تقارير

هل ما يزال بإمكان اليمنيين شراء التمر في رمضان؟

15/04/2021, 12:00:00
المصدر : زكريا حسان - قناة بلقيس

التمر شيء رئيسي على مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك لدى الجميع، ولا يمكن لأحد الاستغناء عنه، لكن هل ما يزال بمقدور من طحنتهم رحى الحرب والفقر في اليمن، التي تعيش عاما سابعا من الحرب، القدرة على شرائه، أم أن الظروف جعلتهم يستغنون عنه؟ 

يبدو أن الأمر لم يعد يهمّ الخمسيني سعيد القادري، منذ أن انقلبت أوضاع البلد، واندلعت الحرب في اليمن لتقضي على كل الكماليات التي كان يقتنيها سابقا، ومنها التمر، وصارت حياة الكفاف والستر كل ما يرجوه ويؤمله. 

لم يكن القادري يمتلك وظيفة في الدولة، أو في القطاع الخاص، وكان يعمل في 'لوكندة' صغيرة للراحة والنوم، يقوم فيها على خدمة النزلاء الذين عادة ما يكونون من طبقة الفقراء، لكنه عاش مستور الحال ويعيش بعرَق جبينه، لا يحتاج إلى مساعدة أحد من الناس.

يقول القادري: "خلال السنوات الأخيرة، لم أستطيع شراء التمر بسبب ارتفاع سعره، وضعف الحالة المادية، لكنّي حصلت على العديد من الأكياس الصغيرة في العام الماضي من فاعلي الخير بالحيّ الذي أعيش فيه، واقتصدت في تناولها، والحمد لله كفتنا طوال الشهر الفضيل".

"تكافل الأحياء" 

يزداد التكافل الاجتماعي والتراحم بين الناس في رمضان، ويقدّم ميسورو الحال كثيرا من المساعدات للناس المعدمة، وخاصة التمر، للحصول على الأجر والمثوبة من الله.  

كما تقوم الجمعيات الخيريّة بتوزيع الصدقات والمساعدات العينية على الفقراء والأسر المعدمة في رمضان، وتوزّع التمور إلى المنازل في معظم أحياء أمانة العاصمة، وهذا ما يجعلهم يحصلون على كميات من التمر، وتساهم في تهيئة الجو للأسر المعدمة للصيام والفرحة بالشهر الكريم.

يقول التاجر عبدالله القيسي: "أسعار التمر هذا العام انخفضت نسبياً عن العام الماضي، بسبب زيادة الكميات المعروضة بالسوق، وقلّة الطلب الناتجة عن أوضاع الناس المادية". 

ويضيف في حديثة لـ"بلقيس": "الصفيحة، التي تزن عشرين كيلو جراما، وصل سعرها في العام الماضي إلى 22 ألف ريال، لكنها تُباع هذا العام بـ19 ألف ريال، وفي العموم تختلف الأسعار حسب الصنف ومستوى الجودة، إلا أن إقبال العامّة يكون على التمور ذات الجودة المتوسطة، والعبوات ذات الأكياس الصغيرة التي تزن كيلو جراما واحدا، لأنها تناسب حالتهم المادية".

"العافية كنز"                

وكالقادري، يحصل عبدالسلام الفضلي على أكياس تمر من جيرانه الميسورين، لا تكفيه للشهر كاملاً، ويشتري ما يستكمل به بقية الشهر إذا كانت ظروفه المادية متيسرة، أو يضطر للاستغناء عنها. 

يقول الفاضلي لـ"بلقيس": "الأسرة مكوّنة من 8 أفراد، ومع أننا نقسم التمر من ثلاث حبات للشخص الواحد فقط، لكن الكيلو لا يكفي سوى لثلاثة أيام بالكثير". 

وفي العام الماضي، لم يحصل "منير" على التمر من أحد، ولم يستطع الشراء إلا لجزء من شهر رمضان، لكنه يقول: "إن الصحة والعافية أهم من كل شيء، وعندما تكون بصحتك تأكل ما توفّر وتتذوقه، ورمضان شهر صوم وعبادة، وليس مرتبطا بنوع من الطعام أو الفاكهة". 

ويضيف: "كما مرّ رمضان العام الماضي، سيمرّ هذا العام، ويكفينا الستر والعافية والعيش على الكفاف دون الحاجة لسؤال الناس، أو انتظار هباتهم وصدقاتهم".                 

"إنتاج متدنٍ"

اليمن  من الدول المنتجة للتمور، وتتركز زراعته في المناطق الساحلية، وخصوصا في محافظتي حضرموت والحديدة، حيث تقدّر وزارة الزراعة أعداد النخيل بأكثر من 4 ملايين شجرة، تنتج عشرات الأصناف من التمور، بعضها ذات جودة عالية، لكن الكميات المنتجة من المزارع بدأت تقلّ في السنوات الأخيرة، نتيجة للعديد من العوامل. 

ويواجه مزارعو النخيل تحدّيات عدّة، إذ تفاقمت الآفات -مثل: 'سوسة النخيل الحمراء' و'الجراد'- في المزارع، كما أثّرت زيادة التصحّر الناجم عن أزمات المناخ والنباتات الغازية غير 'الواطنة' على مصادر المياه، وتسببت الحرب بانخفاض حاد في الإنتاج. وتشير التقديرات إلى فقدان قرابة مليوني نخلة من أصل أربعة ملايين، بحسب مركز "صنعاء" للدراسات.

تقارير

تعز.. تقاليد متوارثة ومظاهر احتفالية شعبية في شهر رمضان

تتعدد المظاهر الاحتفالية الشعبية، التي يحييها اليمنيون سنوياً، بمناسبة حلول رمضان، إذ يقيمون فعاليات شعبية وطقوسا متعددة، وتعد تقليدا متوارثا اعتادوا على إحيائه في كل موسم رمضاني، وسط الأحياء والمدن القديمة؛ للتعبير عن مدى فرحتهم بحلول هذا الشهر، الذي يعد -في نظرهم- شهر خير وبركة وفرحة.

تقارير

المسابقات الرمضانية.. فرصة تعوّض انقطاع المرتبات ونافذة أمل للعاطلين في اليمن

تسابق نبيلة العريقي (36 عاما) الزمن للمشاركة في أكثر من مسابقة على مواقع التواصل الاجتماعي لحصد أكبر قدر من الجوائز العينية، والمبالغ المالية؛ لمساعدتها على شراء احتياجات رمضان، في ظل ركود اقتصادي وانقطاع للمرتبات في اليمن منذ قرابة تسعة أعوام.

تقارير

قصة ملهمة لمعلمة يمنية.. من عملها في جني الأشجار إلى امتلاكها مشروعا خاصاً

تسرد الحلقة السابعة من برنامج "حيث الإنسان"، في موسمه السادس، قصة امرأة تعمل منذ طفولتها، ولم تتخلَّ عن مسؤولياتها، وتمسكت بالبقاء جوار والدتها؛ متخلية عن كل شيء لأجل ذلك، محاولة الوقوف ومواجهة الحياة وأعبائها، في قرية "الخداد" بمديرية تُبن في محافظة لحج.

تقارير

منع التحويلات المالية بين مناطق الحكومة والحوثيين تعمق أزمة الانقسام المالي؟

أزمة اقتصادية جديدة تهدد اليمن عنوانها هذه المرة التحويلات المالية بين الحكومة اليمنية والحوثيين بعد ان دخلت مرحلة مفصلية مع إطلاق البنك المركزي في عدن شبكة موحدة للتحويلات المالية، وردِّ الجماعة بمنع التعامل معها، وإصدارها قراراً يمنع تسلّم الحوالات الخارجية بالدولار الأميركي أو الريال اليمني.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.