تقارير
من يقف خلف حالة الانقسامات السياسية والأمنية في حضرموت؟
دشن حلف قبائل حضرموت جمعا جديدا لمسلحي غرب مدينة المكلا؛ احتجاجا على ما قال إنه تجاهل المجلس الرئاسي لمطالبه المتعلقة بتحسين الخدمات، وإشراكه في مفاوضات التسوية السياسية.
وكان حلف القبائل بدء نشر تجمعات مسلحة، خلال الشهر الماضي، في محيط الشركات النفطية، ضمن ما يقول إنها خططه للتصعيد الميداني.
في المقابل، عقدت اللجنة الأمنية في حضرموت اجتماعا لها في المكلا برئاسة المحافظ، مبخوت بن ماضي، لمناقشة التطوّرات في المحافظة التي تشهد توترا واحتجاجات ضد تردي الخدمات، واستعرضت تقارير أمنية، وناقشت الإجراءات المتخذة لتعزيز الجانب الأمني، ومكافحة الجريمة، وضبط الخارجين عن القانون.
- تعنّت ومماطلة
يقول الصحفي مزاحم جابر: "بحسب البيان، الذي صدر عن حلف قبائل حضرموت، فإن التجمع جاء بسبب التعنّت والمماطلة من قِبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي".
وأضاف: "الحلف قادم على اتخاذ خطوات على الأرض، وانتشار أوسع، ومنها تدشين نقطة غرب المكلا لإحكام السيطرة على كافة مداخل ومخارج المحافظة".
وتابع: "هذه الخطوة ستمنع خروج أي ثروات حضرمية إلى خارج حضرموت، فنحن نتفاجأ مع الأسف أننا نعطي المحافظات الأخرى من نفطنا ونحن نشتري هذا النفط من بترومسيلة، التي تستخرجه من أرضنا، على الرغم أنها تعطي باقي بعض المحافظات هذا النفط مجانا".
وأردف: "الحضارم لهم الحق في أنهم يكونوا على أرضهم، لنا الحق بعيش كريم، بعزة وكرامة على هذه الأرض الحضرمية".
وزاد: "الحلف أوضح في بيانه الصادر اليوم أنه قادم على خطوات اقتصادية ستكون أكثر ألما للشرعية، والخيارات مفتوحة لأبناء حضرموت لاتخاذ الطرق الصحيحة للتصعيد، أو الطريق المناسب الذي تراه قيادة الحلف".
وأشار إلى أن "أول نقطة في البيان الصادر بتأريخ 31 يوليو هو الاعتراف بحق حضرموت، وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والحقيقية ممثلة في مؤتمر حضرموت الجامع أسوة بالأطراف الأخرى المشاركة في التسوية الشاملة للبلاد:.
وقال: "حلف قبائل حضرموت يطالب بأن يكون لأبناء حضرموت القرار في أرضهم لا أن يكونوا أتباعا، وهذا حق لأبناء حضرموت، لا يمكن لأحد أن ينكره".
وأضاف: "كما تتعامل الحكومة الشرعية أو قيادة الشرعية مع بقية الأطراف في باقي المحافظات عليها أن تتعامل مع حضرموت بنفس الطريقة، وأن يكون أبناء حضرموت هم أسيادا على أرضهم".
وتابع: "لا أعتقد أن هناك أي جهة خارجية ستقف أمام إرادة أبناء حضرموت، وعلى جميع الأطراف الخارجية أن تكون مساندة لما يطرحه أبناء حضرموت؛ لأن المطالب مشروعة".
وأردف: "أبناء حضرموت هم لا يطالبون بمطالب تعجيزية، لا من الشرعية ولا من التحالف، لذلك على الجميع أن يقف مع أبناء حضرموت في مطالبهم، ويدعمهم بكل السُّبل المُمكنة لإنجاح ما بدأوا فيه".
- تصعيد مستمر
يقول الباحث والمحلل السياسي نبهان عبد الله: "هذه الخطوات ليست الأولى من نوعها، من انتشار المجاميع القبلية التابعة لحلف القبائل من أجل قضايا حضرموت".
وأضاف: "قبائل حضرموت انتشرت من قبل، وهذا التصعيد هو إضافة إلى التصعيد الذي يواجه تعنت السلطة المركزية ممثلة بالمجلس الرئاسي، وعدم استجابتها بالطريقة المناسبة".
وأشار إلى أن "عدم المعالجة المباشرة للمشاكل هو ما أدى إلى تفاقم هذا الاحتجاجات، وتوتر الوضع في هذا الموضوع".
وتابع: "تشكيل اللجنة الرئاسية، خصوصا الأسماء، لم تكن مقبولة لحلف قبائل حضرموت، ولا تعرف أيضا مطالب الحلف، التي طالب بها".
وأردف: "اللجنة تشكلت من أجل رفع مظالم من أجل دراسة وضع معيّن، لكن حينما تكون هناك مطالب واضحة يجب أن يتم التعامل معها مباشرة مع الأطراف الرئيسية".
وزاد: "اللجنة، التي تم تشكيلها، هي من حضرموت، شخصيات قبلية وشخصيات سياسية تشغل مناصب، الهدف منها حصر المشكلة، بينما المطالب موجَّهة لمجلس القيادة الرئاسي، على رأسه الرئيس رشاد العليمي، وعضو المجلس الرئاسي فرج البحسني، الذي اعتبر أيضا أن تشكيل اللجنة هو تغافل عن لب المشكلة، التي يعيها تماما الرئيس رشاد العليمي، ويجب أن يتعامل معها بشكل مباشر".