مقالات

أفيون الشعوب !

19/12/2022, 05:58:01

أكتب هذه السطور قبل عدة ساعات من اندلاع أكبر معركة كروية بين فرنسا والأرجنتين ، لنيل تحفة كاس العالم التي تزن أكثر من ستة كيلوجرام ، بما تُقدّر قيمتها بنحو 18 مليون يورو .

لا أدري من سيفوز ، ولا يهمني . ولا من سيخسر ، ولا يعنيني .

فمنذ أن تصاعدت وتيرة كاس العالم في قطر منذ أسابيع ، وأنا نائم ملء جفوني عن شواردها ، لا أدري من فاز اليوم ولا من سيخسر غداً ، الى أن تقلّصت الفرق الى ثمانية ، حينها فقط صحوت . وقد صدمتني المفاجأة حين أكتشفت عدم تأهُّل أيطاليا ، وكانت الاجابة قاسية بأن الخُبرة لم يشتركوا من الأساس !

في هذي المعمعة كلها : البرازيل عندي مثل موزمبيق ، وانجلترا مثل هونولولو ، والانجرتين مثل السنبلاوين .. كلهم في الهمِّ فول مدمس . لا أعرف التحمُّس - ناهيك عن التعصُّب - في كرة القدم . ولا أجيد التشجيع حتى . أشاهد مبارأة حاسمة وعالمية ، وجميع من حولي يصطرعون كالثيران الأسبانية ، فيما أنا أشاهدها ببرود شديد ، وكأنّني أستمتع برقصة على ايقاع الفالس بأنغام " ليالي الأُنس في فيينا " !

بعد هنيهات ، ستكسب فرقة وتنكسر أخرى ، ويهلل جمهور ويولول آخر ، ويتنطط جمال حسن وعبدالقادر سعد ، ويتزبط صدام أبو عاصم ويعيط راغب القرشي ، ويستشيط زكريا الكمالي ( حلوة يستشيط هذي ) .. طُز بعارهم كلهم ، لا يهم ، المهم أن وميض شاكر وتوكل كرمان ما يقرحش لهم عِرق ، حرام ، مابهنش سخى ، معهن جهال زي الورد .

ورحمتك يا اِلهي . حتى ياسين سعيد نعمان وحسين الوادعي ومروان الغفوري ، تركوا الفكر والأدب والفن والفلسفة والسياسة والميثافيزيقا ، وراحوا يُنظّرون في مسائل كرة القدم ومجاهلها ، ولا محمد لطيف والمستكاوي في أيام مجدهم !

زماااان ، في عدن - وهذا آخر عهدي بالكرة - كنا ما نَسْلَم من هيجان الحارات والقارات والغازات ، اذا ما تقابل فريقا شمسان والتلال . أما يوم أن يكسب الوحدة الدوري ، يا ساتر استر ، تعُم الغوبة في البلاد كلها ، وحبيب عبدالرب سروري يصقع عشرين قصيدة ، وأيامها كان يكتب شعراً حلمنتيشياً مش روايات ، وحمزة هبّ الريح - الله يرحمه حياً كان أو ميتاً - يندع تسع قصص من حجم دفاتر أبو ثمانين ورقة .

انما اليوم صارت الكرة أفيوناً بحق وحقيق . كلها ماااال ومؤامرات وفسااااد ومافيوز . روائح عطنة تفوووح من ردهات الفيفا والاتحادات القارية ، وحتى الاتحادات المحلية ، بل وادارات الأندية . وأحاديث الرشاوى تسد عين الشمس .. آخرها عن منح تنظيم دورة كاس العالم الأخيرة .. والله يعلم أين تكمن الحقيقة في هكذا موضوع !

باختصار : كرة القدم صارت تجري تحت الطاولة الخضراء وليس في المستطيل الأخضر . وآخرها ما أخبرتني به عاتكة أُمّ البخور عن أسرار اللقاء السريّ السار بين ليو ميسي وتركي آل الشيخ ، وما أسفر عنه من نتيجة " تاريخية " في مبارأة الفريقين الحبيبين !

الله يرحم أيام زمان ، لما كان اللاعب يذهب الى المبارأة أو الى التدريب وجيبه بالكاد يحمل نص شلن ثمن تذكرة الباص المجري أو التاتا الهندي ، مش تاكسي حتى ، والله يعلم اذا كان قد تغدّى يومها أم أنه أكتفى بفول الفطور !

ولا أنسى أن أُحيّي الأشقاء المغاربة الذين رفعوا القدم العربية ، أما الرأس العربية فلم تعد تُرفع منذ زمن طوووويل جداً ، لا بالكرة ولا بالكرّ .. فكله فرّ في فرّ !

مقالات

اليمنيون في الشتات.. أسئلة ومتاهات (4-4)

كلما ذهبت إلى بلدٍ يقصده اليمنيون؛ إمَّا هرباً من جحيم الحرب في بلادهم، أو للحصول على التطبيب الذي يفقدونه في وطنهم، تتسع أمام ناظري حدود المأساة التي يكابدها اليوم اليمن، والممتدة منذ نحو عشر سنوات.

مقالات

السلام مع ذيل الكلب!

منذ سنوات طويلة، ونحن نقرأ أو نسمع عن السلام في اليمن، وعن تسوية سياسية، وعن حوار عبثي، وعن رحلات مكوكية، بين العواصم التي تخوض معاركها على الأرض اليمنية، والضحايا هم اليمنيون فقط.

مقالات

عن الأحكام التي تسبق الجريمة

أظن أن النفس البشرية، حتى في أشد حالات نزوعها نحو الشر والجريمة، تبحث في الغالب عن مبررات لأفعالها، ومنها تلك الأحكام الذاتية التي يطلقها الإنسان على غيره، قبل أن يرتكب في حقهم جرما معينا، وهذه الأحكام غالباً لا تمت للقيم الإنسانية بصِلة

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.