تقارير

هل غيّرت السعودية تموضعها في ملف اليمن بناء على حسبة الرِّبح والخسارة؟

09/12/2023, 08:21:38

كشفت مصادر صحفية عن قيام الرياض بتكثيف تحركاتها من أجل توقيع خارطة الطريق بين مليشيا الحوثي، والحكومة اليمنية، استباقا لاحتمال قيام أمريكا باستهداف المليشيا، أو تصنيفها "جماعة إرهابية".

وتوقعت المصادر توقيع الاتفاق، خلال الأيام القادمة، إذا لم يحدث طارئ. وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصدرين مطلعين أن السعودية طلبت من واشنطن ضبط النفس إزاء هجمات مليشيا الحوثي على السفن في البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الرياض لاحتواء تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.

- "سخرية القدر"

يقول الكاتب الصحفي - أحمد شوقي أحمد: "إن هذه الصورة من صور سخرية القدر، التي أصبحت واضحة بعد ما كانت الإدارة الأمريكية هي التي تضغط على السعودية وعلى دول التحالف ودول الخليج لمطالبتهم بإيقاف الحرب في اليمن، والدخول في عملية تسوية سياسية في اليمن.

وأضاف: "أصبحت السعودية، اليوم، هي التي تطالب أمريكا في ضبط النفس، وهذا واضح من النظر إلى التهديد المباشر الذي يتلقاه خصوم الحوثي وما تتلقاه السعودية بالنيابة عنهم بدرجة أساسية من خلال استهداف الأماكن النفطية فيها".

وتابع: "المطالب السعودية، كما هو معلوم، تأتي لتجنّب شر الحوثيين، وفي المقابل الإدارة الأمريكية -كما جاء في "رويترز"- أن العسكريين المطالبين من الولايات المتحدة الأمريكية أن ترد على هجمات مليشيا الحوثي كانوا غير متحمسين للغرب، حتى في مطالبتهم، لكنهم ينظرون للعملية على أنه يجب أن يكون هناك رد رمزي".

ويرى أن "رد الولايات المتحدة على تهديدات مليشيا الحوثي لن يؤدي إلا إلى شرعنة الهجمات الحوثية شعبيا أو جماهيريا في الدول العربية".

وأردف: "مليشيا الحوثي اغتنمت فرصة حرب غزة في الدخول إلى هذه الحلبة (حلبة الصراع) القائمة في غزة والقائمة في المنطقة عموما، وهذه العملية جعلت لمليشيا الحوثي القدرة على أن يكون المحور الفعال الإيراني بشكل واضح، وذلك من خلال ما قامت عليها الحرب، منذ بدايتها، عندما كان الإيرانيون ينفون صورتهم بالحوثيين، وكذلك الحوثيون ينفون صورتهم بالإيرانيين".

وقال: "اليوم أصبح الحديث مفتوحا حول التضامن في الساحات، وأي حرب سوف يشارك فيها الحوثي سيكون لها فاعل سياسي متمثل بالمحور الإيراني".

وأضاف: "هناك مخاوف غربية من زيادة الشعور المعادي لدى الغرب، لا سيما في الولايات المتحدة، التي ربما فكرة موقفها من الأزمة الفلسطينية تساعد أن تكون مليشيا الحوثي أكثر قوة وأكثر قدرة على استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، وبالذات حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة".

- ملفات سعودية

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات - مراد العريفي: "القراءة الحوثية كانت جيدة إلى حد ما في قراءتها للأحداث، في اعتبار أن الولايات المتحدة كانت حريصة والمجتمع الدولي على أن تبقى الحرب الإسرائيلية منحصرة على قطاع غزة، وألا تتمدد في الإقليم".

وأضاف: "المملكة العربية السعودية مؤخرا كانت تنظر إلى الصراع على ألا تدخل فيه أطراف مختلفة، كإيران وأذرعها المسلحة في المنطقة، ومن ضمنها مليشيا الحوثي".

وتابع: "المملكة السعودية لديها رؤية إلى 2030، وإلى إكسبو، وإلى كأس العالم 2034، وهذه كلها ملفات حديثة، وشديدة الأهمية بالنسبة لها؛ لأن تذهب في ملف اليمن نحو إنهاء ملف الحرب تماما".

ويرى أن "أي تصعيد للصراع في البحر الأحمر ومضيق باب المندب هو سيهدد ثلاثة ملفات تعمل عليها السعودية".

وأردف: "انهيار الاتفاق - إذا ما حدث- سيعيد الطائرات المسيّرة والصواريخ العابرة للحدود، هذا التهدد أرهق السعودية خلال الفترة الماضية".
 
وأشار إلى أن "كلفة الحرب كانت ثقيلة مقابل أن جماعة الحوثي لم تخسر شيئاً، إذا ما حسبنا الكلفة العسكرية لهذه العمليات".

وزاد: "المملكة العربية السعودية، منذ أشهر، وقّعت اتفاقية مع إيران لرفع الصراع في المنطقة، فهي ضمنا ستلتحق بالحلف الذي ستفرضه الولايات المتحدة، ومن خلفها إسرائيل، وهذا يمثل -في تقديري- انهيارا أكيدا للاتفاق السعودي - الإيراني الذي  رعته الصين".

وقال: "المملكة العربية السعودية، خلال الفترة الماضية، كانت تفرض على أن يبقى ملف اليمن ملفا هادئا، وأعادت إدارته في كثير من العوامل، التي كانت بعيدة عن السياسة العسكرية".

وأضاف: "إذا ما اتخذت الولايات المتحدة خطوة عسكرية تجاه مليشيا الحوثي ستعيد تغيير الأوضاع من جديد، وربما يعيد اليمن إلى نقطتها الأولى، خصوصا أن المليشيا تجد نفسها في الحرب أكثر مما هي في الاتفاق والهدن".

وتابع: "في حال ردت الولايات المتحدة، على التهديدات الحوثية، فإن ذلك سيمثل لمليشيا الحوثي فرصة لتوسيع الصراع من جديد، وربما سنشاهد أجندة مجندة من للمليشيا في الداخل اليمني، ومن ضمنها الحدث الأبرز، الذي استعصى عليه في الفترات الماضية، وهو الاستيلاء على محافظة مأرب، والإستراتيجيات النفطية التي فيها".

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.