تقارير

إب.. مدينة حولتها مليشيا الحوثي إلى مسرح مفتوح للعبث والفوضى

30/06/2022, 09:59:50

إب موطنٌ لآخر الممالك القديمة، ويبدو اليوم أنها تعيش أسوأ عصورها على الإطلاق، فعلى مدى السنوات الماضية، دفنتها عربة البارود الحوثية منذ سيطرتها على المحافظة، وحولتها إلى بيئة خصبة للعنف والفوضى.

يكشف تقرير حقوقي حديث عن وقوع أكثر من 3 آلاف و400 جريمة، ارتكبتها مليشيا الحوثي في إب، وأكثر من ذلك تحوّلت الجريمة إلى سلوك يتصاعد بشكل مخيف في المحافظة، ليعكس مدى منهجية الفوضى لهذه الجماعة التي حوّلت المدينة الخضراء إلى مسرح لعبثها.

بقدر البطش، الذي تعانيه محافظة إب من مليشيا الحوثي، تعاني أيضا من التجاهل والإهمال من سلطات الشرعية، ومن غياب المنظمات الحقوقية والإعلام.

-مخطط حوثي

وفي السياق، يقول الإعلامي عماد ربوان: "إن ما يحدث في محافظة إب يعد فوضى خلاقة، كما أن هناك مخططا لتدمير المحافظة أمنيا وأخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا كذلك".

وأضاف ربوان، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس" مساء أمس، أن "هناك انفلاتا أمنيا متعمدا تشهده المحافظة، وفوضي تدار من أجل دخول المحافظة في معركة دينية وثقافية واجتماعية".

وحول التنكيل بالناس والتمييز الطبقي، الذي يتعامل به الحوثيون مع مواطني إب، يعتقد ربوان أن "أعمال الحوثيين أو السلالة الهاشمية في المحافظة لها بعد تاريخي، كون ما يمارسونه اليوم هو امتداد لما كان يمارسه السابقون منهم".

ويوضح ربوان أنه "مع دخول الحوثيين إب وجدوا مجتمعا يختلف معهم دينيا وعقائديا واجتماعيا، وهو ما جعلهم يتعاملون معهم بالسلب والنهب والسرقة".

-غابة قتل

من جهته، يقول الناشط الحقوقي، عرفات حمران: "إن الانتهاكات التي يمارسها الحوثيون في محافظة إب لا تقل عن الانتهاكات في بقية المحافظات، رغم أنه لا يوجد فيها نزاع مسلح".

ويضيف حمران أن "إب كانت أكثر المحافظات تسليما للحوثيين فور دخولهم إليها، ولكنها كانت أكثر المحافظات نهبا واعتقالا وتفجيرا للمنازل".

ويرجع حمران سبب تنكيل الحوثيين بأبناء إب إلى كونه "ليس فيها أنصار للحوثيين، كما أنها المحافظة التي أسست حركة رصد، التي انتشرت في عموم المحافظات، ووصلت حاضنتها إلى الملايين، كما أنها تقوم بمناهضة هذه الجماعة الإرهابية كذلك".

وعن غياب دور المنظمات الحقوقية عمّا يجري في محافظة إب، يوضح حمران أن "غياب دور المنظمات يرجع إلى سيطرة الحوثيين على المحافظة وقبضتهم الأمنية، كما أنه يصعب توثيق الانتهاكات فيها بسبب ملاحقة الحوثيين للأنشطة الحقوقية والحقوقيين كذلك".

وبخصوص التساؤل عن مرتكبي الجرائم في إب إذا كانوا من أبناء المحافظة أو من القادمين إليها، يفيد حمران بأن "كثيرا من مؤسسات الدولة في إب يديرها أناس من صعدة وعمران وذمار كمشرف  المحافظة، ومدراء المكاتب الإيرادية كالأوقاف والمالية وأجهزة الأمن وغيرها".

بدوره، يقول الصحفي أحمد هزاع: "إنه ومنذ أول يوم لسيطرة مليشيا الحوثي على إب شهدت المحافظة فوضى أمنية وانتشارا للجريمة، كما أن المدينة أصبحت غابة قتل، حيث ينتشر القتل والحزن فيها يوميا".

ويضيف هزاع أن "مليشيا الحوثي بنفسها أصدرت تقريرا يتضمن 559 جريمة شهدتها مدينة إب خلال شهر مايو الماضي فقط، توزّعت بين القتل والخطف والسرقة وغيرها من الجرائم".

ويلفت هزاع إلى أن "هناك تزايدا في حالات الانتحار جراء الأوضاع المعيشية، حيث بلغت الحالات منذ بداية هذا العام 23 حالة انتحار في المحافظة وحدها".

وينوه الصحفي هزاع أن "جميع الوظائف العامة في إب بيد الحوثيين الوافدين"، مؤكدا بأنه "لا يوجد حتى 10% من أبناء المحافظة المؤهلين وخريجي الكليات في هذه الوظائف أو الأقسام، وكذلك الإدارات والمكاتب أيضا".

تقارير

تعز تصارع العطش.. غياب المياه يشعل غضب السكان

من أزقة تعز وأحيائها المكتظة، تتصاعد حكايات الألم، لتختصر مأساة مدينة تعيش منذ أكثر من عقد حصارًا خانقًا فرضته مليشيا الحوثي، واليوم تعود أزمة المياه لتكشف وجهًا آخر من أوجه المعاناة، فتضع الناس بين مطرقة العطش وسندان الغلاء، في ظل صمت مريب من السلطات المحلية وغياب أي تدخل فعّال من المؤسسات المعنية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.