تقارير
ابتكار.. أفران شمسية بديلا عن الغاز المنزلي في أبين
دفعت أزمة الغاز المنزلي في محافظة أبين الشاب رامي المليح (33 عاما) إلى الاستفادة من مشاركته في دورة تدريبية أقامتها مبادرة "صناع البركة"، مطلع العام الجاري، ليبدأ بعدها تحويل الافكار التي تلقاها إلى واقع عملي.
نجح "المليح" في أبريل/ نيسان الماضي في صناعة أول فرن حراري يعمل بالطاقة الشمسية في بلدة جعار (15 كيلو عن مدينة زنجبار المركز الإداري لمحافظة أبين جنوب البلاد).
يقول المليح لبلقيس إن الفكرة جاءت فور انتهائه من المشاركة في مبادرة "صناع البركة"، لينهمك بعدها في صناعة الفرن الشمسي في منزله، حيث كلفته الأدوات المستخدمة في الصناعة زهاء 70 ألف ريال يمني (66 دولارا سعر الصرف في مناطق الشرعية).
- فرن شمسي
يضيف أن الفرن الشمسي يتكون هو مجموعات توليفات صناعة محلية مركبة من مستودع، وهو صندوق الطبخ، مكان الحرارة، ويعمل بكفاءة خاصة في الأوقات التي تكون أشعة الشمس في ذروتها.
كما يمكن تشغيله من الساعة الثامنة صباحا، حيث يوضع الطعام المراد طباخته حتى الثالثة عصرا، وتزداد فيها سرعة طباخة الماكولات طرديا، مع ارتفاع درجة حرارة الشعاع الشمسي، ومساحة الانعكاس القُطري.
كانت آمال المليح السفر بعد الانتهاء من صناعة الفرن الشمسي، للتدريب على كيفية صناعة الأفران الشمسية، لكن هذا لم يحدث.
يقول إن السفر كان الهدف منه المشاركة في تدريبات مكثفة لمدة أسبوع، لكن لم يتمكن لظروف خارج عن إرادته.
ويعدد المليح الصعوبات حيث تتمثل في شحة الإمكانيات، وانعدام المال، الذي يؤهله لفتح ورشة خاصة به بعيدا عن منزله، حيث قام بصناعة الفرنين الشمسيين في منزله، ويشير إلى أن لديه رؤية في تطوير الأفكار وصناعة أفران شمسية ذات جودة أعلى.
-هاجس الاستثمار
في عالمنا العربي، ينتظر المبتكرون الدول أو جهات داعمة، وغالبا ينالهم التهميش، وقد تفر العقول خارج البلاد، وفي العالم الغربي تكون الشركات هي التي تتولى هذه القضايا، وتعمل على الاستثمار فيها وتشجيعها ودعمها، وفي ظل الحرب في اليمن يمكن لهذا الابتكار أن يحدث نقلة نوعية في حياة الناس ويخفف عنهم، كما يمكن للشركات التجارية والمستثمرين أن يلتقطوا هذه الفرص، وخاصة أن الدولة غير حاضرة وهي منشغلة بوضع الحرب وانهيار البلاد.
يؤكد الصانع أن هذا الابتكار، الذي قام بتطويره، أسهم كثيرا في التخفيف من الأعباء التي تتحملها أسرته في شراء مادة الغاز المنزلي في ظل انعدامها، ووصولها إلى أسعار قياسية بخلاف هذه الأفران، فهي قليلة الكلفة، ناهيك عن أنها آمنة وغير خطرة.
ولاتزال فكرة استثمار هذه الأفران حاضرة في أذهان الشاب، إذ يقول، في ختام حديثه الخاص لبلقيس، إنه يحلم بتحويل هذه الأفران إلى فرصة للاستثمار، والعيش منها، في ظل الفقر والبطالة، وفي مقدمة تحقيق هذا الحلم إيجاد ورشة خاصة لهذه الصناعة، وداعم لهذه الفكره يمكّنه من تطويرها وتقديمها في السوق كبديل آمن ومناسب.