تقارير
وسام.. رسام يمني يبيع لوحاته في مزاد وعائداته لمتضرري السيول
وأطلق مبادرته، وهو من مواليد محافظة ذمار العام 1982 منتصف أغسطس الماضي وهدف من خلالها إلى تقديم الدعم للمنكوبين والذين تقدر أعدادهم بالآلاف.
ويذكر لموقع "بلقيس": التفاعل مع المزاد متدنٍ و مستوى التنافس متواضع. مضيفاً: عرضي لم يحظ بأي تجاوب أو اهتمام من قبل رجال الأعمال و المغتربين اليمنيين وغيرهم من الأجانب.
وكانت عروض المتنافسين على "لوحة اليمن.. عشق لا ينتهي" كما يطلق عليها صاحبها، قد تدرجت من ألفين دولار إلى ثلاثة آلاف دولار ليصل المبلغ مؤخراً إلى 4 آلاف دولار .
ويستمر المزاد، وفقاً للعنسي، والذي كشف لموقع بلقيس عن ترتيبات جارية لنقل اللوحة إلى أحد المعارض الدولية في بريطانيا وعرضها للبيع بالمزاد هناك وذلك بعد التنسيق مع المعرض المستضيف وتهيؤه للعمل حسب ظروف البلد الذي يتواجد فيه.
وفي حين لم يضع سقفاً محدداً لقيمة اللوحة وموعداً زمنياً لانتهاء المزاد، يترقب مستجدات المنافسة و ما ستتمخض عنه الأمور في الأيام المقبلة.
و نشر الشهر الماضي في حسابه الشخصي بشبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك صورة للوحة المعروضة وبعض التفاصيل حولها، وهو الأمر الذي تفاعل معه ناشطون في تلك المنصات وتداولوه على نطاق واسع.
وأشادوا بالفكرة كما وصفوا موقف هذا الرسام بالإنساني والنبيل وصدر عن شخص أصيل لم ينس أهله رغم بعده عنهم وتواجده حالياً في العاصمة المصرية القاهرة.
وشهدت عدد من المحافظات اليمنية أمطاراً غزيرة نتج عنها سيول خلفت أضراراً مادية وبشرية، وشردت مئات الأسر، كما هدمت المنازل وجرفت الحقول والسيارات وأتلفت المحاصيل الزراعية وأودت إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات، كما ألحقت أضراراً بليغة بعدد من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية.
وتحدثت تقارير عن تضرر أكثر من 71 ألف شخص بينهم عشرات الوفيات والمصابون، وهو ما دفع السلطات في عدن وصنعاء إلى توجيه نداءات استغاثة لإنقاذ المتضررين من كارثة السيول وتوفير مساعدات إيوائية وغذائية وغيرها.
إلى ذلك، يعزم العنسي على عرض لوحات أخرى للبيع، وذلك في حال تحسنت أوضاع المنافسة وزاد مستوى الإقبال وتهيأت الظروف ورست اللوحة الأولى على شخص معين .
وكان قد استغرق في رسم تلك اللوحة أربعة أشهر وهي زيتية ومرسومة على القماش ويصل طولها إلى 120 سم وعرضها 90 سم.
و تجسد الموروث الشعبي العريق و تراث البلاد من خلال تضمنها لثلاثة شبان يمنيين يرتدون الزي الشعبي الخاص بالعرسان ويؤدون إحدى الرقصات الشعبية.
وتحمل دلالات عميقة أبرزها الوحدة اليمنية، وحضارة البلاد الضاربة في أعماق التاريخ، وخيراتها، كما تبرز الدور المحوري للمرأة اليمنية والتي تشكل نصف المجتمع.
ويوضح العنسي: يوجد في أعلى اللوحة معالم من بيت في صنعاء و أخرى بحضرموت، في تجسيد للوحدة اليمنية، كما تحتوي على عرش بلقيس، ويعبر ذلك عن أصالتنا وحضارتنا الضاربة في أعماق التاريخ.
ويضيف: تبرز شجرة دم الأخوين جزيرة سقطرى اليمنية كموطن للجمال الطبيعي ووجهة نادرة عالمياً، في حين يشير غصن العنب إلى ثروات البلاد الزراعية وجودة المحاصيل اليمنية والتي يحظى بعضها بأهمية وشهرة عالمية منذ مئات السنين، وهو ما يشير إليه غصن شجرة البن الموجود في أحد جوانب اللوحة.
وللعنسي فلسفته الخاصة في الفن والحياة، فالرسم في اعتقاده ليس مجرد هواية وإنما رسالة. ويقول: لا أسعى من ورائه نحو الربح أو تحقيق مصلحة شخصية ولكن هدفي منفعة المجتمع و تقديم الخير للناس.
وله تجربة طويلة في الرسم والذي يكمل فيه العام السادس عشر من عمر مسيرته التي بدأت العام 2004 ومازال مستمراً فيها حتى اللحظة.
و شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية فضلاً عن تنظيم معرضين شخصيين في العاصمة المصرية القاهرة، كما أحرز عددا من الجوائز المحلية والدولية، حيث تم تكريمه بجائزة رئيس الجمهورية في الرسم، وحصل على جائزة الأوسكار الدولية بالقاهرة.
ويرسم اليوم الخطوط العريضة للمبادرة، وطريقة توزيع العائدات وكيفية إيصالها لمستحقيها، حيث يؤكد بعد انتهاء المزاد سواء قل المبلغ أو كثر، سوف تسلم المبالغ المالية لمن يستحقها، وذلك عبر أيادٍ أمينة وبطريقة شفافة وواضحة.