تقارير
أزمة وقود خانقة.. مليشيا الحوثي وإدارة السوق السوداء
أزمة وقود هي الأكبر من نوعها تشهدها صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي منذ الانقلاب، إذا وصل سعر الجالون الواحد سعة 20 لترا إلى أكثر من 40 ألف ريال، ما يعادل 66 دولارا بحسب سعر الصرف في صنعاء.
تحتجز مليشيا الحوثي مئات الناقلات المحمّلة بالنفط في محافظتي الجوف والبيضاء، القادمة من مناطق الشرعية، وتمنع دخولها مناطق سيطرتها لفك الأزمة، وتذهب لاتهام الشرعية والتحالف بالتسبب بالأزمة.
استمرار أزمة الوقود ينعكس بصورة مباشرة وقاسية على كل أوجه الحياة، متسببة بأضرار تطال المواطن بقوت يومه، ومنعكسة على الاقتصاد بقطاعات الزراعة والنقل والكهرباء.
-ثراء الحوثيين
وفي السياق، يؤكد الصحفي أحمد عايض أن "المعاناة، التي يعيشها أبناء الشعب اليمني في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، هي بسبب هذه المليشيا'.
وأضاف عايض، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن الحوثيين "يعيشون الآن عصرهم الذهبي في قضية الثراء، الذي يفوق الخيال، نتيجة السوق السوداء".
ويوضح أن ",سعر برميل النفط عالميا يصل إلى 120 دولارا للبرميل الواحد، بينما مليشيا الحوثي تبيع البرميل الواحد بأكثر من 700 دولار".
ويؤكد عايض أن "هذا الفارق والربح الكبير هو الذي يجعل من المليشيا تتمسك بكل قوتها ببقاء وإحياء السوق السوداء التي من خلالها تجني أرباحا بعشرات الملايين من الدولارات".
ويلفت إلى أن "هذه الأرقام الفلكية الصادمة تصب إلى جيوب بيوت هاشمية حوثية معينة مرتبطة شخصيا بعبدالملك الحوثي ومحمد عبدالسلام، الذي أسس مجموعة من شركات النفط".
ويشير إلى أن "هناك كارثة في كل مناحي الحياة بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي بسبب أزمة الوقود"، مضيفا أن "اليمنيين أصبحوا شبه سجناء داخل منازلهم وحاراتهم. بسبب توقف الحركة، وارتفاع الأسعار".
ويفيد أن "أكبر خدعة يمارسها الحوثيون على اليمنيين هي حكاية الحصار"، موضحا أن "المقصود في الحصار هو وصول السفن المحملة بالأسلحة فقط".
ويتابع موضحا: "أما بخصوص وصول السفن المحملة باحتياجات المواطنين، ومن بينها سفن المشتقات النفطية، لا يوجد هناك أي قيود عليها، ويتم السماح بدخولها إلى ميناء الحديدة بشكل مستمر".
ويؤكد أن "سفن المشتقات النفطية ترسو أسبوعيا في ميناء الحديدة، ولا يتم إفراغها من قِبل المليشيا إلا بعد أسابيع، بهدف دخول كميات تتلاءم مع احتياجات السوق السوداء للحوثيين، للحفاظ عليها واستمرارها".
ويشير إلى أن "هناك عشرات القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية تحتجزها مليشيا الحوثي في الجوف، وترفض دخولها إلى مناطق سيطرتها، خوفا من وصولها إلى السوق، وإحداث نوع من المنافسة".
-أهداف الحوثي
وعن المسؤول عن انتشار السوق السوداء للمشتقات النفطية، يؤكد مدير عام شركة النفط في الحديدة، أنور العامري، أن "الحوثيين هم المتسببون بهذه الأزمة بشكل كبير جدا".
ويضيف أن "الحوثيين يمنعون دخول المئات من الناقلات المحملة بالمشتقات النفطية والقادمة من مناطق الشرعية في الجوف والبيضاء، لأهداف خاصة بهم".
ويوضح أن الحوثيين "لهم أكثر من هدف من أزمة المشتقات النفطية، أولها رفع الأسعار بشكل كبير في مناطق سيطرتهم، والضغط على الأمم المتحدة للتوسط لهم لإدخال سفن خاصة بهم".
ويشير إلى أن "التحالف ليس له أي علاقة باحتجاز السفن النفطية أو منعها"، موضحا أن "الحكومة الشرعية حددت آلية لدخول هذه السفن، وبالتالي هي من تسمح أو ترفض دخول السفن بناءً على الموافقة على هذه الآلية".
من جهته، يؤكد الصحفي طالب الحسني أن سبب أزمة المشتقات النفطية في مناطق سيطرة الحوثيين هو العدوان.
ويضيف أن "التحالف يحتجز سفن المشتقات النفطية، ويمنع وصولها إلى ميناء الحديدة، رغم تفتيشها، وحصولها على تصاريح أممية".
وينفي الحسني منع الحوثيين لناقلات النفط القادمة من مناطق الشرعية من الدخول إلى مناطق سيطرتهم، موضحا أن "سبب المنع هو مطالبة مالكي الناقلات بأسعار مرتفعة تفوق قدرة المواطن على شرائها".
ويوضح أن "حكومة صنعاء ترفض دخول هذه الشاحنات إلى مناطق سيطرتها، كون مالكي هذه الشاحنات يريدون إدخال الوقود إلى السوق السوداء".
ويرى الحسني أنه "لا ينبغي تبرئة التحالف، والدفاع عمّا يقوم به من حجز ومنع لسفن المشتقات النفطية، والذهاب لاتهام حكومة صنعاء التي تحارب السوق السوداء"- حد قوله.