تقارير

تخفيف لمعاناة الناس.. مبادرات شعبية لمساعدة الفقراء في صنعاء

26/03/2023, 10:55:02
المصدر : خاص

صورتان بارزتان في صنعاء حد التناقض الصارخ، أولاهما الفقر والجوع، اللذان يزحفان على أسر كثيرة وحالات العوز المتمثلة في البيّاعين المتجوِّلين الباحثين عن فتات يسدون بها رمقهم، إضافة إلى توسّع دائرة الشحاتة في المساجد والأسواق والأحياء، ووضع لا تخطئه العين، والثانية أسواق تفتح وبنايات تشيَّد وأبنية تتوسّع بمشهد عمراني رهيب.

تناقص رهيب في الطبقة الوسطى، التي تقوم عليها أساسات أي نهضة، وهي الممسكة دائما بالدول وبقاء طبقتين فقط: أثرياء حد التُّخم -كل هؤلاء مرتبطون بجماعة الحوثي- وطبقة مسحوقة هي عامة الشعب. 

- أوضاع صعبة 

دفعت الأوضاع المعيشية الصعبة للأُسر الفقيرة في صنعاء، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، عددا من فاعلي الخير والناشطين في الخدمة المجتمعية إلى إطلاق الحملات الخيرية الرمضانية، استعداداً لتنظيم مبادرات تكافلية عاجلة خلال أيام الشهر الكريم، هدفها مد يد العون للمعوزين، ومساعدة المعدَمين وإطعام الجائعين.

واشتمل النداء الإنساني المجتمعي على دعوة كل المقتدرين والميسورين ورجال الخير والإحسان، وكذلك أصحاب المِهن الإنسانية كالأطباء وغيرهم، إلى المساهمة في تخفيف المعاناة عن كاهل الأسر الفقيرة، التي تضررت بسبب عملية الصراع الدائرة في البلاد، وأنهكتها الآثار السلبية للحرب.

- حملات مختلفة

استجابةً للدعوة إلى فِعل الخير، وتحقيق عملية التكافل الاجتماعي، لبَّى الكثير من الميسورين نداء الواجب الإنساني، حيث دشنت العديد من المبادرات المجتمعية الخيرية عملها من أول يوم رمضاني،

وتنوَّعت بين المخابز والمطابخ الخيرية لتوزيع وجبة الإفطار، على معظم الأسر الفقيرة في أحياء صنعاء المختلفة، وكذلك صرف السلال الغذائية المجانية للبعض.

يحيى عبد الله النشي -مسؤول المخبز الخيري في منطقة صرف "شرق صنعاء"- قال لموقع بلقيس: "يعمل هذا المخبز في رمضان فقط على نفقة ناس من أهل الخير، يدفعون قيمة المواد وأجور العمال، ويعطون الأسر المستحقة كروتا خاصة، تحصل بموجبها على أقراص الخبز، طوال أيام رمضان". 

وتستند بعض المبادرات الرمضانية ذات التمويل الأكبر في عملها على عدد من نقاط التوزيع في معظم الأحياء الفقيرة بصنعاء، خُصصت لصرف وجبات الفطور الرمضاني للمحتاجين والنازحين، ويتامى الحرب والفقراء، وغيرهم من أبناء الطبقات المسحوقة، في عاصمة البلاد التي تحتلها مليشيا الحوثي مُذ أكثر من 8 سنوات.

يكشف جلال حامد -مندوب إحدى المبادرات المجتمعية الرمضانية- بقوله لموقع بلقيس: "لدينا مطبخ خيري لإطعام الفقراء والمحتاجين، بوجبة فطور رمضاني، تحتوي على الأرز والزبادي والخبز والخضار المطبوخ، نوزع في اليوم الواحد أكثر من 2000 وجبة، يتحمل تكاليف هذه المبادرة الخيرية فاعل خير".

يبدي بعض القائمين على الحملات الخيرية تحفظاً شديداً حول أسماء مموليها، انطلاقا من وجهات نظر مختلفة.

- فُرصة ضرورية

يغتنم المبادرون أيام الشهر الفضيل باعتباره فرصة للخير، وإنقاذ إخوانهم وأهلهم وأبناء بلدهم، الذين سحقتهم ظروف الحرب، وشردهم أثرها السيِّئ، إذ تستمر المواجهة لصنوف شتّى من المعاناة الحياتية، خصوصاً في رمضان الذي يأتي للمرة الثامنة مثقلاً بالاحتياجات، في ظل اتساع رقعة الفقر وزيادة الجائعين.

تقول الأرملة فاطمة حميد -أم لـ5 بنات- لموقع بلقيس: "نحن أسرة فقيرة، ما معنا من يصرف علينا، ولا نحصل قيمة الخبز أكثر الأيام، إلا رمضان سجلنا فاعل خير بحقهم المساعدات، ويعطوني أنا وبناتي الفطور".

وبرغم ضنك العيش وقسوة ظروف السكان في مناطق سيطرة المليشيا، إلا أن دعوات التكافل الرمضاني المجتمعية تُعد متنفساً بسيطاً لدى كثير من الفقراء، وفرصة خيرية لأصحاب المبادرات، على سبيل إنقاذ حياة الجائعين من خطر الموت.

عدد من أهالي صنعاء، الذين حوَّلتهم الحرب إلى فقراء، أكدوا -في حديثهم لموقع بلقيس- بالقول: "قبل الحوثي كنا لا ننتظر العون من أحد، من يوم حكموا أفقرونا، يجي رمضان ونحن نبحث عن سلة مساعدات غذائية، نقدر نصوم بها، عاد الناس يفعلوا خير في رمضان، أما الجماعة ما يريدوا لنا نعيش".

- تكافل شعبي

تأتي المبادرات الخيرية المحلية لإرساء قِيم التكافل الاجتماعية النبيلة، التي من شأنها إنقاذ من هُم على حافة المجاعة والحد من وقوع كارثة إنسانية محتملة، حيث تعمل كثير من الفِرق الميدانية لتلك الحملات الخيرية بشكل تطوعي بحت، وهذا ما أكده بعض عمَّال الإغاثة المجتمعية -من خلال حديثهم لموقع بلقيس- بالقول: "حالة الناس متعبة هنا، أغلبيتهم غير قادرين على توفير الفطور لأسرهم، التكافل مطلوب منّا جميعاً، عملنا تطوعي خيري، أما الدعم بالمواد يقدّمه فاعلو الخير".

تشكّل مبادرات التكافل الشعبية حالة من التراحم الاجتماعي، خلال رمضان، تخفف معاناة المواطنين وتنمِّي روح الإخاء.

حيث لا فرص عمل، ولا مصادر بديلة للدخل، ولا رواتب، يتقاضاها موظفو وحدات الخدمة العامة في جميع المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي، مُنذ قرابة 7 سنوات.

وتعزز تلك الحملات الخيرية الشعبية أواصر التلاحم، وقيم التكافل المجتمعي للسكان فيما بينهم، كونها تغطِّي قليلا من احتياجات المعدَمين، دون أن تقضي على الفقر والجوع.

كريم حسن
تقارير

بواسطة الأقمار الصناعية.. صور تكشف بناء الحوثيين أنفاقا تحت الأرض

يظهر التحليل، الذي أجراه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، لصور الأقمار الصناعية أن الحوثيين يحفرون وينشئون منشآت عسكرية جديدة وكبيرة تحت الأرض، التي يمكن أن تعزز من حمايتهم في حالة نشوب صراع في المستقبل.

تقارير

هل تهشمت صورة "إسرائيل" في المجتمعات الغربية؟

ما يحدث في الشارع الغربي المتضامن مع غزة يبدو أشبه بمحاكمة شعبية للأنظمة والمؤسسات الغربية، فمن الواضح أن السردية الصهيونية في الغرب، التي صمدت، منذ الحرب العالمية الأولى، بدأت تفقد سطوتها، خصوصا بعد أن ظهر جيل جديد يثير الأسئلة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.