تقارير

ما مدى تأثير القمة العربية - الإسلامية على المشهد الإقليمي والإسلامي؟

13/11/2024, 07:37:12

انعقدت القمة العربية - الإسلامية في الرياض، وسط أحداث كبيرة تعيشها منطقتنا العربية، فالواقع العربي لم يستطع تغيير مجريات الأحداث منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر من العام الماضي، بل إن الأحداث توسعت نحو لبنان، وقد تتوسع أكثر نحو سوريا، بالإضافة إلى ما يعيشه الشرق الأوسط من مخاوف اندلاع حرب إقليمية كبرى، خصوصا مع التصعيد الإيراني - الإسرائيلي المتبادل.

وتعليقا على هذه القمة ومخرجاتها، قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد: "إن القرارات العربية -للأسف الشديد- لا يوجد لها أي صيغة للتنفيذ". وهنا يبرز تساؤل مُهم: ألم يكن من الأجدر لبعض الدول العربية المطبِّعة مع إسرائيل أن تعلن -على الأقل- وقف تطبيعها احتراما لهذا الدم الفلسطيني الذي ينسكب يوميا في مدينة غزة؟

وربما تأتي هذه القمة في محاولة لسباق وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد ثلاثة أشهر، الذي يبدو أنه يقود تغييرا في الشرق الأوسط، غير مفهوم معالمه.

ماذا يريد ترامب؟ وهل سيمكّن إسرائيل من فعل ما لم يمكنها حليفها السابق جو بايدن؟

فبالنظر إلى التحديات، التي تواجه تنفيذ مخرجات القمة العربية - الإسلامية، خصوصا غياب الموقف العربي الإسلامي، وركونه على تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن، يظل السؤال مفتوحا حول مدى تأثيرها على المشهد الإقليمي والإسلامي؟

- أزمة بنيوية في المنطقة

يقول الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور معاذ العمودي: "القمة العربية - الإسلامية هي قمة متأخرة جاءت بعد عام وشهرين من الحرب بهذه الضراوة، وبهذه الشراسة على المنطقة، خصوصا وأنه لا أحد يختلف على أن الاحتلال الإسرائيلي هو عدو واضح، وليس كما الأزمات التي حصلت لربما في سوريا وفي بعض المناطق".

وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي عدو واضح تماما؛ ويدخل إلى المنطقة بمدخل أمريكي، مدخل النفوذ والسيطرة، وكذلك أيضا على مستوى الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة وفي لبنان".

وتابع: "كان لا بُد، ومن المفترض، أن تكون هذه القمة منذ البداية، وتخرج بقرارات واضحة لإيقاف هذه الحرب وليس بعدما تأخرت، وأحدثت إبادة جماعية، ثم بعد ذلك سعى الاحتلال، ومن خلفه أمريكا، لفرض إملاءات على المنطقة بأنه يجب إنهاء حالة المقاومة الفلسطينية مقابل مشاريع معيّنة في المنطقة".

وأوضح: "هذه المخرجات، التي خرجت، أو الظروف التي جاءت بها هذه القمة، هي ظروف متأخرة على المستوى العربي وعلى المستوى الإسلامي، وتعكس بالضرورة أن هناك أزمة بنيوية في فواعل ما فوق الدولة، في المنطقة، وتحديدا فيما يتعلق بجامعة الدول العربية، أو فيما يتعلق بمجلس التعاون الخليجي، وكذلك الاتحاد الإفريقي، والاتحاد المغاربي".

وأردف: "كل أشكال ما فوق الدولة، أو فواعل ما فوق الدولة، في المنطقة العربية ما تزال معطلة، وفي نهاية المطاف هي في الأساس في ظل اختلاف الرؤى السياسية للدول كدولة وطنية، أو الدول المركزية، قادرة على تدارك أو إيقاف أزمات المنطقة، التي لم تتوقف منذ الثورة التونسية حتى الآن".

وزاد: "كل الأزمات في المنطقة إلى الآن لم تتوقف، إنما سُكِّنت وتركت للأمم المتحدة بعض القرارات، التي لم تطبّق الجهود التي يتم المماطلة فيها لعدم الوصول إلى حل، خصوصا في ظل تعدد هذه الأزمات؛ بداية من ليبيا، وما تعانيه من مشاكل قبل حرب غزة، ثم بعد ذلك مصر والنيل وسد النهضة، واليمن وأزمة الحوثي، ثم بعد ذلك سوريا التي لم تتوقف أزمتها، ولبنان والوضع الداخلي وغياب المؤسسات التشريعية والتنفيذية الواضحة في
الدولة".

- مخرجات مألوفة

يقول الكاتب السياسي مضر الأسعد: "مضامين البيانات النهائية للقضايا أو المؤتمرات، أو الندوات السياسية العربية أو الإسلامية، لم تخرج عن المألوف، منذ عشرات السنين، وهي واحدة، ولكن تتكرر في كل مؤتمر أو ندوة أو اجتماع".

وأضاف: "اليوم نحن أمام قضية مركزية على المستوى العربي والإسلامي، وهي القضية الفلسطينية، وهناك قضايا مهمة جدا في المنطقة؛ منها ما يجري في اليمن، والسودان، وليبيا، وسوريا ولبنان، وهي قضايا كان يجب أن تكون هي المحور الأساسي لكل المناقشات والاجتماعات في الندوات والمؤتمرات العربية والإسلامية".

وتابع: "هناك مثل عربي يقول أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، فالقمة جاءت متأخرة، لكن لا شك أن الأهداف المرجوة منها كثيرة، أولا إعادة صياغة الأسس العربية بعد غياب طويل، وبعد ضعف الدور المصري، وبعد غياب الجامعة العربية".

وأردف: "كان يجب أن يكون هناك تحرك عربي موسع إضافة إلى كيفية الوصول إلى وقف الحرب على غزة وعلى لبنان، الأمر الآخر يتعلق بالتكاتف بين الدول العربية والدول الإسلامية؛ للخروج من النفق الذي تمر به المنطقة، إذا كان عربيا أو إذا كان إسلاميا".

وزاد: "الأهم من كل هذه الأمور، يمكن أن المملكة العربية السعودية أرادت أن تعطي نوعا من التفاؤل والأمل على أن الحكومات العربية والإسلامية موجودة، ويمكن لها أن تحقق ما تصبو إليه حتى وإن كان الشارع العربي أو الشارع الإسلامي قليلا".

وقال: "وجود نظام الأسد ووجود إيران في القمة العربية - الإسلامية أضعف القمة على الأقل شعبيا ودوليا؛ لأن المشكلة الحقيقية لما يجري في فلسطين، وما يجري في لبنان، هي إيران، رغم أن العدو الإسرائيلي لم يقصّر في عملية حرب الإبادة على الشعب اللبناني، وعلى الشعب الفلسطيني".

- غياب الملف اليمني

يقول الكاتب والباحث في مركز واشنطن للدراسات اليمنية، سيف المثنى: "غياب الملف اليمني من القمة العربية، التي دعت إليها السعودية، كان واجبا، لعدة أسباب، أولا: أن السعودية لا تريد أن تستعدي الحوثيين والتطرق إلى ما يقوم به الحوثي في البحر الأحمر من استهداف للسفن وتعطيل الملاحة الدولية".

وأضاف: "حضور الملف اليمني في القمة يعني أن السعودية قد تستعدي الحوثي، وتستدعي أيضا قصفها، أو عودة المناوشات، وهي لا تريد الخوض في هذا الجدل، أو الذهاب نحو هذا المنحنى، ولهذا اكتفت بتصريحات العليمي؛ كونه الرئيس الشرعي للمجلس الرئاسي، وأغفلت هذا الجانب".

وتابع: "غياب القضية اليمنية في القمة هو أيضا رسالة للولايات المتحدة بأن مهمة حماية الملاحة الدولية والبحر الأحمر مناط بأمريكا، التي هي أقوى قوة في العالم، وهي الدولة العظمى، ومهمتها حماية الملاحة الدولية، وأن ما يحدث هو مرتبط بغزّة، ولهذا أغفل الجانب اليمني في الحديث؛ سواء عن الأزمة اليمنية، أو حتى عن ما يدور في البحر الأحمر".

وأردف: "باعتقادي أنها خطوة جيدة وذكية من قِبل السعودية، أنها أغفلت الجانب اليمني، وحرصت على أن تستفز الحوثيين، وأن تبقي على هذه الشعرة، وهذه الهدنة الموجودة".

تقارير

العملة اليمنية تواصل الانهيار والحكومة تائهة بين العجز والتآمر

تتهاوى العملة الوطنية، ومعها تغيب الحلول الحكومية، وكأن الحكومة فقدت البوصلة، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد، اليوم، وفي مشهد صادم للشارع، 2500 ريال للبيع، فيما قفزت قيمة الريال السعودي الواحد مقابل الريال اليمني، إلى 657 للبيع وهي أدنى قيمة للعملة الوطنية في تاريخها.

تقارير

اقتصاد اليمن يترنح.. الريال يفقد قيمته في ظل عقوبات متصاعدة وجولة حرب منتظرة

يتواصل الانهيار الاقتصادي في اليمن مع تفاقم الأزمات المتداخلة والمركبة والعقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على النظام المالي في اليمن، الأمر الذي انعكس على كل مناحي الحياة واستقرار الأوضاع في اليمن بالتوازي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومن ثم تفاقم المعاناة المعيشية للسكان.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.