تقارير
كيف سيتضرر الحوثيون من الهجمات الأمريكية؟
في الوقت الذي كانت تستعد فيه مليشيا الحوثيين لإشعال معارك واسعة في الداخل لتحقيق مكاسب ميدانية، وتكثف إرسال حشودها العسكرية إلى مختلف الجبهات، وبدأت بالفعل بمناوشات محدودة في جبهات مأرب وغيرها، جاءت الهجمات الأمريكية المكثفة، والمستمرة منذ منتصف مارس الماضي، لتربك حسابات المليشيا، بعد أن عاودت استئناف مزاعمها حول "إسناد قطاع غزة" عقب انهيار الهدنة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي، وتوقف عملية تبادل الأسرى، واستئناف إسرائيل حربها الإبادية ضد سكان قطاع غزة، في ظل لهجة تصعيدية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الحوثيين وإيران.
ورغم أن الحملة العسكرية الأمريكية المستمرة ضد الحوثيين منذ ثلاثة أسابيع لم تضعف قدراتهم العسكرية بشكل ملحوظ حتى الآن، فإن استمرار تدفق الأسلحة الأمريكية إلى المنطقة، وتقديرات المسؤولين الأمريكيين باستمرار الحملة العسكرية لمدة ستة أشهر، مؤشرات توحي بأن الحوثيين سيواجهون حرب استنزاف ستؤثر بشكل تدريجي على قدراتهم العسكرية، وقد بدأت مؤشرات ذلك تظهر فعلا، فوتيرة الهجمات الحوثية على الاحتلال الإسرائيلي تتراجع تدريجيا وإن كان ذلك ببطء، ومعظمها باتت تعتمد على الطائرات المسيرة بدلا من الصواريخ، كما أن هجماتهم في البحر الأحمر باتت تقتصر على استهداف القطع الحربية الأمريكية فقط، بحسب زعمهم، في حين يتم تجنب السفن التجارية، بخلاف ما كان عليه الحال سابقا.
- لعبة النملة والفيل
بحسب مسؤولين أمريكيين، فإن الهدف من الهجمات على مواقع الحوثيين هو ردعهم وإجبارهم على وقف تهديداتهم للملاحة في البحر الأحمر، وليس الإطاحة بحكمهم في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها. لكن مهما كانت كثافة الضربات الأمريكية ضد الحوثيين، فإنها لن تطيح بسلطتهم، لأن ذلك يتطلب تدخلا عسكريا بريا واسع النطاق، ولعل هذا ما يشجع مليشيا الحوثيين على الاستمرار في تهديد الملاحة في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، رغم اعتراضها قبل أن تصل إلى أهدافها، وبما أن ترامب لا يريد القضاء على سلطة الحوثيين، فإن ذلك يشعرهم بأنهم ما يزالون في المنطقة الآمنة مهما كانت حدة الضربات الأمريكية.
وكتعبير مجازي، يمكن وصف المواجهات بين أمريكا والحوثيين بـ"لعبة النملة والفيل"، بدلا من التعبير المجازي الشائع في الأدبيات العسكرية: "لعبة القط والفأر"، الذي يشير إلى تبادل الأدوار بين المهاجم والمدافع في سلسلة من الحركات التكتيكية. أما في "لعبة النملة والفيل"، فيبرز التفوق العسكري والتقني الهائل لأمريكا (الفيل)، مقابل بساطة الإمكانيات وضعف التسليح لدى مليشيا الحوثيين (النملة). ورغم هذا التفاوت، فإن النملة، بصغر حجمها وقدرتها على التسلل والتخفي، تستطيع إزعاج الفيل وإرباكه، إذ يشعر بلسعتها دون أن يتمكن من رؤيتها ليوجه لها الضربة القاضية.
لا شك أن المواجهات بين الطرفين غير متكافئة، فأمريكا أقوى دولة في العالم وتكاد هيمنتها تشمل جميع القارات وتهابها جميع القوى الكبرى في العالم، بينما الحوثيون كيان محدود من حيث العدد والعتاد، ويفتقرون إلى مقومات الدولة والجيش النظامي، ولا يملكون أصولا أو بنية تحتية عسكرية ضخمة من شأن قصفها أن يُضعف قدراتهم بشكل دائم وإجبارهم على رفع راية الاستسلام، كما أنهم طوروا أساليب تمويه وإخفاء معقدة لأسلحتهم، مما جعل "بنك الأهداف" محدودا ويصعب استنزافه بسرعة.
ولذلك فإن واشنطن حتى وإن قررت توسيع حملتها العسكرية ضد الحوثيين، ستجد نفسها أمام فراغ في "بنك الأهداف"، فلا معسكرات دائمة، ولا مصانع سلاح متقدمة، ولا منظومات ثابتة يمكن استهدافها. فكل ما لدى الحوثيين من أسلحة نوعية يستخدمونها لتهديد الملاحة في البحر الأحمر أو استهداف الاحتلال الإسرائيلي، هي كميات محدودة يمكن الاستمرار في نقلها وإخفائها في أماكن متفرقة، لأنها لو كانت بكميات كبيرة، كما لدى الجيوش النظامية، سيكون من الصعب الاستمرار في نقلها وإخفائها أو حفر أنفاق في مناطق نائية تتسع لها جميعا.
وبالتالي فإن بساطة الإمكانيات العسكرية للحوثيين وسرعة نقلها وإخفائها تجعل واشنطن أمام نوع غير تقليدي من الحروب، لا يشبه حروب الجيوش النظامية، ولا ينطبق عليه تماما وصف "حرب العصابات"، أي أنها أمام عدو غير مرئي، أو مجرد شبح، هيكله القيادي واسع ومتشعب وقليل الأهمية (أي أن جميع القيادات الحوثية ليست بأهمية زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، واغتيالها لن يؤثر على تماسك الجماعة)، ولا تملك المليشيا قدرات عسكرية تدميرية كبيرة، ولكن كميات محدودة من الأسلحة المخزنة في أماكن متفرقة موزعة في مساحات واسعة تتخللها تضاريس معقدة، وهي أسلحة تمكنها فقط من الاستعراض والإيذاء وتسجيل حضور إعلامي، دون القدرة على إلحاق أضرار ملموسة بالخصم، أو التأثير النوعي في الصراعات أو في موازين القوى، باستثناء القدرة على تهديد السفن التجارية أو حتى إغلاق مضيق باب المندب تماما، وهذه مهمة بإمكان عصابات تتكون من عشرات القراصنة لإنجازها.
هذه التعقيدات الميدانية ستجعل تأثير الهجمات الأمريكية على الحوثيين بطيئا للغاية، وسيتطلب الأمر عدة أشهر من الرصد والاستطلاع والمتابعة الدقيقة لتحركات بعض القيادات الحوثية ولحركة نقل الأسلحة أو تحديد مصادر إطلاقها، مما يرفع كلفة الهجمات ويطيل أمدها، لكن هذا لن يمنع واشنطن من الاستمرار في شن ضربات جوية ضد الحوثيين قبل إجبارهم على الاستسلام ووقف تهديداتهم للملاحة في البحر الأحمر أو تهديد حلفاء واشنطن في المنطقة.
وفي المقابل، سيواصل الحوثيون تحديهم للولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، ليس من منطلق القوة، بل لأنهم يرون أن مثل هذه المواجهات قليلة التكلفة بالنسبة لهم، مقارنة بما يمكن أن يجنوه من مكاسب دعائية وسياسية، فوضعهم البنيوي يتحول في الخطاب إلى بطولة، بمعنى أنهم يتوارون خلف ضعفهم أمام أكبر قوة عسكرية في العالم، لكن ذلك يصورهم أمام أتباعهم، وربما بعض خصومهم، بأنهم أقوياء، ويواجهون أبرز القوى الإقليمية والدولية.
وهذا النوع من المواجهات العسكرية يعزز نشوة الشعور بالقوة لدى الحوثيين، لأنها تعطيهم حجما أكبر من حجمهم الحقيقي، ويعتقدون أن ذلك سيمنحهم شرعية محلية وإقليمية عبر تقديمهم كطرف إقليمي مناهض للاحتلال الإسرائيلي وللهيمنة الأمريكية، وسيزيد شعبيتهم في الداخل، وتوظيف تلك الشعبية في الصراع المحلي من خلال الاستمرار في عملية الحشد والتجنيد والتعبئة القتالية والطائفية، بذريعة مواجهة أمريكا وإسرائيل.
- مأزق كبير وتصعيد مدروس
تحرص مليشيا الحوثيين على أن تكون هجماتها ضد الاحتلال الإسرائيلي أو على القطع العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر غير مركزة وبلا تأثير يذكر، حتى لا يكون رد الفعل عليها عنيفا، تجنبا لسيناريوهات غير مرغوبة، لكن الحملة العسكرية الأمريكية التي دشنها دونالد ترامب ضد الحوثيين توحي بأن الأمور وصلت إلى مرحلة لم تعد تقبل فيها واشنطن بسياسة عض الأصابع، وأن التصعيد الرمزي لمليشيا الحوثيين لم يعد يُنظر إليه كتحرك تضامني محدود، بل كجزء من تهديد إستراتيجي يهدد مصالحها في المنطقة، ويمنح إيران ورقة ضغط إضافية في صراع النفوذ الإقليمي.
وفي ضوء ذلك، باتت الضربات الأمريكية ضد الحوثيين أكثر انتظاما واستهدافا لمواقع نوعية، في محاولة جادة لتقليص قدرات الحوثيين العسكرية، وردعهم عن الاستمرار في هذه العمليات الرمزية التي باتت، من وجهة نظر واشنطن، تمهيدا لتكتيكات قد تكون أكثر جرأة مستقبلا، غير أن مليشيا الحوثيين، التي تجيد اللعب على حافة الهاوية، لا تزال تراهن على هامش المناورة المتاح لها في ظل توازنات إقليمية معقدة، إذ توظف خطاب "نصرة فلسطين" لتبرير هجماتها، دون أن تتورط في مواجهة شاملة قد تُفقدها مكاسبها في الداخل اليمني أو تعيد ترتيب أولويات خصومها المحليين.
لكن ما قد لا يدركه الحوثيون حاليا هو أن استمرار الضربات الأمريكية، ولو بوتيرة متقطعة، سيراكم خسائرهم على المدى المتوسط والبعيد إلى مستويات لا يتوقعونها حاليا، لاعتقادهم بأنهم قادرون على امتصاص أثر تلك الضربات، نظرا لاكتسابهم مناعة ضد الغارات الجوية منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، وذلك لعدم إدراكهم بأن التكتيك الأمريكي، وفق المؤشرات الأولية، لا يقوم فقط على الردع اللحظي، بل على إستراتيجية إنهاك وتآكل بطيء لقدرات الحوثيين، سواء فيما يتعلق باستهداف مخازن الأسلحة ومنظومات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، أو استهداف القيادات وتجمعات المقاتلين.
من المبكر إجراء تقييم دقيق لحجم الخسائر التي تتكبدها المليشيا الحوثية حاليا أو التي ستتكبدها مستقبلا، لأن ذلك مرهون بمدى استمرارية الهجمات الأمريكية ونوعيتها، فبعض الضربات تطال مواقع جديدة ونائية، بعيدا عن خارطة الأهداف التقليدية التي سبق أن تكرر قصفها منذ مارس 2015، مما يشير إلى فعالية استخباراتية متقدمة، ويُظهر أن بنك الأهداف الأمريكي في طور التوسع، وهو ما يقلق الحوثيين، ويجعلهم في موقف حرج للغاية، فالمواجهة تستلزم عقد اجتماعات للقيادات وإخراج أسلحة من بعض المخابئ لاستخدامها في شن هجمات، لكن المراقبة الدقيقة ستجعل كل ذلك عرضة لخطر القصف.
أما الضربات الأمريكية التي تُنفذ ضد مواقع عسكرية تقليدية سبق أن استُهدِفت مرارا، أو تلك التي تصيب مدنيين، فإنها لا تحقق لواشنطن أي مردود عسكري حقيقي، بل تمنح مليشيا الحوثيين فرصة لإعادة تدوير خطاب المظلومية، واستغلال مشاهد الضحايا في تعزيز شعبيتها وحشد مزيد من المقاتلين إلى جبهات الداخل، في سياق الحرص على عدم تضرر التوازنات الداخلية جراء الضربات الأمريكية.
لكن ماذا لو استمر التصعيد من جانب الحوثيين، واكتشفت واشنطن بعد أسابيع أن هجماتها لم تؤثر على قدراتهم العسكرية بشكل حاسم؟ من المتوقع في هذه الحالة أن تلجأ واشنطن إلى تنفيذ عملية عسكرية برية بالتنسيق مع السعودية ودولة الإمارات والحكومة اليمنية الشرعية، وتزويد الجيش اليمني والتشكيلات الأخرى بأسلحة حديثة، والإطباق على مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين من جميع المحاور، وفي هذه الحالة فقط يمكن الإطاحة بسلطة الحوثيين والقضاء عليهم، أما الضربات الجوية لوحدها، فحتى وإن أضعفتهم عسكريا، لكنها لن توقف تهديداتهم للملاحة في البحر الأحمر ولدول الجوار، فضلا عن استمرار خطرهم في الداخل، والذي لن يزول إلا بزوالهم.
- الحوثيون وإنكار الخسائر
رغم التصريحات الأمريكية بشأن خسائر الحوثيين العسكرية، والزعم بقتل قيادات، لكن الحوثيين لم ينفوا تلك المزاعم أو يثبتوها، ويتكتمون تماما على خسائرهم، باستثناء الحديث عن أعداد الضحايا المدنيين.
وتكشف ردود أفعال الحوثيين إزاء الضربات الأمريكية عن مزيج من الإنكار الإعلامي، والتكيف العسكري، والاستغلال السياسي، فالمليشيا تحرص على التقليل من حجم الخسائر التي تتكبدها، متبنية خطاب "الصمود والتصدي"، ومعتبرة الضربات "عدوان أمريكي" يبرر لها استمرار ما تصفه بـ"المعركة المقدسة" في مواجهة الهيمنة الغربية.
لكن خلف هذا الخطاب التعبوي، تظهر مؤشرات على أن المليشيا بدأت تعيد تموضع قواتها، وتخفض من وتيرة هجماتها البحرية أو الهجمات ضد إسرائيل، وتتخذ إجراءات أمنية مشددة داخل المناطق الحساسة، وتكثف من عمليات اعتقال مواطنين أبرياء بتهمة التخابر أو التجسس لصالح أمريكا وإسرائيل، خصوصا في المناطق السكنية التي تتعرض فيها منازل قيادات حوثية للضربات الأمريكية، ما يعني أنها تتعامل بجدية مع التهديدات، حتى وإن أنكرت ذلك إعلاميا، كما تعمد إلى استخدام تكتيك "الضربات الرمزية" لإبقاء جذوة التصعيد مشتعلة، دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة تستنزفها سريعا في توقيت غير مناسب.
- كيف ستتأثر موازين القوى في اليمن؟
رغم أن الضربات الأمريكية موجهة بشكل أساسي لردع الحوثيين في البحر الأحمر، فإن تداعياتها الأوسع سوف تؤثر في التوازنات المحلية في اليمن، خصوصا إذا استمرت مدة زمنية طويلة وكانت فعالة وأوصلت الحوثيين إلى حافة الانهيار.
ذلك أنه في حال تم إضعاف الحوثيين عسكريا، حتى وإن كان بشكل تدريجي، يعني بالضرورة خلق فرص لخصومهم المحليين، سواء الحكومة الشرعية أو التشكيلات العسكرية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، لإعادة تموضعهم في الخارطة الميدانية، أو التقدم صوب العاصمة صنعاء والإطاحة بسلطة الحوثيين الانقلابية، خصوصا إذا بدأ الإنهاك يظهر على بنية المليشيا القتالية وقدرتها على السيطرة الميدانية.
غير أن العقبة الكبرى أمام أي تحرك فاعل لخصوم الحوثيين تبقى مرتبطة بالموقف السعودي، الذي ما يزال يتسم بالتحفظ والتردد، إن لم نقل العجز، في التعامل مع لحظة التحول، ذلك أن السعودية، المنغمسة في ترتيبات إقليمية أكثر هدوءا وتنقصها الرؤية الإستراتيجية، تواصل دعمها للسلطة اليمنية الشرعية، لكنها تكبلها بشروط سياسية وتحالفات هشة فتبدو فاقدة للمبادرة، مما يجعل خصوم الحوثيين في الداخل غير قادرين على استثمار لحظة الضعف والوهن التي تلوح في أفق المليشيا الحوثية.
ومع ذلك، فإن المشهد اليمني ليس جامدا تماما في ظل حالة الغليان الشعبي من القبضة الأمنية للحوثيين وفساد السلطة الشرعية وعجز السعودية، فأي تحولات أو متغيرات كبيرة قد تدفع باتجاهين متناقضين: إما ظهور مقاومة شعبية أو قوى يمنية صاعدة لا تنتظر الضوء الأخضر من أحد، وتتجاوز الهيمنة السعودية، وتفرض واقعا جديدا على الأرض، وتتسبب بانشقاقات داخل بنية السلطة الشرعية أو تشكل تحالفات عسكرية غير تقليدية، وبالتالي إجبار السعودية على الانخراط القسري في معركة الحسم.
وفي الاتجاه الآخر، قد تتطور الأمور نحو اندفاع السعودية نفسها في موجة تصعيد جديدة إذا تبين لها أن مسار الصراع على وشك الحسم والخروج من بين يديها، في حال وصلت تقديراتها إلى أن الحوثيين باتوا في حالة ضعف تجعل كلفة الإطاحة بسلطتهم منخفضة وغير دموية.
أخيرا، صحيح أن الهجمات الأمريكية قد لا تحسم الحرب، لكنها ستهز التوازنات الهشة في اليمن، وقد تكون الشرارة التي تعيد ترتيب أوراق الحرب، وتحريك الملف اليمني بعد جمود طويل.
وإذا لم تتحرك القوى المحلية والإقليمية المعنية لاستثمار لحظة التحول وعدم إهدارها كما هو معتاد في فرص سابقة، فإنها قد تفوّت فرصة نادرة لإعادة التوازن الإقليمي في واحدة من أكثر الجبهات تعقيدا في المنطقة.