبة بحقوقهم".  

وأردف: "الصيغ الفضفاضة، التي عهدناها في الأنظمة السابقة، تحاول مليشيا الحوثي الآن استخدام ما هو أسوأ منها، من خلال فرض هويتها الطائفية على بعض النصوص".  

وزاد: "هناك الكثير من المفارقات، التي تتعلق بنشاط هذه المليشيا، وكيف تقوم بإنفاذ إجراءاتها بحق اليمنيين؟".

واستطرد: "إذا كان قانون تحريم وحظر الاعتراف بالكيان الصهيوني نافذا باعتبار أنه صدر في ديسمبر 2023م، فإن أول شخص يجب أن يحاكم وفقا لهذا القانون هو عبدالملك الحوثي وجماعته، الذين يسيطرون على صنعاء، باعتبار أنهم الآن يقومون بتمرير شحنات تقل مبيدات قادمة  من إسرائيل".

وأشار إلى أن "هذه قضية أصبحت تثير ضجة كبيرة في صنعاء، وهناك مطالبات وكتابات متعددة حول هذا الأمر، تجعل مما تقوم به مليشيا الحوثي أضحوكة كبيرة".  

وقال: "نحن نتحدّث عن جماعة مليشياوية قمعية تحاول أن تطوّع مختلف الأدوات من أجل  تكميم أفواه الناس، وفرض إرادتها عليهم، وهو بالتأكيد يدخل ضمن مزايداتها الكبيرة في المنطقة على مسألة التطبيع، وما إلى ذلك".  

وأضاف: "بالنسبة للقرارات والقانون، وفقا للقراءات التي طالعتها، هناك تعليقات كثيرة تتعلق بمسألة العبارات الفضفاضة، ومحاولة تطويع وتكييف القانون بالطريقة التي تسمح لمليشيا الحوثي محاكمة جميع اليمنيين، حتى بما في ذلك الأشخاص الذين يطالبون بمرتباتهم؛ باعتبار أنهم -بصورة أو بأخرى- ممكن أن يشكلوا سندا للعدوان في لحظة حرب، وفي لحظة ما تقول إنها حرب تخوضها ضد الكيان الصهيوني".  

وتابع: "هذه المحاولة تأتي ضمن اللعبة الإيرانية، التي تحاول من خلالها تجييش عواطف الناس، وتضليلهم عن إيران، التي تخادمت مع الكيان الصهيوني وأمريكا طوال الفترات السابقة، وتخادم هذه المليشيا مع الأطراف الدولية والإقليمية".  

-"حرب غزة".. فرصة ذهبية 

تقول الباحثة الرئيسية في مركز صنعاء للدراسات، ميساء شجاع الدين: "إن مليشيا الحوثي دخلت في حالة نشوة جراء تدخلها في غزة وسط الترحيب الشعبي، الذي حدث لها في المنطقة والعالم، وصارت جماعة معروفة، كما كانت تطمح به بشكل كبير جدا، ولم تكن تتوقع أن يأتي بهذا الشكل، وبهذه السرعة".  

وأضافت: "ما تقوم به مليشيا الحوثي يعطي لها شرعية غير مسبوقة، فما يحدث في غزة من جرائم ومذابح، وعمليات تطهير عرقي، وتدخلها في هذا الإطار يأتي ضمن شرعية أخلاقية لا يمكن الجدال حولها، لكن هذه اللافتة الشرعية ما التي تقصد المليشيا من ورائها؟".

وأكدت أن "هذا هو ما يشغل اليمنيين، أما العالم في النهاية لا يرى سوى هذه اللافتة".  

وتابعت: "مؤتمر نصرة فلسطين الذي أقامته مليشيا الحوثي، ظهر فيه نائب بريطاني، وبعض الشخصيات المعروفة والشهيرة، التي بدأت تمتدح المليشيا على المستوى العالمي، وهذا أعطاها شيئا من الزهو والنشوة والشعور بأنها أصلحت تتجاوز حتى حزب الله في لبنان".  

وأردفت: "مليشيا الحوثي تحاول استثمار هذه الفرصة الذهبية بالنسبة لها، من خلال أنها تكسب شيئا من الشرعية، وهذه الشرعية تستثمرها في تضييق الخناق، والسيطرة على المناطق بشكل أكبر، خصوصا وأنها كانت قد واجهت بعض الاحتجاجات الشعبية في مرحلة الهدنة، ولم تكن تتوقع المدى الذي وصلت إليه هذه الاحتجاجات".

تقارير

أكثر من 600 ألف نازح عادوا إلى تعز.. نسيان وصعوبات تثقل كاهل العائدين

رغم استمرار وتيرة النزوح في البلاد، خلال السنوات الأخيرة، شهدت مدينة تعز تزايدا ملحوظا في أعداد النازحين العائدين إلى ديارهم، وسط تفاقم ملحوظ في منسوب الصعوبات الاقتصادية والمعيشية والخدمية، التي يواجهها العائدون في المحافظة الأكثر سكانا ودمارا وفقرا وبطالة.

تقارير

رفض إحياء العمل الحزبي.. ما سر تناقض المجلس الانتقالي؟

موقفان متناقضان للمجلس الانتقالي، خلال يومين فقط، ففي اليوم الأول يشارك الأمين العام للمجلس في اجتماعات الأحزاب والتكتلات المساندة للشرعية، وفي اليوم التالي تجتمع الهيئة السياسية للانتقالي لمهاجمة الاجتماع ومخرجاته.

تقارير

"مؤامرات خارجية".. كيف تتهرب مليشيا الحوثي من مشكلاتها الداخلية؟

هربا من مشكلاتها الداخلية، مليشيا الحوثي تحذّر من مؤامرة خارجية، ومحاولات من الطابور الخامس والسادس في إثارة الفوضى، والتشويش على المعركة الحقيقية مع قوى الاستكبار العالمي، كما تسميها، وهو تحذير من أن يطالب الناس بصرف المرتبات

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.