منوعات
وجدي.. قصة معاق يتحدّى الإعاقة في محافظة شبوة
لم تقف الإعاقة الحركية، التي يعاني منها وجدي عاتق (48 عاما) من سكان بلدة المصنيعة في مديرية الصعيد بمحافظة شبو، عائقا أمامه في تحدي ظروف إصابته وتأسيس ورشة خاصة بإصلاح الدراجات النارية في قريته.
يقول وجدي عاتق لموقع "بلقيس" إن فكرة افتتاح ورشة خاصة له جاءت بعد مخاض عسير من التجارب في عملية إصلاح الدراجات في قريته، من التدريب في إصلاح العطل من خلال تفكيك قطع السياكل بجميع أنواعها وتركيبها، حيث بدأ مشواره في هذه المهنة من خلال تحويل دراجة نارية ذات عجلتين إلى ثلاث عجلات، وذلك للتنقّل اليومي من البيت إلى العمل، لاسيما وأنه معاق حركيا.
- شحة إمكانيات
وأضاف عاتق: "كنت أفكر دائما في الابتكارات، وجاء فكرة نجحت فيها في تحويل سيكل من عجلتين إلى دراجة من ثلاث عجلات، لتأتي بعدها فكرة افتتاح ورشة سياكل ميكانيكي عقب الدراسة وإكمال الثانوية العامة، ثم أخذ دورة في صيانة الراديو والتلفزيون في عدن لمدة ثلاثة أشهر".
واعتمد عاتق على الاقتراض من صديق له من أجل افتتاح الورشة، لكن أدوات الصيانة في الورشة عند افتتاحها لم تكن متوفّرة، فقام بتوفير بعضها لاحقا، لكنّها لاتزال تفتقد إلى الكثير من أدوات الصيانة حسب كلامه، متمنيا تطوير مشروعه ليكون بشكل أكبر بما يسهم في الإنفاق على أسرته في ظل ظروف إعاقته الحركية.
وتمنّى وجدي عاتق أن يتغلّب على شحة الإمكانات، التي تمكّنه من تعدد المهن داخل ورشته، وأن يجد المعاقون في شبوة اهتماما كبيرا تمكّنهم من صناعة واقعهم، وتحدّي الظروف الصعبة التي يواجهونها من خلال توجيه السلطة المحلية والمنظمات الداعمة كامل الدعم لهذه الفئة، لإبراز مواهبهم وقدراتهم الذاتية.
ويبلغ عدد المعاقين في اليمن ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف شخص، في وقت اتسعت فيه دائرة الحرب، وفاقمت من معاناة هذه الفئة.
يشير الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين إلى أن 13 ألف معاق من الموظفين الحكوميين لم يحصلوا على مرتّباتهم، بالإضافة إلى حرمان 150 ألف معاق من الضمان الاجتماعي، فيما يعيش 17 ألف معاق وضعا صعبا في مخيمات النزوح.
وبحسب صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في اليمن، فإن الحرب تسببت بإعاقة ما يربو عن 7 آلاف حالة إعاقة، بينهم نساء وأطفال، شملت إعاقتهم بتر الأطراف، لكن ثمة 100 ألف مُعاق خلال الحرب الأخيرة في اليمن، جراء القصف أو الالغام، وفق الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين.
- معاقون جراء الحرب
يقول شاكر بارحمة -مدير صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في شبوة- لموقع "بلقيس": "لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المعاقين في محافظة شبوة، جراء ترامي أطراف المحافظة، وتعدد تضاريسها، ناهيك عن صعوبة تحديد رقم جديد في ظل تنامي حالات الإعاقة، سواء جراء الحرب أو نتيجة حالات التشوّه، جراء الولادة غير الطبيعية، وتأخّر إسعاف النساء، الأمر الذي ينتج عنه حالات تشوّه من حيث الشلل الدماغي أو الشلل الكامل، حيث تقدر ب700 طفل في مديريات المحافظة".
وأشار بارحمة إلى أن مكتبه يبذل جهدا كبيرا في سبيل انتزاع حقوق المعاقين، وإشراكهم في الحياة المجتمعية، وفق القانون اليمني، الذي كفل لهم الحق في القرار والوظيفة والمشاركة، بالرغم من شحة الإمكانيات والدعم، التي يعاني منها مكتبه.
ولفت أن الحرب والألغام تسببت إعاقة 180 شخصا، سواء إعاقة كاملة من خلال بتر القدمين، أو جزئية من خلال بتر إحدى القدمين، حيث استطاع مكتبه مساعدة 100 معاق في تركيب أطراف صناعية، بما يزيد عن 50% من إجمالي عدد المعاقين بسبب الحرب، فيما الثمانون الآخرون اتجهوا إلى المحافظات بشكل فردي أو جماعي إلى مدينة سيئون، حيث تم تركيب أطراف أخرى لهم هناك، بدعم من مركز الملك سلمان، فيما تولّى المكتب تحمّل النقل وتوفير السكن لهم في مدينة سيئون بوادي حضرموت.