تقارير

بين 26 سبتمبر والانقلاب.. وهج الثورة ومعالم النكبة

21/09/2023, 15:54:15

مفارقات تعيشها اليمن، اليوم، بين سبتمبر الثورة والخلود والجمهورية، وسبتمبر النكبة وفشل السيادة والانقلاب، ونزوح ملايين اليمنيين، وبدت بعده معالم الدولة مخفية والمواطن خائفا في وطنه، ويبحث عن لقمة عيش تسد رمق جوعه.

سيادة الشعب اليمني باتت قاب قوسين أو أدنى على الاندثار بين مشاورات واتفاقات أممية وإقليمية ودولية، تمحو صور الحلم الديمقراطي لليمنيين، منذ تسع سنوات.

مليشيا الحوثي تجسِّد، اليوم، أبشع معالم الانتهاك والقتل والابتزاز، ومنذ انقلابها على الدولة، في الحادي والعشرين من سبتمبر عام 2014م، وهي تمضي على نهج خامنئي إيران؛ لتجنيد البلاد والمواطنين كوقود حرب مستمرة.

- ثورة ونكبة

يقول الكاتب والباحث زايد جابر: "إن 26 سبتمبر 1962م هي الثورة المغروسة في وجدان الشعب اليمتي، وفي وعيه، وفي حاضره، أما نكبة 21 سبتمبر فهي عززت ورسَّخت قيمة 26 سبتمبر".

وأضاف: "هذا اليوم المشؤوم الذي جاءت به مليشيا الحوثي، وأرادت به وظَّنت أنها مُمكن أن تلغي من وجدان الشعب ومن ذاكرته التاريخية الحدث الأعظم في تاريخ اليمن المعاصر، دفع اليمنيين للاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، بشكل مختلف، بل إن في كل عام يكون زخم الاحتفالات أكبر من ذي قبله".

وتابع: "كلما سعت مليشيا الحوثي إلى طمس 26 سبتمبر يزيد الناس تمسكا، والناس -لا سيما الجيل الجديد الذين لم يعرفوا الإمامة- بدأوا يعون ويعرفون كيف كانت الإمامة، وجاءت هذه المليشيا لتقول لهم هذه هي الإمامة، ليدركوا بعد ذلك ماذا كانت تعني ثور 26 سبتمبر، وماذا كانت تعني الإمامة، وماذا يعني النظام الجمهوري، وكما يقال: من لا يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام".

وأردف: "ربما هناك الكثير من الناس كان ليس لديهم القدرة على قراءة التاريخ، ومن عاشوا في تلك الحقبة، فجاءت مليشيا الحوثي، بنسختها الحقيقية للإمامة، لتطبق لليمنيين تطبيقا عمليا بممارسات الإمامة، وتعرِّفهم بقيمة وعظمة 26 سبتمبر".

وأكد: "لا خوف على ثورة 26 سبتمبر، فـ نكبة 21 سبتمبر هي النقيض الموضوعي لها".

وزاد: "رغم أن مليشيا الحوثي لا زالت إلى حد ما تقول بأنها ليست ضد ثورة 26 سبتمبر، لكنها حتى في المناهج عبثت بأهداف الثورة، وأهمها الهدف الأول: القضاء على الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، الذي أزالت الجزء الأخير منه، في إشارة منها لإعادة الإمامة".

وقال: "أنا درست في جامعة صنعاء - قسم العلوم السياسية، وكان أستاذي وصديقي الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، وصُدمت عندما شاهدت لأول مَّرة في ملزمته، التي يدرِّسها في الجامعة، وهو يسمي ثورة 26 سبتمبر انقلابا، وخضت معه جدلا كبيرا، فإذا كان هذا الدكتور يُحسب على التيَّار المعتدل، فكيف بهذه المليشيا التي لم تعترف حتى الآن بشرعية أبو بكر وعمر أن تعترف بالثورة التي أطاحت بحلمها وقضت على الفكر الإمامي؟!".

وأضاف: "مليشيا الحوثي ترى نفسها أنها تسابق الزمن، لذا كل هذه الفعاليات والاحتفالات المبالغ فيها بمناسباتها الطائفية والعنصرية، تأتي ظنا منها أنها ستتمكن من طمس وتغطية ثورة اليمنيين الكبرى (26 سبتمبر)".

- ماذا تبقَّى من الثورة؟

تقول الباحثة في مركز صنعاء للدراسات، بلقيس اللهبي: "سنوات الحرب الطويلة جرفت من اليمنيين قيمهم الذاتية، وتاريخهم، واعتزازهم، والتقليل من شأن اليمنيين على المستوى التاريخي، وعلى مستوى مضامينهم كشعب".

وأضافت: "مليشيا الحوثي شككت حتى في المضامين الأخلاقية لليمنيين، ودخلت لليمنيين إلى داخل بيوتهم وعائلاتهم، وكأنها تقول لهم أنتم بلا فضيلة، وكل هذه المشاعر عززت لدى اليمنيين كينونتهم اليمنية كاملة، كتاريخ، كملبس، كتقاليد، وأشياء كثيرة".

وتابعت: "الصبغة الدينية، التي جاءت بها مليشيا الحوثي، جعلت اليمنيين يتبصَّرون حتى بقضايا دِينية، وإلى أي مدى كانوا يصدِّقون كل رجل دين معمم".

وأردفت: "هناك أشياء كثيرة تقدم فيها اليمنيون كشعب، خلال تسع سنوات، وأثبتوا إلى أي مدى هم شعب عريق وعميق، يستطيع أن يعرف مضامينه الحقيقية، وما هي ثورته الحقيقية، وما هو مدلس عليه".

أشارت إلى أن "مقاومة اليمنيين لفكرة الإنسياق وراء الإمامة بشكلها الحديث البشع تأتي من خلال الاحتفاء الكبير بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، قائلة "نتمنّى ألا يخذل هذا الشعب".

وأضافت: "الاحتفالات الموسمية من قِبل النُّخب اليمنية والقنوات اليمنية، بقضايا اليمنيين، قد توصلهم إلى اليأس في يوم ما، ونتمنّى ألا نرى اليأس في 26 سبتمبر هذا العام".

وزادت: "لم يتبقَّ من ملامح الثورة التي أسسها ثوار 26 سبتمبر، هي كرامة اليمنيين، والثورة لم تكن قد حققت الكثير من أهدافها، حتى الوحدة اليمنية، التي كانت من أجمل أحلام اليمنيين، تم الانقلاب عليها، سواء في حرب 94، أو ما بعدها، أو ما توصلنا إليه الآن من أوضاع، لكن كرامة اليمنيين ظلت في المقدمة".

واعتبرت أن "الجرعة الكافية من الكرامة، التي أخذها اليمنيون طوال 60 عاما بالمساواة وانعدام إلى حد ما الطبقية القائمة على العِرق، أدت إلى أن اليمني يرفض أن يعود مرة أخرى من يأتي ليقول إنه سيِّده".

وأشارت إلى أن "ثورة 26 سبتمبر حققت إنجازات كبيرة، وإن تم تشويهها، وكانت قليلة على مستوى عدد السنين، لكن مايزال هناك من اليمنيين أحياء ممن عاشوا في زمن الإمامة، ويستطيعون أن يقارنوا بين ما كان، وما هو موجود الآن".

تقارير

هل تُنهي التغييرات الحكومية أزمة انهيار العملة في اليمن؟

بالتزامن مع استمرار تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ناقش المجلس الرئاسي اليمني في اجتماع له بالعاصمة السعودية الرياض، مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية، دون الإعلان عن اتخاذ إجراءات للحد من التدهور المتسارع للعملة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.