تقارير

لحج.. نساء يزاحمن الرجال بحثا عن لقمة العيش

09/04/2022, 13:55:44
المصدر : قناة بلقيس - محيي الدين الشوتري

دفعت الظروف المعيشية الصعبة، وعدم وجود عائل، علياء سالم كرد -في الخمسينات من عمرها- إلى بيع الخبز عصر كل يوم رمضاني في الشارع الرئيس الواقع في قلب مدينة الحوطة المركز الإداري لمحافظة لحج.

تتخذ المواطنة "كرد" من مهنة بيع الخبز والكدر اللحجي مهنة ومصدرا أساسيا للعيش، حيث لا تملك أي دخل آخر غير 13 ألف ريال إعانة من الضمان الاجتماعي، تُصرف بشكل لا يكفي -كما تقول- لشراء نصف كيس دقيق، في ظل الوضع الذي خلّفته الحرب.

في ساعات الظهيرة  الأولى، تبدأ "كرد" عملية تجهيز الخبز، من خلال جمع مادة القمح والدخن وخلطها مع الماء والخميرة، وبعد عجنها تترك لمدة ساعة مُحكمة، يتم بعدها إشعال النار في التنور الطيني، ويتم تقطيع الكدر على هيئة كرات صغيرة، ثم يتم خبز العجينة في التنور، لتترك من 10 - 15 دقيقة، يتم إخراجها بعد ذلك، وتجهيزها استعدادا لنقلها إلى السوق.

- توفير العلاج

تصف "كرد" العمل بالشاق، غير أن الحالة المعيشية وعدم سؤال الناس هما من دفعاها إلى ذلك، وعدم وجود عائل لها، حيث تعاني من الضغط والسكر، وتحتاج باستمرار إلى بعض المال لشراء العلاج، الأمر الذي اضطرها إلى العمل.
فإعانة الضمان الاجتماعي غير منتظمة، وهو ما فرض عليها بيع الخبز في السوق.

تقول علياء كرد إنها تصنع كل يوم 100 - 120 حبة كدر، ثم تنقلها إلى السوق، في الشارع الرئيس بالحوطة، لبيعها.

وهذه الكمية تارة تبيعها كاملة، وتارة تعود بنصفها، وتقوم بتوزيعها على المحتاجين، أو مقايضة صاحب الحطب، الذي تقوم بالتعامل معه لشراء الحطب، لإعطائه بعضها لأغنامه، مقابل الحصول عليه، حيث تقوم كل يوم بتخصيص 2000 ريال لشراء الحطب.

لا يحقق العمل أي مكسب أو ربح لعلياء كرد في ظل الظروف الحالية غير ما يسهم معها في توفير بعض الاحتياجات لشراء ما تحتاجه.

فالسعر الخيالي للدقيق والقمح يجعلها -في بعض الأيام- تستدين من التاجر، لإنجاز عملها اليومي.

للظرف ذاته، تواجه الأرملة أم أروى الحياة بكفاح من أجل الكسب، للعيش والبقاء، من خلال بيع اللحوح والكدر، لكن تجد في بنتها (12 عاما) سندا، حيث تقوم بعملية البيع.

كسبت أم أروى مهنة بيع اللحوح من أمها منذ أكثر من ثلاثة عقود، قبل أن تصير مهنة عيش لها ولبناتها الثلاث اللائي يساعدنها يوميا -منذ الظهيرة- في تجهيز اللحوح، لتقوم البنت الصغيرة ببيعها في سوق الحوطة.

- لهيب الأسعار

لا يشغل أم أروى الإيراد اليومي، الذي تعود به بنتها الصغيرة، (10 - 15 ألف ريال)، فهو يمكن تعويضه في أي لحظة كما تقول، لكن عدم ثبات الأسعار، وانعدام غاز الطبخ المنزلي، يسبب لها متاعب يومية، فالإيراد اليومي الذي تكسبه من بيع اللحوح لا يكفي لتغطية الاحتياجات من الشراء، كون الأسعار تتغير خلال ساعة.

تقول أم أروى إن الناس يحرصون على شراء اللحوح والكدر في الحوطة كوجبات شعبية، تقدّم خلال الفطور، في ظل أزمات الغاز، وهو ما يجعلها تحافظ على هذا البيع، حتى في غير رمضان، لكي تعيش.

تقارير

ما مكاسب الحوثيين المحتملة وخسائرهم من الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

لم تكتفِ ميليشيا الحوثي بما أحدثته من دمار نتيجة حربها على اليمنيين، وانقلابها على السلطة الشرعية، وإدخالها البلاد في حرب داخلية مدمرة ومعقدة، بل جرّت اليمن إلى المعتركات الإقليمية، وأصبح البلد يدفع فواتير صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل، مما تبقّى له من هامش للحياة.

تقارير

في لحظة اشتعال إقليمي.. لماذا تبدو الشرعية اليمنية وكأنها خارج السياق؟

في مطلع الشهر الجاري، عاد رئيس الوزراء سالم بن بريك برفقة، رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، من الرياض إلى العاصمة المؤقتة عدن، بوعود بتخفيف معاناة الناس، لكن اليوم عدن تغلي بالغضب، نساء يخرجن إلى الشوارع للمطالبة بأبسط مقومات الحياة، لا كهرباء لا مياه والعملة المحلية تواصل الانهيار، وأمام هذا الانهيار، فإن الحكومة التي حضرت بلا أدوات ولا خطة، تغيب عن مواجهة التزاماتها الحقيقية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.