تقارير
يُقتل الفلسطينيون وإيران تمد نفوذها في باب المندب (تحليل سياسي)
لحظات الحروب والفوضى عادة ما تحمل بداخلها فرصا وتحولات وقفزات إستراتيجية للأطراف التي لديها مصالح أو مطامع، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو جيوسياسية، فتأتي لها الحرب بفرصة للتحرك نحو الأهداف المرسومة سلفا.
هذا القول ينطبق تماما على التحركات الإيرانية تحت ظلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وقياسا على العلاقة بين حركة المقاومة وطهران، وتبني إيران لما يسمى "حلف المقاومة والممانعة" كان المتوقع بالنسبة للبعض أن تتحرك إيران في الجبهة الشمالية، جبهة حزب الله لإسناد المقاومة في فلسطين، لكن ما حدث أن إيران ذهبت صوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والتحرك عن طريق حلفائها في اليمن (جماعة الحوثيين الانقلابية).
تلك التحركات، وإن كانت تحت شعار مناصرة الفلسطينيين، وبدأت باستهداف السفن الإسرائيلية، أو التي على علاقة بها، إلا أن الهدف الحقيقي منها هو الإعلان عن وصول إيران إلى البحر الأحمر، ومد نفوذها في مضيق باب المندب.
الشواهد الميدانية تقول إن طهران نجحت في إضافة مساحات نفوذ جديدة لها ستستخدمها في البحث عن تسوية إقليمية تسمح للجماعات المرتبطة بها بالبقاء في السلطة.
وستستخدمها أيضا في مفاوضات الملف النووي العالق مع الغرب، والحسبة الأهم بالنسبة لطهران هو أن تصل في النهاية إلى تسوية تسمح فيها الولايات المتحدة لإيران في تطويق الخليج أكثر.
فشل إيران في الحصول على قاعدة بحرية في مدينة بورتسودان عوضته عن طريق حلفائها الحوثيين في اليمن.
هذه القفزات الإيرانية يقابلها ضعف وانكماش عربي، وحالة من التردد في اتخاذ إجراءات حاسمة في ملفات الأمن القومي المُلحة والطارئة.
وبينما يتمدد الأعداء والمنافسون الإقليميون ينكمش العرب على أنفسهم، ويغرقون في التفاصيل الداخلية، في اللحظة التي يشتغل فيها العالم على المعادلة الأمنية والجيوسياسية الدولية والإقليمية.
يُقتل الفلسطينيون بينما إيران تمد نفوذها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتحاصر العرب.