تقارير
الحكم بالدم والإرهاب.. إلى متى تستمر جرائم ميليشيا الحوثي بحق المختطفين وأسرهم؟
تعتبر عمليات الاختطاف والتعذيب الممنهج التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين، بما في ذلك الصحفيين والنشطاء والسياسيين، من أكثر الانتهاكات وحشية في الصراع اليمني، حيث تحتجزهم الميليشيا في سجون سرية يتعرضون فيها للتعذيب الجسدي والنفسي، إلى حد الوفاة.
تعاني عائلات المختطفين في يجون ميليشيا الحوثي، من الابتزاز والضغوط النفسية، وتستخدم الميليشيا هذه الجرائم، للابتزاز السياسي والمادي وأحيانا الانتقام الشخصي، والتي تعتبر جرائم حرب جسيمة وجرائم ضد الإنسانية تستوجب المحاكمة، بحسب الشريعة الإسلامية والدستور اليمني والقانون الدولي الإنساني.
ومع استمرار جرائم ميليشيا الحوثي، بحق المدنيين، لا سيما المختطفين في سجونها، يتساءل اليمنيون، من سيحاكم هذه الميليشيا على عشرات المختطفين الذين توفوا داخل السجون، أو بعد أيام من خروجهم؟ ومن يحاكمها على وفاة أمهات مقهورات على أبنائهن وبناتهن المغيبات في السجون؟
عملية إرهاب
يقول مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، فهمي الزبيري، إن ميليشيا الحوثي، تخوض معارك نفسية ضد المختطفين وأقاربهم، وهذه هي عملية إرهاب للمجتمع، بصورة عامة.
وأضاف: عندما يتم إخفاء الأشخاص المدنيين والأبرياء في سجون سرية، لا يعلم بها أحد، ويتم عزلهم عن المجتمع بصورة تامة، هذه عملية إرهاب ليس فقط للضحية، وإنما لأسرته الذين يعانون كثيرا، من مراحل البحث عن أبنائهم وبناتهم، ويُبتزون بالأموال الطائلة، من أجل فقط الكشف عن مصيرهم، ثم تبدأ مرحلة جديدة من المعاناة، حتى يسمح لهم بزيارة ذويهم في السجون، حيث يمنعونهم من زيارة أبنائهم وبناتهم، بصوره متكررة.
وأضاف: أيضا أبناء هؤلاء الذين هم مختطفون أو مخفيون قسرا في سجون ميليشيا الحوثي، يعانون صحيا ونفسيا ومعيشيا وتعليميا.
وتابع: أقارب الضحايا يظلون في حالة نفسية مأساوية طوال مرحلة الاختطاف والتعذيب والاخفاء القسري، وهذه هي عملية ممنهجة من قبل مليشيا الحوثي، لأنها تتكرر بشكل كبير جدا، ومستمرة منذ أن اقتحمت الميليشيا العاصمة صنعاء، وسيطرت على مؤسسات الدولة وقوضت الدولة بأكملها.
وأردف: ميليشيا الحوثي مارست أبشع الانتهاكات ضد المدنيين وضد الأبرياء حتى ضد النساء والأطفال، بل وامتدت هذه الانتهاكات إلى العاملين في المجال الإغاثي والإنساني، الأمر الذي يضاعف المعاناة على الشعب اليمني بأكمله.
وزاد: هناك الكثير من الآباء والأمهات الذين ماتوا كمدا وقهرا على أبواب السجون، وهم ي يستجدون الميليشيا بأن تسمح لهم بزيارة أبنائهم أو بناتهم داخل هذه السجون.
وقال: الكثير من الآباء والأمهات ماتوا كمدا وقهرا على أبنائهم أو بناتهم المخفيين في سجون ميليشيا الحوثي، وهم لا ذنب لهم سوى أن البعض منهم يعارضوا هذه الميليشيا، ورفضوا حضور دوراتها الطائفية، أو لم يؤمنوا بأفكارها التي تدعو إلى العنف، وإلى تمزيق المجتمع، وكان مصيرهم السجون والاخفاء والتعذيب.
وأضاف: بعض المختطفين في السجون تهمتهم أنهم يعملون في منظمات دولية، ورفضوا الانصياع للاشتراطات الحوثية، وتم الزج بهم في السجون وتم تلفيق التهم الكيدية ضدهم وتصوير فيديوهات تحت الإكراه وتحت الإجبار، ضد هؤلاء الموظفين والعاملين في المنظمات الأممية.
ولفت إلى أن والدة المخفية في سجون الحوثيين، رباب المضواحي، التي توفت وهي تنتظر الكشف عن مصير ابنتها، ليست وحدها، وإنما هناك الكثير من الآباء والأمهات على مدى عشر سنوات، توفوا وهم يستجدون الحوثيين السماح لهم بالنظر إلى ابنائهم
ميليشيا تحكم بالدم والإرهاب
تقول الباحثة بلقيس اللهبي، لا نستطيع ان نتخيل الى اين ممكن ان تصل هذه الميليشيا، وحادثة وفاة والدة المخفية رباب المضواحي، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
وأضافت: ميليشيا الحوثي لن تصل إلى قرار، لأنها ميليشيا تحكم بالأزمات، وبالدم والإرهاب، وكلما اعتاد الناس على الإرهاب، وكسروا قاعدة من قواعدها، انتجت لهم إرهابا جديدا، وهذا جزء من منهجيها لإخضاع المجتمع إخضاعا كاملا إلى أن يصبح مغيبا تماما، ومسلوب الإرادة.
وتابعت: لا نستطيع أن نقول إن هذه الميليشيا ستصل إلى قرار معين، ولن تصل إلا إلى أن يخضع الشعب خضوعا تاما واستعبادي، أو ينتهي هذا الشعب، أو أن ينتهي الانقلاب وتنتهي هذه الميليشيا.
وأردفت: لنكون منصفين، رباب المضواحي، صديقتنا والمرحومة والدتها، كانت بالنسبة لي أنا شخصيا، أكثر من أم، والبارحة بالنسبة لي كان بيتي بيت عزاء، ومشاعري تجاهها غير عادية، وهي امرأه أولا غير عادية، امرأة ربت نساء ورجال من أفضل ما يكون، امرأة كانت عندها قدرة على النقاش، وعلى إدارة نقاش مع السياسيين والسياسيات، كان السؤال الذي تضعه دائما، أين ستصل صنعاء؟
وزادت: أم رباب، امرأة هزمت السرطان، ولكن هزمتها تلك اللحظة البشعة التي اختطفت واقتيدت فيها ابنتها إلى المجهول أمام عينيها، ومن بيتها، بالدرونز وحالة الهجوم، ومع ذلك هذه ليست الحالة الأولى، فقد انفطر قلب أم المختطفة سارة الفائق، وأكيد أمهات لا نعرفهن انفطرت قلوبهن، دون أن يعرفهن أحد.
وقالت: نحن نعرف أن مرض السرطان ليس سهلا، لكن هذه المرأة أم رباب تغلبت عليه، وكنت معجبة بقوتها وشخصيتها وتعاملها مع المرض، لكن غياب بهذا الشكل لابنك أو بنتك، وبالذات نحن في مجتمع يمني، وهذه الميليشيا كسرت نواميس المجتمع وقواعده.
وأضافت: السلام يبدأ من قلوب الأمهات وقلوب الأمهات في اليمن ليست بخير، إذا خرج ابنك الشارع ممكن لا يعود، ونعرف الاختطافات التي حدثت في صنعاء الفترة الأخيرة، فالذين يقولون، إن صنعاء أمن وأمان يقط المسمار، فصنعاء ليست آمنة، الأبناء يذهبون بالأشهر ويعودون، ولا أحد يعرف أين كانوا؟ وماذا حدث لهم؟ فأين هو الأمن والأمان؟
وتابعت: الفتيات يغتصبن، فتيات صغيرات في السن، والانفلات الأمني وهم يركزون على قضايا تخصهم وحدهم فقط، لإخضاع المجتمع.
وأردفت: الأمهات لا يأمنن على أطفالهن أن يذهبوا إلى المدارس، لأنها ربما تلاقي ابنها في الجبهة في اليوم الثاني، لم يعد هناك شيء آمن.