تقارير

لماذا يصر طارق صالح على حالة العداء مع تعز؟

26/10/2025, 10:01:42

تتزايد الحملة الإعلامية والسياسية التي يقودها إعلام طارق صالح ضد مدينة تعز، في وقت تمثل فيه المحافظة واحدة من أهم معاقل الجمهورية ومركز ثقل الشرعية اليمنية.

الحملة استهدفت مؤخرا السلطة العسكرية والمدنية في المدينة عبر اتهامات منظمة تتهمها بالفوضى والاختراق، رغم تبعيتها المباشرة لمؤسسات الدولة ووزارة الدفاع.

ما فشلت الإمارات في تحقيقه عبر جماعة أبي العباس في مدينة تعز، تحاول الآن تمريره، من خلال طارق صالح وأخيه عمار، في ما بات يسمى بالساحل الغربي، فالمخا تحولت إلى مدينة شبه مغلقة يديرها كيان مستقل، ويتصرف فيها كقائد فوق مؤسسات الدولة، مؤسسا لواقع جديد لا يملك من الشرعية أكثر مما يملك الحوثيون شرعية الأمر الواقع.

طارق صالح أمام اختبار حقيقي

يقول الصحفي والناشط السياسي وديع عطاء، إن هناك حالة تناقض تثير كثير من الأسئلة وبحاجة إلى كثير من التفاسير، سواء من قبل طارق صالح، أو من مكتبه ومستشاريه الذين نعد بعضهم عقلاء إلى حد ما سياسيا وإعلاميا.

وأضاف: العقلاء في مكتب طارق صالح، يفترض بأنهم يفسروا حالة النزق الحاصل إعلاميا وفيسبوكيا من قبل بعض الناشطين المحسوبين على طارق سواء إعلاميا أو حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

وتابع: طارق في خطابه العام وفي خطابه العسكري وفي خطابه السياسي، يؤكد على وحدة الصف يحرص على عدم استعداء الآخر، وغالبا خطاباته تتسم بالاتزان ويخاطب الآخر بأن عدونا واحد وجبهتنا واحدة وصفنا واحد، لكن التناقض الحاصل في هذا الموضوع أن أداته الإعلامية ومكاتبه الإعلامية، ومنهم من هم مقربون منه، يخرجون للإساءة للآخر الذي يحاول طارق ألا يسيء إليه.

وأردف: طارق الآن يضع نفسه أمام اختبار حقيقي، اختبار أخلاقي واختبار وطني، ليحسن من مسألة سيرة ذاتية سابقة بتحالفه مع الحوثي، واتهامات تعود إلى 2011، ومطالب أيضا بأن يوحد الصفوف إعلاميا وسياسيا ووطنيا.

وزاد: هناك من يعده رمزا وطنيا ويفترض بأن يكون جامعا في المنطقة على الأقل التي هو يسيطر فيها الآن.

وقال: بعض الأبواق الإعلامية والأقلام الإعلامية المحسوبة عليه تحاول أن تستمر في نفس النزق الحاصل ما قبل 2014، استعادوا الأجواء التي كانت قبل 2014، سواء قبل سقوط عمران وسقوط صنعاء، والتسويق لمسألة أن هناك عمليات محدودة وأن المستهدف هم الإخوان وحزب الإصلاح، وشيطنة رموز 11 فبراير، ورموز الأحزاب التي يعتبرها مقلقة بالنسبة له أو وازنة أو قد تعيق أجنداته الخاصة سواء السياسية أو الإعلامية في منطقة سيطرته.

وأضاف:  لذلك نحن بحاجة إلى أن نسمع تفاسير من هذا النوع، تعطي تطمينات للشركاء المحليين والشركاء الوطنيين الذين هم يدهم في يد طارق عمليا على المستوى السياسي وعلى المستوى العسكري.

محاولة للتوسع

يقول الصحفي سلمان المقرمي، إن الإعلام الذي يعمل فيه إعلام الساحل كما بات يعرف، أن المدينة في الفترة الأخيرة كادت أن تسقط وأن هناك فرصة لإمكانية إعادة تشكيل القوة الكبيرة فيها، أو القوة الصلبة، قوة المقاومة فيها، عبر الجيش والأمن، بما يخدم محاولات توسع تشكيلات طارق العسكرية.

وأضاف: الحال الآن أن طارق صالح في الساحل الغربي، هو الوحيد الذي يعترف بالشرعية، ولكن قواته وكل ما يتبعه لا يعترف بالشرعية، مديريات ساحل تعز الأربع التي تشكل 43% من مساحة المحافظة لم يعد أحد يشير إليها على أنها تعز.

وتابع:  نحن نلاحظ بينما يدعي طارق صالح إعلاميا أنه مع وحدة الصف، ومع وحدة المعركة، مع إعادة ضبط البوصلة باتجاه الحوثي، لكن على الواقع على مستوى السلطة المحلية في محافظة تعز، تبدو مديريات الساحل كأنها منفصلة عن محافظة تعز إداريا.

وأردف: طارق صالح عضو مجلس القيادة، والأولى به أن يكون أول من يدمج قواته في إطار وزارة الدفاع، لكن قواته تعمل فعلياً خارج وزارة الدفاع.

وزاد: حديث طارق صالح عن الوحدة، هذا الشيء غير مقبول من هذه النقطة، فهو يريد أن يوسع سلطته على حساب المدينة وكان في الأيام الماضية هناك من يعتقد أن الفرصة مناسبة للهجوم على المدينة.

وقال: على افتراض أن طارق صالح لم يكن هو شخصيا يريد هذا الأمر، ولكن إعلامه وكثير من المتحدثين لديه، حمود الصوفي، وعبد السلام الدهبلي، وقناة الجمهورية، الكثير تحدثوا على أن المدينة تغرق في الفوضى وتغرق في الصراعات، وكأن طارق صالح مبرأ من هذا الشيء بينما هو عضو مجلس القيادة، على الأقل في الوقت الحالي.

وأضاف: مشروع المياه الذي كان قد وعد به للمدينة، يريد له أثمانا سياسية باهظة، مقابل مشروع مياه، وكأن هذه المدينة سيقدم لها الماء مقابل الطاعة والولاء، ولكن إلى أي مدى يمكن أن ينجح هذا الأمر أو سيستمر في هذا الأمر، فهذا شيء مختلف، فالناس يقاومون منذ عقد والأدوات التي اعتمدها صالح عندما كان في السلطة وفشلت، لن تنجح مرة أخرى حتى لو كان الوضع سيء جدا في هذه المدينة.

حملات مرفوضة

يقول المحلل السياسي أحمد شوقي أحمد، أنا برأي الشخصي أن هذه الحملات التي تحاول أن تشيطن تعز كما يتم الحديث بهذا الخصوص هذه حملات مرفوضة وسوف تكون إلى زوال، ولكن أيضا هناك مسائل ومطالب حقيقية لضحايا جرائم ولأشخاص يعانون الأمرين مع الأسف الشديد طوال هذه السنوات، ويشتكون من تعرضهم لانتهاكات ومن تعرضهم وتعرض أقاربهم لجرائم اعتداء وجرائم اغتصاب وغير ذلك من الجرائم التي تشيب الرؤوس، ومن حق هؤلاء الناس أن يدافعوا عن قضاياهم ومن حق المجتمع أن يتضامن معهم.

وأضاف: الحديث عن وجود جرائم قتل وجرائم اغتصاب وجرائم اعتداء وجرائم أذية أو سرقة أو نهب أو أيا كان شكل الجريمة في تعز، فهو من حق كل إنسان، وأعتقد انه يجب أن تؤخذ هذه المسألة بجدية وألا تشيطن المطالبات بالحقوق.

وتابع: في المقابل التوازن في هذه المسألة مطلوب من قبل الجميع، بمعنى أن هذه الحملات هي صحية وجيدة لمصلحة الجيش ولمصلحة الأمن ولمصلحة الأحزاب ولمصلحة السلطة المحلية ولمصلحة جميع القوى بأن يتم الاتفاق حول هذه المطالب.

وأردف: حتى الآن لم يتم استكمال الخطوات التي بدأتها الجهات الأمنية والعسكرية، وهناك حاجة للقبض على جميع القتلة الذين ارتكبوا جرائم بحق المدنيين وبحق المواطنين طوال السنوات الماضية، وهناك حاجة لتحريك الملفات القضائية.

وزاد: البعض قد يقول اذهبوا إلى القضاء، والقضاء مع الأسف الشديد يعاني من تهديدات ويعاني من مشاكل ويحتاج إلى حماية، ويحتاج إلى أمن ويحتاج إلى مقرات، ويحتاج إلى تنظيم لعمله وحماية للقضاة، وهذه مسألة مهمة جدا.

وقال: المحققون الأمنيون بحاجة أيضا للحماية، وبحاجة إلى أن تكون هناك نزاهة في هذه المسألة.

وأضاف: نحن شهدنا في الأيام الأولى لجريمة اغتيال الشهيدة إفتهان المشهري، خطاب يهاجم طرف معين وهذا الخطاب واسع النطاق، لم يكن مثلا من جهة مؤيدة لطارق صالح وحده، وإنما من أطراف مختلفة لقوى مختلفة على امتداد المواطنين العاديين ايضا.

وتابع: كان هناك هجوم على التجمع اليمني للإصلاح في الأيام الأولى، ولكن مع الوقت وبسعي المخلصين وبالجهود التي بذلت من أجل تهدئة الخواطر وتهدئة الشارع ومحاولة الجمع بين الفرقاء، واتضح بأن هناك إمكانية لبناء حوار ما بين هذه القوى وأن هناك محاولة لتهدئة الموقف من قبل الجميع، وأن هذه العملية يجري امتصاصها ويجري محاولة استيعابها في إطار أن هذه قضية إنسانية وقضية حقوقية وقضية أخلاقية وقضية لا ينبغي ان تتحول إلى صراع سياسي أو صراع عسكري.

وأردف: قد حذرنا من هذه المسألة في الأيام الأولى إن هناك مخاوف حقيقية وجادة لأنه يجب ألا نهمل أن هناك سخطا واسعا على الأقل في ريف المناطق المحررة هناك سخط واسع لا يظهر، والسخط الذي رأيناها في المدن هو أقل من السخط الموجود في الريف.

وزاد: نحن محافظة على مناطق التماس وبالتالي الاستثمار في الحملات الإعلامية والحملات المضادة والاتهامات المتبادلة هو محاولة تضييع وتمييع لحقوق الناس، وفي المقابل إدخال المدينة في حالة من الهشاشة والصراع الداخلي، مما يجعلها قابلة للسقوط بيد الحوثي أو بيد أي قوى اخرى.

تقارير

ندوب خفية.. الاضطرابات النفسية تعمّق مأساة النساء خلال سنوات الحرب

بعد سنواتٍ من المعاناة ومكابدة الضغوط الحياتية، تحوّلت الأربعينية مريم من امرأةٍ هادئةٍ ومرِحةٍ وراضيةٍ بقضاء الله وقدره، إلى امرأةٍ شاردةِ الذهن، مغيّبةٍ عن الواقع، لا تُدرك كثيرًا مما يدور حولها ويحيط بعائلتها.

تقارير

من الميدان إلى المساومات.. الانتقالي يطالب بالشراكة في حضرموت

المجلس الانتقالي الجنوبي يحمل مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية الأزمة والتوتر الذي تشهده حضرموت، وطالب بالشراكة في إدارة المحافظة، رافضاً ما وصفها بمحاولة فرض طرف سياسي لإدارتها بعيداً عن القوى الحية، حسب قوله.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.