تقارير

هل تتخلى إيران عن مليشيا الحوثي؟

16/03/2023, 13:56:53

 قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هنس غروندبرغ، إن الاتفاق السعودي - الإيراني، الذي تم برعاية صينية، من شأنه أن يعود بالاستقرار على الوضع الإقليمي وعلى اليمن.
 المبعوث الأممي أشار إلى أن عملية السلام ستكون صعبة ومعقدة، ولا بد أن يؤخذ في الحسبان تطلعات جميع الأطراف في الداخل اليمني، منوها على أن القيود المفروضة على حركة التنقل والبضائع تضاعف من المعاناة الإنسانية في البلاد.
 
- تفاهمات الضرورة
 
يقول المحلل السياسي محمد جميح: "بعد 8 سنوات من الحرب، من الطبيعي أن تضع الحرب أوزارها، وأن تصل الأطراف إلى ضرورة أن تعيد ترتيب أوراقها، والسلام هو النافذة التي من خلالها استعادة ترتيب هذه الأوراق، وفقا للأطراف الداخلية والخارجية".
 
وأوضح أن "المشكلة ونقطة الضعف في هذه التفاهمات أنها تفاهمات الضرورة؛ بمعنى أن الضرورة هي من دفعت إليها، إضافة إلى الظروف الدولية، وليس الاقتناع الداخلي".
 
وأضاف: "النسبة للإيرانيين، فهم يعيشون سنوات طويلة من الحصار، ومن العزلة الدولية والإقليمية، لذا هم بحاجة إلى علاقات مع الرياض، على اعتبار أن المدخل والملتقى لفتح العلاقات بين الدول العربية يمر عبر السعودية، حسب التصور الإيراني على الأقل".
 
وتابع: "يريد الإيرانيون، من خلال الاتفاق مع السعودية، إذا لم يحدثوا اختراقا دوليا فإنه -على الأقل- سيساعدهم في تحسين العلاقة مع الرياض، ومع الإقليم، وسيساعدهم على مواجهة التحديات الدولية والغربية فيما يخص ملفات كثيرة، من بينها الملف النووي الإيراني، لأن إيران لا تريد أن تستمر في المواجهة في ظروف إقليمية متوترة".
 
وأشار إلى أن "الرياض بحاجة لهذا الاتفاق، لأن الأولويات بالنسبة لها هي أولويات اقتصادية، وأولويات التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي، بحكم القيادة والخطة الجديدة بما يتوافق مع الخطة 2030".
 
وأردف: "السعودية تريد أيضا إرسال رسائل أن سلوك الإدارة الأمريكية الحالية ليس مرضيا عنه بالشكل الكامل، وتريد القول إن لديها خيارات متعددة وعلاقات دولية واسعة، ويمكن أن يحضر المنافس الصيني إلى المنطقة".
 
وقال متسائلا: "إن اليمنيين أنهكتهم الحرب، لكن السؤال الآن هل يمكن أن نثق بهذه التفاهمات؟ هل تستطيع إيران أن تكف يدها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول؟ هل ستكف إيران عن دعم مليشياتها في اليمن والمنطقة؟".
 
ويرى أن "المليشيات الإيرانية في المنطقة هي السلاح النووي الإيراني الأهم بالنسبة لطهران، وليس الملف النووي الذي تفاوض عليه مع الغرب، لذا يصعب تصور أن إيران ممكن تكف دعمها لهذه المليشيات".
 
- موقف حكومي
 
 
من جهته، يقول الكاتب الصحفي رماح الجبري: "إن مجلس القيادة الرئاسي أصدر بيانا فيما يخص هذه التفاهمات، وكذلك كان هناك بيان لتحالف الأحزاب السياسية، أوضح أن عملية تفكيك مليشيا الحوثي أولوية، وأنه لا جدوى من أي سلام مع المليشيا ما لم يتم تفكيكها".
 
وأوضح أن "الأمور بالنسبة لمجلس القيادة الرئاسي واضحة، لكن الخوف من أن يصدِّق الحلفاء ما تقوله إيران، لأن إيران لا يمكن أن تتخلَّى عن مليشياتها، التي قامت بتربيتها منذ سنوات".
 
وأضاف: "التصور أن إيران ممكن أن تتخلى عن مليشياتها نوع من الاستغفال ولا يمكن القبول به، ولا يوجد في قاموس طهران هذه الصورة، خصوصا وأنها استطاعت أن تحقق الكثير من الأجندة من خلال مليشيا الحوثي".
 
وتابع: "تابعنا إحاطة المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن، الذي قال إنه ليس هناك اتفاق على خطوات مستقبلية، ولم يكن متفائلا على غير عادته، حيث إنه رحّب بالاتفاق الذي يمكن أن يسهم في حل الصراع في اليمن، وكرر دعواته للأطراف إلى استغلال هذه التفاهمات".
 
وأشار إلى أن "الرئيس العليمي اليوم التقى المبعوث الأمريكي، الذي يقوم بجولة جديدة للمنطقة، والتقى أيضا المبعوث الأممي"، معتبرا أن "هذه التحركات تأتي في سياق المحاولة للاستفادة من حالة التفاهم السعودية - الإيرانية، وتأثيراتها على المنطقة".
 
وقال: "يجب التعامل مع هذه التفاهمات بحذر ودون تفريط، وعدم تصديق ما تقوله إيران، لأنها غير جادة ولم تكن يوما ما جادة فيما يخص التخلّي، وربما ستدفع بمليشيا الحوثي إلى الدخول في اتفاق وعملية سلام، إلا أنها ستكون نسخة من اتفاقات ستوكهولم والرياض، والهدنة، التي لم نستفد منها شيئا ولم تنفذ المليشيا منها أي بند من بنود الاتفاق حتى الآن".

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.