تقارير

لماذا تتعمد مليشيا الحوثي إغلاق الطرق الرئيسية بين المحافظات اليمنية ومحاصرة المدن؟

31/01/2024, 14:46:21

الطرق المغلقة بين المدن اليمنية الرئيسية تمثل أحد أهم مظاهر الحرب، وتخلق معاناة هائلة للمدنيين المحرومين من حقهم الطبيعي في التنقل عبر طرق آمنة.

الطرق المغلقة تعيق انتقال المرضى والطلاب وكبار السن، وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وتعرض حياة المسافرين للخطر". 

هناك تساؤلات تدور حول السبب الحقيقي وراء إغلاق الطرق؟! ومن المستفيد من هذا الوضع؟! ولماذا لا يقوم المجتمع الدولي، بما ذلك الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بالضغط على الأطراف المتحاربة في اليمن لفتح الطرق المغلقة؟! ولماذا لا تلتزم هذه الأطراف نفسها بالشريعة الإسلامية، التي تحرم قطع الطرقات وإخافة الآمنين، ولا بالقانون الدولي الإنساني، الذي يلزمها بضمان سلامة المدنيين، وحقوقهم وقدرتهم على الوصول للمساعدات الإنسانية؟! ما واجب الحكومة الشرعية والمنظمات الإنسانية لتلافي آثار هذا الوضع غير الطبيعي؟! 

- وعود كاذبة

تقول الناشطة والباحثة المجتمعية، داليا محمد: "بالنسبة لمحافظة تعز، الوضع غريب، حيث إن المدينة نفسها أصبحت مقسمة إلى قسمين، قسم يخضع لسيطرة الحوثيين، والقسم الآخر في إطار الحكومة الشرعية، بالنسبة لنا كمواطنين". 

وأضافت: "أنا كداليا، وناس آخرين، خضنا عمليات الوساطات والمبادرات، فمثلا على مستوى مدينة تعز فقد بدأت، منذ عام 2016، من مبادرة ظهران الجنوب، ثم أتت بعد ذلك في عام 2018 مبادرات ولقاءات مع الحوثيين في الحوبان، ولكن للأسف لم يتم شيء". 

وتابعت: "أيضا، قبل فترة، أطلقنا 3000 يوم على الحصار، وأظهرنا فيه بعض الارقام والحقائق والإحصائيات لما تتعرض له مدينة تعز من حصار". 

واستطردت: "أشرنا في الحملة إلى كمية الحوادث اليومية على الطرق المستحدثة، التى استحدثها الناس، نتيجة لما أجبرتهم عليه مليشيا الحوثي، فاستحدثوا هذه الطرق الجبلية، التي كانت في الأساس طرقا للدواب والمواشي فقط، فقاموا باستخدامها لتربطهم بين مناطق تعز نفسها، أو ما بين تعز والمحافظات الأخرى". 

وزادت: "مثلا أنا شخصيا اليوم تلقيت اتصالا من طريق الكربة، الرابطة بين تعز والجنوب، أن هناك حادثي انقلاب سيارتين (صالون)، وأربعة (بوابير)، هذا بحسب إحصائيات اليوم فقط، وهناك جرحى من السائقين والراكبين". 

وأوضحت: "أيضا هناك مرضى السرطان ومرضى الفشل الكلوي، الذين هم بحاجة ماسة للتنقل بين المناطق عبر هذه الطرق الخطيرة، بالإضافة إلى العمال الذين يعملون في مصانع بيت هائل سعيد أنعم، وغيرهم، أصبحوا مضطرين للتنقل عبر هذه الطرق، وكأنهم ينتقلون من دولة إلى أخرى". 

ولفتت إلى أن "هذه الطرق أصبحت تكلف المارين عبرها أكثر من 5 ساعات، وأيضا صاحب ذلك ارتفاع في إيجار المواصلات، حيث كانت تكلف تقريبا 200 ريال للانتقال من الحوبان إلى داخل المدينة، أصبحت التكلفة تتعدى 16000، إضافة إلى المشكلة الأكبر، وهي فارق العملة".

وأكدت أن "كل الدعوات، التي سمعنا عنها لفتح الطرقات، هي دعوات واهية فقط لا غير، يتم فيها التلاعب بمشاعر الناس، الحوثيون لهم مشاريع أخرى، يريدون الوصول إلى مفاوضات أخرى". وبيّن: "مثلا عندما بدأ بعض الاشخاص في اتفاقية، أو مبادرة ظهران الجنوب، من أجل فتح الطرق الرئيسية، فتماطل الحوثيون، ثم أتينا -نحن كتكتل نساء خاص من مدينة تعز- وقمنا بمبادرة، ثم قمنا بلقاءات مع السلطة المحلية داخل المحافظة ثم أبى الطرف الآخر، بعد أن طالبنا بفتح الطرق التى كانت تستخدم سابقا". 

وأشارت إلى أن "الحوثيين كانوا يماطلون، ويقولون سنرفع الموضوع للسيد، لكن دون جدوى، وكان ذلك عام 2018، حتى إنهم كانوا يطالبونا بفتح مطار صنعاء، وكنا نقول لهم لو أن الموضوع بأيدينا، فنحن نريد أن نفتح كل الطرق، والمطارات والموانئ". 

وقالت: "كانوا يوعدونا بأنهم سيلبّون هذه المطالب، وبعد مرور سنة كان لديهم أربعينية فتواصلوا معنا، وقالوا إنهم سيفتحون طريقا آخر غير الرئيسي، قلنا لهم لماذا لا تعلنوا عبر مجلسكم الرئاسي، بعدها أتت الحوارات الاخيرة في عُمان، وقالوا إنهم سيفتحون مقابر في تعز بدلا عن فتح الطرق، جماعة الحوثيين -للأسف- جماعة كاذبة". 

- من المستفيد؟

يقول أستاذ إدارة الأعمال في جامعة إقليم سبأ د.حسن حجازي: "موضوع الطرق بشكل عام يعتبر موضوعا إنسانيا بحتا، بعيدا عن الجبهات والحروب والمشاكل". 

وأضاف: "المستفيدون من الطرق هم المواطنون والمرضى وكبار السن والأطفال، لكن مليشيا الحوثي عمدت إلى قطع الطرق مع سبق الإصرار والترصد، من أجل أن تكسب، إما مواقف عسكرية على أرض الواقع، أو أوراق ضغط في ملفات أخرى". 

وتابع: "سمعنا عن جولات المفاوضات، التي حدثت في أكثر من بلد، وكانت تنص صراحة على فتح الطرق، وسعت الشرعية إلى تحقيق هذا المطلب، وتم فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة من أجل أن توفي مليشيات الحوثي بوعودها وفتح الطرقات في تعز ومأرب والبيضاء، وغيرها من المناطق، لكن المليشيا الحوثية تنصلت عن التزاماتها".

وأردف: "في محافظة مأرب أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي، الشيخ سلطان العرادة، مبادرة سمع عنها الجميع، وقال: نحن مستعدون من جانب مأرب أن نفتح الطرق كاملة، بما فيها طريق مأرب - صنعاء - نهم، وهي أقرب طريق للمسافرين بين المحافظتين، لكن المليشيا رفضت". 

وزاد: "المسافرون الآن يقطعون مئات الكيلو مترات عبر الصحراء الشاقة، صحراء الجوف، وكان بإمكان المليشيا الحوثية أنها تفتح الطريق من مفرق الجوف إلى مأرب، حيث تستغرق فقط من 40 دقيقة إلى ساعة بالكثير، لكن المسافرين يعانون مرارة السفر عبر صحراء قاحلة مميته لمدة 7 إلى 8 ساعات، رغم أن هناك بديلا، وهي الطريق المعروفة، طريق مأرب - نهم - صنعاء". 

وقال: "تكلفة الراكب من مأرب إلى صنعاء هي 200 ريال سعودي، أما إذا كانت الطريق الإسفلتية المعبدة مفتوحة لما كلف المسافر إلى 10 إلى 15 ألف ريال، لكن هذه المليشيا تصر على التجويع والترهيب والقتل، والتفنن بمعاناة المواطنين بشكل عام".

وأضاف: "ملف الطرقات يعتبر ملفا إنسانيا، والحلول يجب أن تقدم بعيدا عن كل الملفات، بعيدا عن الحروب والمماحكات والمزايدات، والأمور السياسية والمكاسب العسكرية، لكن مليشيا الحوثي عمدت إلى التمسك بهذا الملف من أجل ممارسة ضغوط عسكرية وسياسية". 

وتابع: "الحلول، التي ينبغي أن تقدم، هي فتح كل الطرقات، ما المانع من فتح طريق مأرب - نهم - صنعاء، قبل عدة أشهر أعلن خطاب من جماعة منتمية لمليشيات الحوثي عن تدشينهم لقافلة فتح طريق - صنعاء - خولان - صرواح - مأرب، وأنا كأحد مواطني صرواح أجزم أنه هذه الطريق لن تجدي نفعا، ولن تخفف شيئا من المعاناة، هي طريق وعرة ومكسرة". 

وأردف: "قامت المليشيا بإسكات الأصوات التي تطالب بفتح الطرق بهذا العرض، الذي هو فتح خط صنعاء - خولان - صرواح - مأرب". 

وزاد: "هناك ثلاث طرق تربط بين صنعاء ومأرب، وهي طريق مأرب - صرواح - خولان - صنعاء، وطريق مأرب - نهم - صنعاء، وأيضا طريق مراد، التي تعتبر بعيدة إلا أنها قد تفي بالغرض لتخفيف المعناة، إلا أن مليشيا الحوثي استغلت هذه الطرق لأغراض عسكرية بحتة من أجل نقل المؤن والمقاتلين، وامتنعوا عن فتحها لمرور المواطنين".

تقارير

البدو الرُّحل في صحراء مأرب يصارعون الهوية والبقاء في وجه النزوح والتغيّرات

تغيَّرت ملامح الحياة البدوية شيئًا فشيئًا في قلب صحراء مأرب الواسعة شرق اليمن، فلم تعد قوافل التنقل تسير في هدوء كما اعتاد البدو الرّحل، ولم تعد خيامهم المنزوية على أطراف المراعي كما كانت لقرون.

تقارير

السلطة الشرعية.. من موقع القيادة إلى هامش المشهد

لم تعد مظاهر التراجع في أداء السلطة اليمنية الشرعية خفية أو قابلة للتجاهل، بل أصبحت تتجلى حتى في تفاصيل رمزية تعكس عمق أزمتها، كما حدث في الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية، التي مرت بصمت رسمي مريب، دون احتفال أو حتى إجازة، في مؤشر صارخ على تفكك الهوية الجامعة، وانفصال السلطة عن رموز الدولة ومعناها.

تقارير

سببت انتكاسة للمزارعين.. عائدات محاصيل المانجو لا تغطي نفقات الإنتاج

يتحسر المزارع الستيني عبدالله الغُزي على مبيعات مزرعة المانجو التي يمتلكها في محافظة حجة شمال غرب اليمن، ولم تغطِ عائداتها تكاليف العمل والمصروفات التي أنفقها على المبيدات الحشرية، والسماد، ومياه الري.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.