تقارير

رفضا لوصاية الانتقالي.. حضرموت تطالب بالاستقلال

11/10/2022, 06:56:31

بالتزامن مع الاستعدادات، التي تقوم بها القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من السعودية والإمارات، لدخول حضرموت والسيطرة عليها، خرج الآلاف من أبناء المحافظة بتظاهرة جماهيرية ترفض الوصاية وتطالب باستقلال محافظتهم.

تقدّمت التظاهرة قبيلة آل كثير وأيدها مؤتمر حضرموت الجامع، ومرجعية قبائل حضرموت، والعُصبة الحضرمية، حيث التقوا جميعا تحت الهوية الحضرمية، رافضين أي وصاية عليهم من خارج المحافظة، في إشارة إلى قوات الانتقالي القادمة من عدن ولحج والضالع.

يرعى التحالف السعودي - الإماراتي حالة التشظي المريعة التي تتعرّض لها الهوية الوطنية الجامعة، بدءاً بتأسيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي في الجنوب، ودعمه ماديا وسياسيا وعسكريا، على أساس تشطيري، وانتهاءً بتشكيل قوات عسكرية في الشمال خارج إطار الدولة.

- يمن اتحادي أو دولة مستقلة

في هذا السياق، يقول الناشط السياسي الحضرمي، سالم بن جذنان النهدي: "حضرموت ليست قضية جديدة، وإذا ما لاحظنا العملة الوطنية فئة الألف ريال منذ الطبعة الأولى لها وحتى الآن فهي تحمل قصر السلطان الكثيري (قصر سيئون)، وهي كانت دولة ومملكة حضرموت على غرار ممالك سبأ وأوسان وقتبان، وحمير، واختفت هذه الأسماء كلها وبقيت حضرموت".

وأضاف: "تم تغييرها من سلطنة الكثيري إلى سلطنة القعيطي، ثم تحولت إلى محافظة رقم 5 في عهد الاشتراكية، وهذا العلم الذي يتم رفعه هو علم الشيوعية، الذي سحل الحضارم تحت رايته، ويمثل تاريخا أسود لأبناء حضرموت، لكن بتصرّف غير أخلاقي، هناك من يجر أبناء حضرموت مجددا إلى العودة".

وأشار إلى أن "أبناء حضرموت واضحون وضوح الشمس، فإما أن يكون هناك يمن اتحادي يسوده الأمن والإخاء، فإذا كان اليمن كله إقليم فحضرموت إقليم، وإذا كان اليمن إقليمين، فحضرموت إقليم ثالث مستقل، وإذا كان خمسة أقاليم، فحضرموت إقليم سادس، وإذا فرض على اليمنيين الانفصال بأن تكون هناك دولة في الشمال وعاصمتها صنعاء ودولة في الجنوب وعاصمتها عدن، فستكون هناك دولة في الشرق وعاصمتها المكلا" 

وأوضح أن "اليمن خرجت بتوافقات ومرجعيات ثلاث، محلية، وإقليمية، ودولية، ممثلة بالمبادرة الخليجية، ومؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن، وارتضى بها جميع اليمنيين في مشاورات الرياض، وخرجوا تحت هذه المظلة". 

وذكر أن "المرجعيات الثلاث، تحث على وحدة واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، بينما الانتقالي اليوم يراوغ لأنه يعلم بأنه لن يكون هناك انفصال ولا دولة جنوبية".

وقال: "عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي، يريد أن يفرض سيطرته وهيمنته كما فرضتها مليشيا الحوثي على الدولة اليمنية، وكان قد هدد الحضارم عبر قناة أبو ظبي الرسمية، وتم إيقاف تلك الحلقة بشكل كامل من السعودية، وأعطيت تعليمات للزبيدي بأن حضرموت خط أحمر".

واعتبر أن "بحسب القانون الدولي، الجمهورية اليمنية قائمة، وإن تمسكت مليشيا الحوثي الانقلابية، وسيطرت على الدولة اليمنية"، مشيرا إلى أن "في ظل بقاء الجمهورية اليمنية لن تحدث هناك دولة جنوبية، ولن تحدث هناك دولة حضرموت".

وأوضح أنه "لا يحق لحضرموت أن تعلن دولة حضرمية لها كامل سيادتها إلا إذا انهارت الجمهورية اليمنية وانفصل الشمال عن الجنوب، ونحن ندعو الانتقالي إلى أن يعجل لنا في إعلان دولته الجنوبية، وسيكون في هذه الحالة انهارت الجمهورية اليمنية، وحضرموت ستعلن دولتها، وستكون هناك ثلاث دول وليدة في المنطقة".

- مشروع دولة اتحادية جنوبية

من جهته، يقول المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في لندن، صالح النود: "بالنسبة لنا في المجلس الانتقالي الجنوبي مشروعنا واضح، وهو مشروع دولة اتحادية جنوبية مستقلة عن الشمال تعطي كل محافظة أو إقليم أو ولاية حقها في حكم ذاتها، ولها كامل الصلاحيات على المستوى السياسي والاقتصادي" 

ؤاضاف: "للأسف، لم يعد هناك إمكانية للبقاء على الوحدة مع الشمال بسبب سيطرة مليشيا الحوثي، وتخلي كافة القوى الشمالية عن الشمال، لذا فنحن نتحدث عن دولة اتحادية جنوبية مستقلة".

وأشار إلى أن "حضرموت هي مع الدولة الجنوبية، وهناك مجموعة هي من خرجت بمظاهرات تطالب بالاستقلال، وجهة النظر هذه مرحّب بها من قِبل المجلس الانتقالي، لأن هذا الأمر يثري النقاش الحالي ويحدد ملامح، ويعطي الانتقالي معلومات تساعده في تشكيل الرؤية مع بقية الأطراف".

وتابع: "لو نظرنا إلى الجانب الكمي، فهناك أضعاف من خرجوا في أكثر من فعالية في مدن كثيرة بحضرموت تؤيد دولة الجنوب الاتحادية، لذلك نحن في المجلس الانتقالي نثق بمشروعنا العادل، وأن حضرموت مع الدولة الاتحادية الجنوبية".

وقال: "نحن صريحون بأننا نسعى لتحرير جميع المحافظات الجنوبية من القوى التابعة للمنظومة السابقة التي لا تريد للجنوب أن يتجه نحو الاستقلال، وأي قوة تقف ضد مشروع الجنوب هي مجرد أدوات، وأي صراع معها فهو صراع مع إرادة شعب الجنوب" 

وأضاف: "تواجد المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، في الوقت الحالي، عليها علامة استفهام كبيرة، في الوقت الذي يحتاجها الجميع لأن تكون في قلب مأرب". 

وتابع: "نحن ندرك بأن حزب الإصلاح، ومعه بعض الأطراف في حضرموت، يسعون لأن تكون حضرموت داخل اليمن الاتحادي، ونحن نستغرب بأن يكون هناك حضرمي ويتحدث بأن تعود حضرموت تحت مظلة مليشيا الحوثي".

ويرى أن "حضرموت إذا ذهبت لأن تكون دولة، ستذهب نحو مشاكل كبيرة، كون فيها الكثير من التباينات حتى داخل المجتمع الحضرمي نفسه، والمجلس الانتقالي يريد أن يتجاوز هذه المرحلة ويطرح الطرح الذي سيقبل به  أبناء حضرموت".

- حق تقرير المصير

من جهته، يقول أمين عام مرجعية قبائل حضرموت، جمعان سعيد: "مرجعية قبائل حضرموت هي مكون حضرمي أصيل يعكس رغبات أبناء حضرموت، ومطالبهم السياسية والاجتماعية، وعندما خرج أبناء حضرموت يرفعون علم دولتهم، ويطالبون بحقهم في العودة للاستقلال، فما كان له إلا أن يؤيد هذه المطالب باعتبارها مطالب أبناء الشارع الحضرمي، الذي خرج دون دعوى أو تمويل أو إيعاز من أي جهة". 

وأضاف: "نحن مع مطالب الشارع الحضرمي، وعلى الجميع أن يصغوا جيدا إلى هذه المطالب، ويحاولوا معالجة القضايا الحقوقية من الآن فيما يخص مشاركة حضرموت في الحكومة الحالية خلال فترة المرحلة الانتقالية، بما فيها مخرجات الحوار الوطني".

وأشار إلى أن "من يتهم الإصلاح بالوقوف خلف مطالب أبناء حضرموت هو نفسه شريك الإصلاح في مجلس القيادة الرئاسي، وفي الحكومة، أما حضرموت لم تجد الإصلاح إلا  في اتهاماتهم، عندما طالب الحضارم بحقهم في الاستقلال، وهذه إسطوانة مشروخة قد انتهت وتكرارها ممل".

وقال: "من الأفضل للانتقالي أن يصغي للمطالب التي أسسها هو، فما المانع من أن يرفع أبناء حضرموت هويتهم التي تم وأدها في عام 1967، كما هو من حق اليمن الجنوبي أن يرفعوا هويتهم التي ذهبوا اختياريا في إنهائها عام 1990م، فإذا سمح له بأن يعود إلى حدود ما قبل 90، ما المانع بأن تعود حضرموت إلى ما قبل 67؟".

وأكد أن "أبناء حضرموت إما مع دولة اتحادية جامعة تحت راية الجمهورية اليمنية، على أن يكون إقليم حضرموت إقليما مستقلا، وإما أن تكون حضرموت دولة مستقلة، ولسنا مع خلاف لا مع الشمال ولا مع الجنوب".

تقارير

مأرب.. فتيات مهاجرات عالقات تحت نيران الحرب والاستغلال والجوع

تعيش الفتيات الأفريقيات المهاجرات في اليمن ظروفًا إنسانية قاسية بين مقصلة الاستغلال والتعذيب من جهة، وبين معاناة الجوع والحرب والبرد من جهة أخرى. فقد وجدن أنفسهن عالقات بين صعوبات منعت عودتهن إلى ديار فررن منها بسبب الحروب

تقارير

ضحايا بلا حماية.. هل استخدم الحوثيون المهاجرين الأفارقة كدروع بشرية في صعدة؟

يقول وكيل وزارة حقوق الإنسان، نبيل عبد الحفيظ، إن موضوع اللاجئين الأفارقة في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، وحتى الآن، هي عملية متدفقة ومستمرة، ولم تتوقف، ولم يحدث في تاريخ اليمن، أن تم احتجاز هؤلاء وكان أقصى ما يتم أن يكون هناك مخيمات لهم تحت إشراف الحكومة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة.

تقارير

الفرصة الأخيرة.. هل تمتلك الشرعية القدرة على إدارة معركة اليمنيين عسكريًا وسياسيًا؟

الضربات الأمريكية ضد ميليشيا الحوثي تفتح باب التساؤل من جديد حول خيارات الحرب والسلام في اليمن، فبينما تبدو العمليات العسكرية في ظاهرها ردعًا للحوثيين، يدرك اليمنيون أن المعركة تُخاض وفق مصالح خارجية، لا ترتبط بمشروع وطني، ومصالحهم فيها غير مرعية، ودماؤهم فيها غير ذات قيمة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.