تقارير

ما التداعيات السياسية والقانونية والإنسانية للعدوان الإسرائيلي على اليمن؟

22/07/2024, 09:55:56

أصبحت اليمن أرضا محكومة بصراعات لا نهاية لها، حيث مثَّل العدوان الصهيوني على اليمن خرقا واضحا لسيادة الجمهورية اليمنية، ومواثيق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي.

مليشيا الحوثي لعبت لعبتها ونالت ما سعت إليه (الرد الإسرائيلي)، وقد نالت مبتغاها، لكنه هدف يدفع اليمنيون ثمنه، أما المليشيا تدفع ثمن نزواتها من أرواح اليمنيين، وبلدهم وقوتهم.

يرفض اليمنيون العدوان على بلدهم، ويرفضون استهداف اليمن من قِبل "إسرائيل"، كما رفضوه من السعودية والإمارات، ويرفضون أن يزج بهم في معارك هم في غنى عنها.

- أثر صوري

يقول الصحفي وديع عطا: "أنا كأحد أبناء هذه المحافظة تستفزني هذه المشاهد الحزينة جدا لهذه الانفجارات الكبيرة، التي لا تزال إلى ساعات قريبة من الآن تشتعل بعض براميل النفط والمازوت، التي قُصفت بالأمس في مدينة الحديدة".

وأضاف: "كان العدو الصهيوني  متعمّدا بأن يحدث عملا عسكريا ذا أثر صوري، إذا صح التعبير، بحيث يمكن أن يشاهده الشرق الأوسط، كما قال بعد ذلك رئيس الكنيست الإسرائيلي إن النيران شاهدها الشرق الأوسط كله، وقالوا إنها رسالة للشرق الأوسط".

وتابع: "كأن الكيان الصهيوني أراد أن يشعل في الحديدة نارا تراها كل المنطقة، وبالذات الجيران الذين يفترض أن يتعاملوا مع مليشيا الحوثي كقوة أمر واقع، قوة إقليمية وقوة يمكن أن تحدث ضررا ما بأي دولة من دول الجوار، التي يمكن أن تقف ضدها".

وأردف: "هذا الفعل بقدر ما هو مؤسف ومحزن بالنسبة لأبناء محافظة الحديدة، إلا أنه أيضا يثير كثيرا من الحزن على إيقاف معركة الحديدة، التي لو كانت تحررت لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولما بقي الساحل الغربي من الجمهورية اليمنية بيد مليشيا الحوثي لتعبث فيه، وتستورد السلاح الذي تريده، وتطور ما تشاء من السلاح، وتقتل مزيدا من اليمنيين، وتهاجم دول الجوار".

وزاد: "مليشيا الحوثي لا تأبه لأي خسائر بشرية يمكن أن يدفعها اليمنيون، نتيجة أي حماقة يمكن أن تقوم بها".

وقال: "نحن هنا لا نتحدث عن الحرب على غزة، وفصلها عما يجري في اليمن؛ لأنها في الأخير كلها متلازمة واحدة، متلازمة عربية وأخلاقية وإنسانية واحدة، إنما نتحدث عن الأسباب والجذور، التي أسقطتنا إلى هذه اللحظة، التي رأينا فيها الحديدة تحترق بهذا الشكل المحزن والمهول".

- فقدان الذاكرة

يقول رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي: "نحن، في منظمة سام، أصدرنا بيانا واضحا أدنا فيه الاعتداء على السيادة اليمنية، واستهداف الأعيان المدنية بالدرجة الأساسية، وقلنا بكل وضوح إن اليمن لم يعد يحتمل حربا".

وأضاف: "لكن يبدو أن المجتمع الدولي والعربي مصاب بفقدان الذاكرة، ولم يعد يرى في اليمن إلا ساحة من ساحات الصراع".

وتابع: "أنا -باعتقادي- المشهد الذي شاهدناه في الحديدة، أمس، شاهده اليمنيون أيضا في ضرب صهاريج تعز من قبل مليشيا الحوثي، وفي ضرب ميناء عدن من قبل مليشيا الحوثي".

وأردف: "المجتمع الدولي، الذي تداعى في لحظة ما، من عام 2018م، لاسترداد ميناء الحديدة بحُجة الوضع الإنساني، وبأن اليمنيين يعيشون أسوأ أزمة إنسانية؛ نريد أن نسمع ونرى صوته اليوم".

وزاد متسائلا: "عقب العدوان الإسرائيلي بدأت بالفعل أزمة وقود حقيقية، فأين غابت فكرة الأزمة الإنسانية التي ستضرب اليمنيين إذا قصف ميناء الحديدة؟".

وقال: "صمت المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية،  يعود ربما باتفاق مسبق مع الكيان الإسرائيلي -عدو هذه الأمة- لتحقيق مجموعة من المكاسب".

واعتبر أن "المكسب الأول، الذي يرونه مكسبا، جاء في تصريح رئيس الكنيست الإسرائيلي، هو تذكير العالم العربي -على وجه الخصوص- أنهم قادرون وما زالوا قادرين على الرد من خلال ضرب ميناء الحديدة".

وأضاف: "الأمر الثاني -باعتقادي- الذي ذهبت إليه إسرائيل، أنها أرادت أن تقدم رسالة للمجتمع الدولي، مفادها إذا كنتم، خلال الأشهر الماضية، قد تغاضيتم أو لم تتجرأوا بصورة كبيرة على ضرب جماعة الحوثي، فها نحن اليوم نتصدّر المشهد، ونحمي التجارة الدولية".

وتابع: "الأمر الثالث هو -باعتقادي- داخلي، لكن في النهاية أنا ألخّص ما لخّصه أحد الكُتاب اليمنيين، أن دولة إرهابية قصفت جماعة إرهابية، لكن الضرر الكبير هو أصاب السيادة والشعب اليمني، وهذا أمر مرفوض مطلقا من كل يمني حر".

- حق يُراد به باطل

يقول المحلل السياسي مضر الأسعد: "أينما تتواجد إيران يتواجد الدمار والخراب والإرهاب والفقر، وهذا ما حصل وما يحصل في اليمن وفي سوريا وفي العراق وفي لبنان".

وأضاف: "قصف الحوثيين لإسرائيل هو حق يُراد به باطل، فنحن مع قصف إسرائيل، ومع الدفاع عن أهلنا في غزة، نحن مع حالة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ولكن هل تستطيع اليمن؟ وهل لديها المقدرة على إعلان الحرب مباشرة مع إسرائيل؟ وخاصة نحن نعرف أن اليمن حاليا يُدار من قِبل عصابة إرهابية مارقة مرفوضة من أغلب دول العالم بشكل عام".

وتابع: "هذه العصابة حقيقة أحرقت الشجر، دمّرت الحجر، قتلت البشر في اليمن، ولذلك نستطيع أن نقول إن عملية استجرار إسرائيل من أجل قصف اليمن هو من أجل شرعنة الوجود الحوثي، أو الوجود الإيراني في اليمن، وكذلك من أجل أن يتداول العالم موضوع الحوثيين، وأنهم يريدون السلم والسلام، وأنهم يرفضون الحرب". 

وأشار إلى أن "هذه عملية تقية من قِبل إيران، أو من قِبل قيادات عصابات الحوثيين".

وأردف: "اليمن، اليوم، هو بحاجة إلى الأمن والأمان والسلام، عملية تسيير، أو عملية خروج المشاكل اليمنية إلى الخارج تعني تدميرا لليمن، اعني إفقارا لليمن، تعني زرع الإرهاب في اليمن".

وزاد: "ما قامت به مليشيات الحوثي، في الأشهر الماضية أو السنوات الماضية، من خلال قطع الطرق التجارية البحرية، أو من خلال قصف البواخر، أو الأسطول التجاري لبعض دول العالم، لم يؤثر على إسرائيل بقدر ما أثر على الدول العربية".

وقال: "عمليات البحر الأحمر أثّرت تأثيرا كبيرا جدا على السعودية، ومصر، والسودان، وإرتيريا، وجيبوتي؛ لأن أكثر من 95% من الاستيراد والتصدير الإسرائيلي يتم عن طريق البحر الأبيض المتوسط".

وأضاف: "أستطيع أن أقول إن مليشيات الحوثي تريد أن تفيض المشكلة اليمنية إلى الجوار من أجل أن تبقى مليشياتها هي من تسيطر على صنعاء، ومن تسيطر على الجزء الشمالي من اليمن، ومن أجل التأثير على التنمية الاقتصادية أو الاجتماعية أو التجارية في منطقة الجزيرة العربية، أو في منطقة الخليج العربي".

- أين الغرب المنافق؟

يقول محافظ الحديدة د. حسن طاهر: "التطورات مؤلمة ومفاجئة، وهذا العمل، الذي قاموا به الصهاينة، غير إنساني ولم يؤثر على الحوثي بشيء، بل أثر على الشعب اليمني". 

وأضاف: "ما ادّعاه الغرب، وما ادّعاه المبعوث الأممي، عندما دخلنا الحديدة، أن دخول الحديدة يعني خطا أحمر، وأنه من الناحية الإنسانية يجب أن لا تؤخذ الحديدة، وأعادونا من أبواب منازلنا، الآن أين هو الغرب المنافق؟ أين هو المبعوث الأممي، الذي أدى بنا إلى هذه الكارثة؟".

وتابع: "الكيان الصهيوني معروف أنه لا يراعي أي شيء، وليس فيه ذرة إنسانية، والدليل ما يحصل الآن في غزة، وما قام به من عدوان على الحديدة، على موانئ وكهرباء الحديدة، يدل دلالة قاطعة على بشاعة هذا العدو الغاشم، ويدل أيضا دلالة قاطعة على الضوء الأخضر الذي أُعطي له من أمريكا ومن الغرب".

وأردف: "أنا شخصيا أرى أن العدو الحقيقي هو الغرب، والأمريكان هم الذين يدعمون الكيان الصهيوني، والحوثي والصهيوني هم رعاع وعملاء".

تقارير

انتهاكات واختطافات في صنعاء وعدن.. نماذج ممنهجة لغياب الدولة

تواصل قبائل أبين اعتصامها في مدينة زنجبار - مركز المحافظة؛ للمطالبة بالكشف عن مصير المخفي قسرا المقدم علي عشال الجعدني، منذ منتصف يونيو الماضي، عقب اختطافه في عدن من قِبل قيادات وجنود في المجلس الانتقالي.

تقارير

إلى متى سيظل المجتمع صامتا ومستلبا أمام انتهاكات مليشيا الحوثي؟

في المحاكم التابعة لمليشيا الحوثي قانون غير معلن ولا مكتوب، لكنه أكثر تأثيرا من كل القوانين والشرائع المكتوبة، هذا القانون هو أداة مليشيا الحوثي للسيطرة على المجتمع والتنكيل به، وأن الولاء للمليشيا هو مفتاح البراءة ومعيارها الوحيد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.