تقارير
لتجنب كارثة حقيقية.. إنقاذ ناقلة النفط المهجورة في اليمن سيبدأ قريبا
في سباق مع الزمن لتفادي وقوع كارثة تقترب، أعلنت الأمم المتحدة، يوم الاثنين 12 يونيو، أن النقل الحيوي لشحنة من النفط من ناقلة عملاقة متهالكة قبالة الساحل اليمني بات وشيكا. تهدف هذه العملية الحاسمة إلى تجنب تسرب النفط في البحر الأحمر، وهي على وشك البدء بعد مهمة تفتيش استمرت أسبوعين.
قال ديفيد جريسلي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن: "نحن نقترب من النقطة، التي يمكننا فيها بدء النقل [...]، المرحلة التالية ستكون هي الأكثر أهمية على الأرجح".
ترسو الناقلة "صافر" على بُعد ستة كيلومترات من ميناء الحديدة، غرب البلاد، وهي ناقلة صدئة عمرها 47 عاماً تم تحويلها إلى محطة تخزين وتفريغ عائمة، دون أن يتم عمل أي صيانة، منذ عام 2015.
السفينة هي أحد رموز الحرب الأهلية التي تعصف باليمن، البلد الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
تدور الحرب بين السلطة المعترف بها من قِبل المجتمع الدولي والمتمرّدين الحوثيين، الذين يسيطرون على الساحل الذي ترسو فيه الناقلة.
جاء فريق من خبراء الأمم المتحدة على متن السفينة، نهاية مايو، لتفقد القارب والتحضير لنقل ما يعادل أكثر من مليون برميل من النفط إلى ناقلة اشترتها الأمم المتحدة، "ناوتيكا".
وقال ديفيد جريسلي: "لا تزال هناك خطوات قليلة يجب القيام بها، من حيث التأمين والمشاكل الأخرى، التي يجب علينا حلها قبل إحضار" هذا القارب الذي ينتظر في جيبوتي.
عُهد بالعملية، التي بلغت تكلفتها 148 مليون دولار، إلى الشركة المتخصصة "سميت سالفاج"، وهي شركة تابعة لشركة "بوسكاليس" الهولندية، التي يتعيّن عليها ضخ النفط، وإعداد سحب الناقلة بمجرد إفراغها.
قال بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس خلال المؤتمر في لاهاي: "بعد أسبوعين من التفتيش، أصبح طاقمنا مقتنعا بأن الناقلة صافر قوية بما يكفي لمثل هذه العملية".
وأضاف "فيما يتعلق بنا نحن جاهزون"، لافتا إلى أن النقل قد يستمر من أسبوع إلى شهر، حسب نوعية النفط المخزن في الناقلة صافر.
وقال إن "الخبراء ما زالوا بحاجة إلى التحقق مما إذا كان هناك أكسجين في خزانات النفط، مما قد يؤدي إلى انفجار، وإجراء فحص تحت الماء لهيكل الناقلة".
وأكدت منظمة السلام الأخضر، في نهاية يناير 2023، أن أي انفجار أو تسريب في الناقلة ناوتيكا سيكون له "عواقب أوسع بكثير وأكثر خطورة، واستمرارية من المعلومات المتوفرة سابقًا".
في الواقع، قد يتعرض ملايين الأشخاص في اليمن والدول المجاورة للخطر، وإلى مستويات عالية جدا من تلوث الهواء ومواجهة الجزيئات، التي تحتوي على مواد كيميائية سامة ومسرطنة.
علاوة على ذلك، إذا تسرّب هذا النفط البالغ 140.000 طن، فسيكون ذلك بمثابة تسرب نفطي أسوأ بأربع مرات من تسرب الناقلة إكسون فالديز، ناقلة النفط التي جنحت في عام 1989 بالقرب من ساحل ألاسكا، التي تسببت في واحدة من أسوأ الكوارث من هذا القبيل.
بالإضافة إلى ذلك، في حالة حدوث تسرب نفطي، تقدر تكلفة التنظيف وحدها بـ20 مليار دولار من قِبل الأمم المتحدة، التي تتفاوض مع مجموعة من شركات التأمين لتغطية العملية.