تقارير

معسكر ماس في مأرب .. قلب أحداث المعارك من جديد

15/11/2020, 08:58:08
المصدر : غرفة الأخبار

معركة أخرى في محيط مأرب، تدور رحاها حاليا حول معسكر "ماس"، بين مديريتي "مدغل" و"مجزر"، غربي المحافظة، حيث تحاول مليشيا الحوثي التقدم والسيطرة على المعسكر.

هجوم مليشيا الحوثي على محافظة مأرب لم يتوقف منذ نحو عام، فلا تكاد تنتهي هجمة حتى تبدأ التي تليها، على الرغم من الكلفة البشرية الهائلة التي تكبدتها هناك، إلا أنها ما تزال تأمل بتحقيق، ولو قدر ضئيل من الاختراق، يسمح لها بالحديث عن انتصار في المحافظة التي استعصت عليها منذ بداية الحرب.

منذ يومين، يتحدث الحوثيون عن سيطرتهم على معسكر "ماس" الاستراتيجي، إلا أن الجيش الوطني ما يزال يؤكد استمرار سيطرته على المعسكر، وكسر هجوم المليشيا.

"مأرب في مأمن"

ويبقى هذا الموقف رهن التطورات القادمة، فالجيش الذي يخوض معركة استعادة ما فقده خلال الأشهر الماضية، لا يبدو مستعداً للانكسار في هذه اللحظة، فيما المليشيا ما تزال تأمل بتحقيق تقدم على هذه الجبهة، خصوصاً بعد توقف المعارك جنوبي مأرب، وفي محافظة الجوف.

وفي السياق، تحدث الناشط السياسي، زيد الشليف، عن سير المعارك الدائرة في محافظة مأرب منذ أشهر، بين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي.

وأضاف الشليف، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "المعارك بين الجيش والمليشيا تدور حاليا في محافظة الجوف، القريبة من مأرب، بعد أن استطاع الجيش صد الخطر الذي كان يحيط بالمدينة، من اتجاه الجوف".

ويفيد أن الجيش الوطني تمكن من صد هجوم الحوثيين نحو مأرب وإبعاد الخطر عليها، وتحول من الدفاع إلى الهجوم، وتقدم في جبهة الجوف، وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة فيها، وصولا إلى مناطق قريبة من معسكر "اللبنات"، شرقي مدينة الحزم، عاصمة المحافظة.

وينفي الشليف، في الأثناء، الأخبار التي تناقلتها وسائل إعلام حوثية، والتي تحدثت عن سيطرة مليشيا الحوثي على معسكر "ماس" الاستراتيجي، مؤكدا أن "الجيش الوطني هو من يبسط السيطرة على هذا المعسكر".

وعن أهمية المعسكر، يوضح الشليف أن "معسكر ماس يقع بين فرضة نهم ومأرب، وهو أقرب إلى جبهة نهم منها إلى مأرب، وبالتالي الحديث عن معسكر ماس ليس معناه أن المعركة تدور حول مدينة مأرب، بل عن معركة تدور حول استعادة فرضة نهم وجبال صلب المحاذية لفرضة نهم".

ويقلل الشليف من أهمية معسكر "ماس" من الناحية العسكرية، كونه - بحسب الشليف- يقع في صحراء مفتوحة سهلة الاستهداف، وصعب التمركز فيه، سواء من قبل الشرعية أو من قبل الحوثي.

ويرى الشليف أن هدف الحوثي من محاولاته التقدم نحو معسكر "ماس" هو تحقيق نصر لفرض أوراق سياسية في أي مفاوضات قادمة، بالإضافة إلى أن الحوثي بحاجة إلى نصر معنوي لحشد أكبر قدر ممكن من المقاتلين.

"استراتيجية الاستنزاف"

بدوره، يوضح رئيس شعبة الصحافة العسكرية بدائرة التوجيه المعنوي، رشاد المخلافي، أن المعارك بين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي تدور حاليا على مسرح العمليات العسكرية في جبهات غرب وجنوب مأرب، بالإضافة إلى جبهات شرق صنعاء.

ويوضح، أيضا، أن العمليات العسكرية تدور في جبهة "المخدرة"، وأجزاء من مديرية "مدغل"، وفي جبهات شرق صنعاء على امتداد جبهة "نهم"، التي يحاول فيها الحوثي تحقيق أي تقدم للوصول إلى معسكر "ماس"، لكن كل تلك المحاولات تبوء بالفشل، بحسب المخلافي. 

ويفيد أن الجيش الوطني يستخدم استراتيجية الاستنزاف، حيث يستدرج فيها مليشيا الحوثي إلى كمائن والتفافات، سقطت على إثرها كتائب حوثية متعددة بين قتيل وجريح وأسير. 

ويذهب المخلافي بالقول إلى أن من يقود عملية الهجوم على مدينة مأرب هم "خبراء من الحرس الثوري الإيراني والقائد العسكري حسن ايرلو، المعين سفيرا لدى المليشيا". 

ويربط المخلافي تصعيد مليشيا الحوثي، في جبهات: مأرب والجوف وشرق صنعاء، بتصعيد مليشيات الانتقالي في محافظة أبين، موضحا أن هناك تخادماً وتعاوناً كبيراً بين الحوثي والإمارات.

ويؤكد المخلافي أن "مأرب عصية وليست سهلة للحوثيين، كونها سبق وأن كسرته قبل سنوات، بينما كان يقاتل إلى جانبه 26 لواء حرس جمهوري بكامل عتادها العسكري، قبل انطلاق عمليات عاصفة الحزم".

من جهته، تحدث الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، عبده مجلي، عن تقدمات وانتصارات للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بدعم من طيران التحالف العربي، في محافظات: مأرب والجوف وصنعاء والبيضاء وتعز والضالع.

ويضيف أن "العمليات الهجومية للجيش الوطني مستمرة في محافظة مأرب والجوف وصنعاء"، مستدركا القول أن "هناك عمليات دفاعية يقوم بها الجيش، بحسب متطلبات وإجراءات المعركة، وعوامل أخرى".

ويفيد أن المعارك تتراوح من حين لآخر حسب طبيعة الأرض وحسب اتجاه الهجوم المعادي، مشيراً إلى أنه خلال الفترة الماضية وخاصة في محافظة الجوف، كانت هناك عمليات هجومية متواصلة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى والأسرى من عناصر مليشيا الحوثي.

ويشير إلى أن "الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش الوطني، خاصة في جبهات محافظة الجوف وصنعاء، تُمهّد للتقدم صوب العاصمة صنعاء وتحريرها".

تقارير

مخيمات النزوح في مأرب.. إهمال حكومي وكوارث متكررة

يعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر، ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

تقارير

ما مستقبل الأزمة اليمنية بعد 10 أعوام من محاولة جلب الحل السياسي الشامل؟

الأمم المتحدة، وعبر مبعوثيها المرسلين إلى اليمن، لم تستطع، حتى الآن، إيجاد خريطة طريق للحل، ووقف إطلاق النار، وجعل مسار المفاوضات ممكنا، وسط تقارير تشير إلى تخاذلها وغض الطرف عن تصرفات مليشيا الحوثي العابثة منذ سنوات.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.