تقارير

طقوس العيد عند طائفة البهرة؟

10/05/2022, 11:13:48
المصدر : قناة بلقيس - خاص - كريم حسن

تبدو طقوس عيد الفطر المبارك، التي تؤدّيها طائفة "البُهرة"، مختلفة عن بقية المكوّنات الاجتماعية المحيطة بها.

 يبرز الاختلاف في التفاصيل الدّينية، حيث صلاة العيد لديهم أربع ركعات، دون أن تُلقى عليهم الخُطبة الخاصة بالمناسبة، بعكس الآخرين الذين يؤدون ركعتين صلاة العِيد، ويستمعون لخطبته.
يكتنف الغموض كثيرا من تفاصيل طقوسهم، وعادةً ما يستبقون الآخرين بإحياء مناسبة عِيد الفطر بيومٍ واحد على أقل تقدير، وهو أمر محاط بالسريّة التامة، يتكتمون عليه من الشيوع داخل محيطهم الاجتماعي، كونهم أقلية دينية، تخشى تعرّضها للمضايقات من قِبل السلطات، أو من الجماعات الدِّينية الأخرى.

الحاج "علي ياقوت" -أحد أبناء الطائفة- لم ينفِ ما يشاع حول أدائهم بعض الطقوس في العِيد.
يقول لموقع "بلقيس": "نصلي العِيد في مساجدنا الخاصة بنا، ما أحد من الآخرين يصلي معنا، ونحن ما نسير مساجدهم، نزور أقاربنا وأرحامنا في العِيد".
برغم اختلاف بعض طقوس العِيد لدى طائفة "البُهرة" إلا أن بعضاً من أتباعها يتظاهرون بقليل من مراسيم الابتهاج والفرحة في حضرة العِيد، كقيامهم بزيارة الأقارب والأهالي، وارتداء ملابس جديدة، وكذا شراء حلويات العيد، طبقاً لحديث "ياقوت"، الذي أدلى به لموقع "بلقيس". يتميّز أبناء طائفة البهرة عن غيرهم من الجماعات الأخرى بوجود علاقات ترابط متينة، وأواصر إخاء قوية، تنحصر فيما بينهم بشكلٍ خاص.

ـ حساسية عالية

أبدى عدد من اتباع الطائفة تحفظهم الشديد على أي حديث حول كيفية إحيائهم مراسيم العيد، دون ذِكر أسباب الامتناع، والتزموا الصمت حيال الموضوع.
"أمين مجود" -من أبناء الطائفة- يقول لموقع "بلقيس": "لم أستطيع إفادتكم بشيء عما تريدون".

يلتزم "البُهرة" بصيام شهر رمضان، ويدفعون الزكاة ويحجون، ويؤدون الصلوات المفروضة باستثناء صلاة الجمعة، التي لا تقام بمساجدهم، وللإسلام سبعة أركان في معتقدهم، بزيادة ركنين عن سائر الطوائف الدينية الأخرى.

تبدو حساسيتهم مفرطة تجاه خوضهم في أي نقاش حول تباين طقوس العِيد أو بعض المعتقدات لديهم.
 يقول "أمجد العراسي" لموقع "بلقيس": "نخاف أن تستهدفنا الجماعات المتطرّفة".

ـ مُغلقة

تعتبر طائفة البهرة جماعة مُغلقة حول نفسها، غير منفتحة على الجماعات الأخرى، رغبةً منها في عدم نشر ما تعتنقه من المعتقدات الدينية، حيث لم يسبق لها أن قامت بأي محاولة تذكر لعملية استقطاب أخرين لها طيلة فترة تواجدها، لكنها تفرض شروطاً صارمة وشديدة التعقيد لمن يرغب بالدخول معها، والتسليم بمعتقداتها، وممارسة مختلف طقوسها وأنشطتها الدينية.
بسبب الانغلاق نالت من سمعة الطائفة كثير من الشائعات السيئة، الأمر الذي دحضه بالنفي عدد من أتباع طائفة البهرة، بقولهم لموقع "بلقيس": "كل ما يشاع حولنا من اختلاط وغيره تشويه للسمعة، غير صحيح، ولا أساس له أبداً".  

 ـ من هم؟

يوصف "البهرة" بأنهم أحد فروع الطائفة الإسماعيلية "المستعلية"، نسبة إلى الإمام المستعلي، أو "طيبية" نسبة الى ابنه "الطيب"، إذ ينحدرون إلى سلالة الحسين بن علي بن أبي طالب، وهم من الأقليات الشيعية، التي تعيش حياة اجتماعية منغلقة ذات طقوس غامضة.
تركوا السياسة واشتغلوا بالتجارة، حيث ساعدتهم في الوصول إلى الهند، والاختلاط بـ "الهندوس"، بحسب "الموسوعة الميسّرة في المذاهب والأديان".
يقدر عددهم في اليمن بحوالي "25" ألف شخص، يعيش معظمهم في مديرية حراز منطقة "الحطيب" غرب العاصمة، وكذلك في منطقة "همدان" التابعة لمحافظة صنعاء، بينما يتوزّع الباقون في محافظات الحديدة، عدن، إب.

"الطيّب الحامدي" -أحد أبناء الطائفة- يقول لموقع "بلقيس": "تربطنا علاقات احترام ودية مع أبناء الطوائف الأخرى، لا نهتم بالمجال السياسي، نعمل في التجارة وندعم الاقتصاد والتنمية، نقدّم العون للآخرين".
يعتبر أتباع الطائفة حديثي عهد بانفتاحهم على العمل في بعض المجالات، مذ اتحيت لهم فرصة التسهيلات في حرية العبادة والتجارة، قبل نحو "3" عقود، كونهم تعرّضوا للقمع والتنكيل في فترات سابقة، تحديداً إبان حكم الأئمة الزيدية في شمال الوطن.

مؤخرا، شهدت مختلف أنشطتهم ازدهاراً لافتاً، جعلهم يسهمون في تقديم بعض الخدمات المجتمعية التنموية.
"حمزة مكرم" -أحد أتباع الطائفة- يقول لموقع "بلقيس": "أبناء طائفة البهرة ساهموا عام 2015م بحملة تنظيف شوارع العاصمة، تكفلوا بدفع أجور العمال، وسيارات القمامة، لمدة عام، خوفاً من تفشي الأمراض، بسبب تكدس القمامة في الشوارع والأحياء".

تقارير

هل نحن أمام إعادة تدوير خرائط الاستعمار البريطاني بهندسة إماراتية؟

بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، تشكيل 'مجلس شيوخ الجنوب العربي'، تعود ذاكرة جنوب البلاد إلى خرائط الاستعمار، في حدث وحديث يُذكِّر ببيان 'السلطان الفضلي' حول الحدود مع 'سلطنة يافع السفلى'، الذي جاء كانعكاس مباشر للمناخ السياسي للانتقالي بعد عقود من تجاوزها في ظل دولة موحّدة.

تقارير

الكهرباء التجارية في عدن.. هل تكون المسمار الأخير لتدمير المنظومة الحكومية؟

أثار دخول خدمة الكهرباء التجارية في عدن جدلاً كبيراً بين أوساط الأهالي في مدينة عدن جنوبي البلاد، الذين يرونها مفتاحاً لإلحاق خدمة الكهرباء الحكومية بقطاع التعليم المتوقّف في مدينة عدن منذ خمسة أشهر تقريباً.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.