تقارير
مخاوف من موجة نزوح جديدة.. الأزمة الإنسانية في اليمن قضية منسية في أدراج المنظمات الدولية
مع دخول البلاد مرحلة جديدة من الحرب وتصاعد الضربات الأمريكية في مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، تتزايد المخاوف من موجة نزوح داخلي جديدة قد تعصف بملايين المواطنين.
تقرير حديث للمجلس الدنماركي للاجئين تحت عنوان توقعات النزوح العالمي لعام 2025، توقّع أن يصل عدد النازحين داخليًا في اليمن إلى 5 ملايين نازح مع نهاية العام الجاري، بعد أن كان العدد 4 ملايين نازح.
البلد الذي يحتل المرتبة الخامسة عالميًا في النزوح الداخلي، أصبح اليوم منسيًا في سجلات الإغاثة الدولية، في ظل تراجع كبير في حجم المساعدات الإنسانية، وسط حرب مستمرة لا تلوح نهايتها في الأفق، وأزمة اقتصادية خانقة بلا أي معالجات تُذكر.
النزوح مستمر
يقول مساعد مدير إدارة وحدة النازحين بمأرب، خالد الشجني، إن النزوح الجديد مستمر، لم يتوقف حتى نتوقع أن يكون هناك نزوح، لكن كل المؤشرات الميدانية تدل على أنه سيكون هناك موجات نزوح أكبر من السابقة.
وأضاف: النزوح، وخاصة إلى محافظة مأرب، لم يتوقف، حيث استقبلنا في مأرب خلال العام 2024، مع وجود ما سُمّيت بالهدنة، أكثر من 3000 أسرة، لذا فالنزوح لا يزال مستمرًا، ونحن نتوقع حاليًا، بعد تصاعد الأزمات وتوقف المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، أن يكون هناك نزوح إلى المناطق المحررة، ومنها محافظة مأرب.
وتابع: هناك حركة نزوح بدأت منذ الشهرين الماضيين بشكل أكبر من السابق، أسر موجودة خاصة من المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا، قادمة من محافظة عمران، والبعض من محافظة الحديدة.
وأردف: في الشهرين الماضيين، في أبريل ومارس، استقبلنا عددًا من الأسر النازحة إلى محافظة مأرب، جزء منها ذهب إلى المخيمات، والجزء الآخر متواجد عند بعض الأقرباء والأصدقاء داخل مدينة مأرب، وبعضها في مدينة الوادي.
موجة نزوح إضافية
يقول الصحفي محمد حفيظ إن اليمن اليوم يقترب من موجة نزوح إضافية، بسبب الضربات والقصف الأمريكي، بالإضافة إلى أن مشكلة النزوح مستمرة منذ اندلاع الحرب عام 2015 و2014، لأسباب اقتصادية وأمنية.
وأضاف: جماعة الحوثي لم تترك مجالًا للحياة والعيش في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والشعب اليمني البسيط يبحث عن لقمة عيش ومكان آمن ليعيش فيه، وتأتي هذه الضربات الأمريكية لتهدد الوضع الداخلي بشكل أكبر.
وتابع: النزوح في البداية كان مؤقتًا، وأصبح اليوم مستمرًا لأكثر من عشر سنوات، ويأتي هذا في ظل انسحاب أكثر من 80% من المنظمات الدولية والتابعة للأمم المتحدة من دعم وتمويل الخدمات والمشاريع الإنسانية الخاصة بالنازحين، التي كان يعتمد عليها النازحون بشكل كامل في حياتهم، سواء في الجانب الصحي أو في جانب الأكل والشرب أو في السكن.
وأردف: من خلال عملنا الميداني كصحفيين بالنزول بشكل دوري إلى مخيمات النزوح في مختلف المحافظات اليمنية الواقعة تحت سلطة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وجدنا من خلال المقابلات المباشرة أن المنظمات لديها أسباب تمويلية ناجمة عن وقف التمويل، وعجزها عن مواصلة دعم هذه المشاريع.
وزاد: على سبيل المثال، هناك مخيم في محافظة مأرب اسمه “مخيم النقيعاء”، في صحراء شرق مأرب، منطقة نائية بعيدة عن الخدمات، وقد أُغلق فيه مركز صحي كان يُعتبر القبلة أو المقصد الوحيد للنازحين، لأكثر من 20,000 نازح داخل هذا المخيم، وأُغلق بشكل نهائي دون أي تردد.
وقال: مدير مكتب الصحة في محافظة مأرب يشكو اليوم من أن نحو 85% من المنظمات انسحبت من المشاريع التي كانت تدعمها في محافظة مأرب، الخاصة بالأمومة والطفولة، والمرأة، ومياه الشرب، والقطاع الصحي بشكل عام، والسبب الرئيسي لذلك هو عدم وجود التمويل الكافي لاستمرارها في تقديم الدعم لهذه المشاريع الإنسانية.