تقارير

"مفاوضات مسقط".. ما دلالات التلويح بمعركة استعادة الحديدة؟

16/04/2025, 09:18:50

تعود الحديدة إلى الواجهة كساحة محتملة لتحولات عسكرية إقليمية تُدار عن بُعد، إذ كشفت 'وول ستريت جورنال' عن تقديم متعاقدين أمنيين أمريكيين الاستشارات لقوات يمنية موالية للإمارات للتحرك بتنسيق استخباراتي، والتخطيط لشن هجوم بري ضد الحوثيين، في محاولة للاستفادة من حملة القصف الأمريكي، ونشر قوات هذه الفصائل على طول الساحل الذي يسيطر عليه الحوثيون، والاستيلاء على ميناء الحديدة.

من جهة أخرى، فإن مسؤولين من السعودية أبلغوا مسؤولين أمريكيين ويمنيين سرًا بأنهم لن ينضموا، أو يدعموا أي هجوم بري في اليمن مرّة أخرى؛ خوفا من الهجمات بالمسيّرات والصواريخ التي شنّها الحوثيون سابقا على المُدن السعودية.

- رسائل إلى إيران

يقول الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور عادل المسني: "الأمريكان يريدون أن يقضوا تماما على النفوذ الإيراني في المنطقة، وعمليا هو قد تم القضاء عليه، وبقي في اليمن، وبالتالي هذه العمليات تتزامن مع المفاوضات؛ بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم القوة الكاسرة والشاملة في معركة اليمن لتهديد إيران، وترويعها".
 
وأضاف: "إيران لولا هذا التهديد والترويع والضربات القوية ضد مليشيا الحوثي في اليمن لما دخلت التفاوض، وبالتالي فإن تحقيق النتائج مرتبط باستمرار التهديد، ولهذا الولايات المتحدة الأمريكية تحشد أكثر، وتوسِّع من ضرباتها بشكل أكبر في اليمن، ومن ثم تتكلم، في هذا السياق، عن عملية برية قد تغيِّر المشهد بشكل كبير، وتتفرّد بإيران".
 
وتابع: "الحرب في اليمن لها ارتباط مباشر بالمفاوضات، وأيضا بنقل رسائل للصين وغيرها، لا سيما وأن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض حربا تجارية دولية عالمية، تستهدف فيها الصين".

وأردف: "أنا أتصور أن استعراض القوة المفرطة في اليمن له رسائل متعددة للأطراف الإقليمية والدولية، ولهذا تبدو العملية في اليمن كبيرة وضخمة وشاملة، لتؤدي هذا الدور".

وزاد: "ما يتعلق بإيران تحديدا، هناك خوف شديد، لا سيما وأن هذه العملية تحمل في طياتها دور تجريبي لضرب إيران؛ باعتبار أن الجغرافيا في اليمن مشابهة تماما لجغرافيا إيران، وهناك مفاعلات نووية في إيران مخبأة في أعماق الجبال".

وقال: "ما يحصل في اليمن هو استهداف في بطون الأودية والجبال، وهي رسائل لإيران أن العملية قد تتحول نحوها في أي لحظة إذا ما فشلت المفاوضات في عُمان".

- تنسيق مشترك

يقول المحلل العسكري، الرائد مصطفى القحفة: "فيما يخص المعركة البرية، فبعد ضربات الولايات المتحدة الأمريكية الموجعة، التي تلحق خسائر فادحة في المعدات والآليات والقوى البشرية للمليشيا الحوثية، بات الجيش اليمني اليوم على مقربه كبيرة جدا من تحرير مدينة الحديدة، وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا".

وأضاف: "الإدارة الأمريكية الحالية ليست كالإدارة الأمريكية السابقة، التي كانت تتعامل مع الحوثيين في عهد بايدن، فالصراع الدولي الآن أصبح صراع سيطرة، والولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى أن يكون لها نفوذ على البحر الأحمر والشرق الأوسط".

وتابع: "فيما يخص العمليات العسكرية في الداخل اليمني، أنا أؤكد أن الجيش اليمني اليوم بات على مقربة كبيرة جدا من تحرير مدينة الحديدة، وأيضا محافظة إب، إحدى المحافظات التي تحت سيطرة المليشيا الحوثية، التي سيكون الدور باتجاهها عن قُرب، وبدون إشكال".

وأردف: "يتصوَّر البعض أن التحالف، الممثل بالمملكة العربية السعودية والإمارات، وأيضا المجلس الرئاسي، والجيش اليمني، بعيدون كل البُعد عن السياسة الإستراتيجية والعسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، بالعكس اليوم هناك تنسيق حقيقي بين مختلف هذه القوى".

وزاد: "زيارة وزير الدفاع السعودي، وأيضا رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز، إلى الولايات المتحدة، في الجولة الأخيرة كان لها ما لها من نتائج إيجابية".

وقال: "كل ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، من ضربات عسكرية، هي ضربات دقيقة، ولها إشارات من قبل الجيش اليمني، والتحالف العربي".

وأضاف: "في الجانب الإعلامي، المملكة العربية السعودية لا تريد إعلان الحرب على المليشيا الحوثية، كما أن الحوثيين لن يستطيعوا أن يرموا السعودية، اليوم، حتى بحجر واحدة، لأن هناك خوفا من تحريك القوات التابعة لوزارة الدفاع اليمنية بكل تشكيلاتها، بكل صنوفها من كل الاتجاهات، وفي كل مسارح العمليات".

وتابع: "الزيارة الأخيرة لرئيس هيئة العمليات، اللواء الركن خالد الأشول، إلى المخا، وأيضا ما تم تقديمه لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح، عن جاهزية القوات المسلحة بمختلف المناطق العسكرية، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، يوحي ويؤكد أن هناك تنسيقا ما بين المجلس الرئاسي، وما بين السعودية والولايات المتحدة، لخوض معركة برية ضد المليشيا الحوثية".

وأردف: "المؤشرات تقول إن المعركة قادمة برًا، وأن البداية ستكون من الساحل الغربي، وأن قوات حراس الجمهورية بقيادة طارق صالح، والمقاومة الوطنية، على استعداد للوصول والتحرك من المخا إلى أعالي الصليف".

    الجيش هو الحل



يقول المحلل العسكري، اللواء محسن خصروف: "كنا نعرف أن إيران مشروع أمريكي، حتى الحوثيون كانوا مشروعا أمريكيا - إيرانيا، لكن يتهيأ لي أن إيران تجاوزت الدور الذي رُسم لها".

وأضاف: "السؤال الآن هل يمكن لإيران أن تستمر في لعب الدّور السابق؟ الوضع تجاوز هذه المرحلة، لا أمريكا أصبحت تسمح لإيران بأن تتجاوز الدَّور المرسوم لها، ولا يمكن للحوثي أن يتجاوز الدَّور الذي كان مرسوما له".

وتابع: "الحل الآن ليس بيد الأمريكان وحدهم، إنما الحل والعقد الآن بيد الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية اليمنية، والدولة الشرعية، أما بدون دور فاعل مباشر على الأرض للجيش الوطني، لا يمكن أن يكون هناك أي حل".

وأكد أن "الحل بيد الجيش الوطني الذي بإمكانه أن يسيطر على الحديدة من جديد، هذه السيطرة التي أجهضتها قرارات 'ستوكهولم' وأمريكا ودول الغرب، وحتى روسيا".

وأردف: "منعوا سيطرة الجيش الوطني على الحديدة، والآن البداية الحقيقية هي في هذا الجيش الوطني، أن يسيطر على الحديدة، يتقدَّم نحوها، والجيش الوطني في مأرب يتقدّم باتجاه صنعاء، وهذه هي الحلول اليمنية المقبولة، والمُمكنة والطبيعية، وبدونها لا يمكن أن يكون أي حل".

وزاد: "أنا لا أتصوّر أن يكون بإمكان أي مواطن يمني أن يقبل بتدخل أمريكي وجيش أمريكي لاحتلال اليمن، ويسيطر على الحديدة، وهذا ليس الحل".

وقال: "فكرة أن يكون هناك هجوم أمريكي على البر ستُخدم الحوثيين، وستمكِّنهم من حشد عامة الناس للقتال معهم".

تقارير

حرية التعبير لا تزال تهمة في اليمن والحوثيون في صدارة المنتهكين

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من مايو من كل عام، يحتفي العالم بحرية الكلمة، بينما لا تزال الصحافة في اليمن ترزح تحت وطأة القمع والانتهاكات. فالمهنة هناك تحوّلت إلى خطر، والصحفيون إلى أهداف خلف القضبان وفي المنافي.

تقارير

هل تُنهي التغييرات الحكومية أزمة انهيار العملة في اليمن؟

بالتزامن مع استمرار تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ناقش المجلس الرئاسي اليمني في اجتماع له بالعاصمة السعودية الرياض، مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية، دون الإعلان عن اتخاذ إجراءات للحد من التدهور المتسارع للعملة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.