مقالات
العلم الحديث والتصوف .. رؤية كلية لوحدة الوجود
" أنا مفتون بوحدة الوجود عند سبينوزا. ومعجب أكثر بمساهماته في الفكر الحديث. إن سبينوزا أعظم الفلاسفة المعاصرين، لأنه أول فيلسوف يتعامل مع الروح والجسد باعتبارهما شيئاً واحداً، وليس شيئين منفصلين."
-ألبرت آينشتاين
شاع في وسائل التواصل نوع جديد من رافعي شعار " العِلم " في جدالات وسجالات تقول شيئا واحدا ، بوضوح ، وسط ضجيجها : أن التعصب والتجهيل له وجه آخر يلبس رداء " العِلم "
هل العلم ينفي كل شيء خارج التجربة العلمية والمنهج العلمي في التفكير ؟ بالأحرى ؛ ماهو مفهوم العلم ، وهل هو ثابت لا يتغير أم أنه مر بتطورات غيرت من نظرتنا للعالم وللعلم نفسه ؟
غيرت الاكتشافات العلمية منظورنا للحياة بشكل كلي في المئة عام الأخيرة ، وتحديدا منذ الاكتشافات المذهلة في الفيزياء الحديثة ، وتحديدا نظريتي النسبية والكم.
سأعرض في هذه المقالة لكتاب عالم فيزياء الطاقة العليا فريتجوف كابرا : " التصوف والفيزياء الحديثة " ، الذي يستكشف التماثلات بين الفيزياء الحديثة والصوفية الشرقية.
يعرض فريتجوف كابرا منظورا ًجديداً للعلم يذهب باتجاه التأكيد على أن التطور في الفيزياء الحديثة والعلوم الطبيعية عموماً ، يعيدنا إلى رؤية فلسفية أكثر شمولية، تتلاقى مع الحكمة الشرقية القديمة.
هذا الإتجاه تنامى وأتسع بعد صدور كتاب كابرا أواخر القرن الماضي ، وغدى اليوم اتجاها عالمياً يجمع بي العلوم الطبيعية والتصوف والحكمة القديمة في منظور فلسفي وجودي متسق ومتكامل.
لماذا أخترت هذا الكتاب ، وما علاقته بشيوع نوع من السجال يرفع شعار العلم في وجه كل نقاش يبحث في رؤية للحياة تستند إلى التأمل والإستبصار والحدس والتجربة الشعورية ؟
سبب ذلك أن هذا الكتاب يقارن بين النظرة الكلاسيكية للعلم، التي تعاملت مع العالم كآلة تتكون من أجزاء منفصلة، وبين النظرة الكمّية التي ترى الكون كوحدة متكاملة ، وتلتقي في رؤيتها العلمية مع فلسفات قديمة ومدارس صوفية وكتابات في الفلسفة والأدب ، وإجمالاً تلتقي مع حقول تقع نظرياً خارج إطار العلم القائم على التجريب والإثبات العلمي.
كتاب فريتحوف كابرا ، العالم في فيزياء الطاقة العليا ، يدرس في ثلاثمائة صفحة التشابهات بين الفيزياء الحديثة " النظريتين النسبية والكمومية " والتصوف الشرقي.
-ماهي الصوفية التي يقارنها فربتجوف كابرا بالفيزياء الحديثة ؟
ربما احتاج إلى التنويه إبتداءا ان هذا الكتاب يختلف عن كتابات رثة لرجال دين يعادون العلم ويطلقون ألسنتهم بجهالة في كلام مرسل يضع الأديان في تناقض مع العلم ، ويسعى إلى تحقيره والقول ان النصوص الدينية سبقت الاكتشافات العلمية الحديثة.
هذا الكتاب ، ورؤيته لفلسفة العلم مختلف عن السياق أعلاه. هو لا ينطلق من تناقض العلم مع الرؤى الروحانية والاتجاهات الصوفية ، بل يسعى إلى العودة إلى رؤية كلية يتكامل فيها العلم مع الرؤى الروحانية الصوفية القديمة من خلال البحث في التشابهات بينهما.
لنصغي لعالم فيزياء الطاقة العليا فريتجوف كابرا :
" عندما أشير إلى " الصوفية الشرقية " فأنا أعني الفلسفات الدينية للهندوسية والبوذية والطاوبة وإبن عربي. ومع أن تلك الفلسفات تشمل عدداً ضخماً من الثقافات الروحية المتواشجة والأنظمة الفلسفية ، فإن السمات الأساسية لنظرتها إلى العالم هي ذاتها . هذه النظرة ليست محصورة في الشرق ، بل يمكن أن نجدها إلى هذه الدرجة أو تلك في كل الفلسفات ذات الاتجاه الصوفي .
لذلك يمكن التعبير بشكل أعم أن موضوع هذا الكتاب أو أن أطروحته هي أن الفيزياء الحديثة تقودنا إلى نظرة للعالم مشابهة جداً لنظرات الصوفيين في كل العصور وفي كل التقاليد . والتقاليد الصوفية متجلية في كل الأديان ويمكن العثور على العناصر الصوفية في كثير من مدارس الفلسفة الغربية "
الفلسفات الصوفية التي ذكرها تزامن حضورها مع ازدهار اليابان والصين. حتى ان ذلك حفزه للربط بين المساهمات الكبيرة لعلماء اليابان في الاكتشافات العلمية الحديثة ، والتطور المذهل للصين ، والجذور الثقافية الفلسفية في البوذية والطارئة.
الكتاب بعنوان الفيزياء الحديثة والتصوف ، وكلا المجالين يبحثان عن سر الكون والوجود وكلاهما لا يمكن التعبير عنهما وفق الكلام العادي والإطارات النظرية للفيزياء العادية ، كلاهما يصل الى حالة يقول عنها الصوفيين ؛ ما لا ينقال ؟ وأوجه الدراسة التي قام به متخصص في الفيزياء لا متطفل عليه تتناول التشابهات في نظرة مجالين يظهرا للناس كانهما متناقضان بينما هما يصلان الى نفس النتائج في نظرتهما للمادة والكون. الفيزياء الحديثة تصل عبر التجربة العلمية المعقدة بواسطة الأطر النظرية والتجارب العملية ، والمتصوفون الأوائل وصلوا الى نفس النتائج بواسطة التأمل والتخلي والتحلي والتجلي والاتحاد بالحركة الدائبة للكون الذي سمته الأساسية والجوهرية هي التغير الدائم والحركة والتدفق دونما ثبات او انقطاع.
فريتحوف كايرا مؤلف كبير جمع بين التخصص العلمي في الفيزياء الحديثة ، وثقافة واسعة ملمة بالاتجاهات الصوفية في الشرق الأقصى ، ولم يكتب مؤلفه هذا لإثبات تصورات جامدة مسبقة بقدر ما كتب بصرامة ذهن الفيزيائي الذي يعرض اخر ما توصلت إليه الفيزياء حول " وحدة الوجود " التي تقول بان كل شيء يرتبط مع كل شيء ولا يمكن فهم اي جزء فيه دون النظر لترابطه مع الكون بمجمله ، وان لا وجود لكتلة ثابتة نهائياً وكل مافي الوجود عبارة عن طاقة ولا يمكن إدراك اي مادة بمعزل عن حركتها ونشاطها. ويعرض المؤلف لنفس الأفكار المتشابهة مع الفيزياء الحديثة في كتب الصوفيين من الصين والهند إلى إبن عربي ومجمل التصوف الشرقي الذي نظر للوجود والكون نظرة روحية وليس نظرة ميكانيكية جافة ومادية كالنظرة التي ترسخت في الغرب.
يقول المؤلف في مقدمة كتابه : " سوف نرى في هذا الكتاب كيف أن أساسَيْ الفيزياء في القرن العشرين - نظرية الكم ونظرية النسبية _ أجبرتانا أن نرى العالم رؤية قريبة جداً من رؤية الهندوسية أو البوذية أو الطاوية له ، وكيف أن هذا التشابه يتقوى عندما ننظر إلى المحاولات الحديثة لجمع هاتين النظريتين بغية وصف ظواهر عالم مادون الميكروسكوبي : خصائص الجسيمات دون الذرية وتفاعلاتها ، وهي التي منها تصنع كل مادة .
-التصوف والفيزياء الحديثة: التقاطعات بين الروح والعلم
الكتاب يقع في 18 فصلاً ، وهو خلاصة لدراسة المؤلف في الحقلين الفيزيائي والصوفي. سأكتفي هنا بعرض عناوين سريعة للأفكار الواردة فيه.
يسعى الكتاب إلى إثبات أن التصورات التي توصل إليها العلم الحديث حول طبيعة الكون تتلاقى مع الرؤى العميقة التي طرحها الصوفيون منذ قرون.
يبدأ كابرا كتابه بتوضيح كيف أن الفيزياء الحديثة، خاصة ميكانيكا الكم والنسبية، قد غيرت فهمنا التقليدي للكون. فبدلاً من أن يكون الكون كياناً جامداً تحكمه قوانين حتمية، أصبح يُنظر إليه على أنه شبكة مترابطة من العلاقات الديناميكية، حيث لا يمكن فصل الأجسام عن بعضها البعض، بل هي جزء من نسيج كوني موحد.
هذه النظرة تتوافق مع الفلسفات الصوفية الشرقية، التي ترى أن الكون وحدة واحدة متكاملة، وأن الفصل بين الأشياء مجرد وهم ناتج عن الإدراك المحدود للإنسان. في التصوف الهندي، مثلاً، نجد مفهوم “مايا” الذي يشير إلى الوهم الذي يجعل الإنسان يعتقد أن العالم مكون من أشياء منفصلة، بينما الحقيقة الأعمق هي الوحدة الكونية.
يركز كابرا على التحولات التي أحدثتها ميكانيكا الكم، خاصة فيما يتعلق بثنائية المراقب والموضوع. في الفيزياء التقليدية، كان يُعتقد أن العالم الخارجي مستقل عن المراقب، ولكن التجارب الكمّية، مثل تجربة الشِق المزدوج، أثبتت أن سلوك الجسيمات يمكن أن يتغير بناءً على عملية الرصد نفسها.
هذا الاكتشاف يعكس ما يؤكده التصوف الشرقي، حيث يتم رفض فكرة وجود “ذات” منفصلة عن “الآخر”. في البوذية، مثلاً، نجد مفهوم “اللاذات” الذي يؤكد أن الحدود بين الذات والعالم مجرد وهم. كذلك، في التصوف الإسلامي، هناك تأكيد على أن الوجود واحد، وأن العارف يصل إلى مرحلة يدرك فيها أن ذاته ليست منفصلة عن الحق المطلق.
في النسبية العامة، قدم أينشتاين تصوراً جديداً للزمن، حيث لم يعد يُنظر إليه على أنه خط مستقيم بل كبُعد رابع يمكن أن يتمدد أو ينكمش. في ميكانيكا الكم، هناك أيضًا إشكالات حول الزمن، حيث يبدو أن الجسيمات الكمّية يمكن أن تكون في حالات متعددة في آن واحد، ما يتحدى التصورات التقليدية عن الزمن الخطي.
رؤية الفيزياء الحديثة تتضمن هذه الحقيقة عن عدم خطية الزمن وان لا وجود لماصٍ وحاضر ومستقبل ، وترى ان الزمن دفقة واحدة لا انقطاع ولا انفصال فيها. فلسفة هنري برغسون تنبني على هذه الرؤية وتعرض لها في كتابه الشهير " التطور الخلاق "
هذه الرؤية تتشابه مع الفلسفات الشرقية، التي تنظر إلى الزمن بوصفه دائرة أو وهماً يجب تجاوزه. في الطاوية، على سبيل المثال، يتم التأكيد على أن التجربة الحقيقية للحياة تحدث في اللحظة الحالية، دون التقيد بالماضي أو المستقبل.
أحد الجوانب الأساسية التي يناقشها كابرا هو العلاقة بين العقل والواقع. الفيزياء الحديثة، خاصة من خلال بعض تفسيرات ميكانيكا الكم، تشير إلى أن الوعي قد يكون له دور في تحديد طبيعة الواقع. هذا يتلاقى مع تقاليد التصوف التي ترى أن الإدراك الداخلي يؤثر على ماهية العالم الخارجي.
في الفكر البوذي، نجد مفهوم “الوعي الكوني” الذي يشير إلى أن الواقع ليس مجرد مادة صلبة، بل هو نتاج تفاعل بين الإدراك والوجود. كذلك، في الفلسفة الهندوسية، يتم التأكيد على أن العالم الظاهري ليس سوى انعكاس لوعي أعمق.
في القسم الأخير من الكتاب، يدعو كابرا إلى رؤية جديدة تجمع بين العلم والتصوف، مؤكداً أن الاكتشافات العلمية لا ينبغي أن تكون في صراع مع الحكمة الروحية، بل يمكن أن تكون وسيلة لفهم أعمق للكون. يرى المؤلف أن الإنسان يحتاج إلى تجاوز النظرة الميكانيكية البحتة للواقع، والاقتراب من رؤية أكثر شمولية تربط بين العقلانية الغربية والحكمة الشرقية.
-نحو فهم جديد للوجود
يمثل كتاب التصوف والفيزياء الحديثة محاولة جريئة لردم الفجوة بين العلم والروحانية ممثلة بالاتجاهات الصوفية ، مقدماً طرحاً يقترح أن الاكتشافات الحديثة في الفيزياء لا تتناقض مع موروث فلسفات التصوف، بل تؤكدها بطرق جديدة. عبر المقارنات الدقيقة بين الفيزياء الكمية والتقاليد الصوفية، يدعو كابرا إلى رؤية أكثر شمولاً للوجود، حيث يتكامل العلم مع الحكمة القديمة في فهم طبيعة الواقع والوعي.
ينوه فريتجوف كابرا في كتابه إلى أن الإعتناء المتعاظم بالبيئة في الغرب والاهتمام المتنامي بالصوفية، واليقظة النسائية المتنامية ، وإعادة اكتشاف الخطوات الكلية للصحة والشفاء كلها تجليات للاتجاه التطوري ذاته . إنها جميعها تعارض التأكيد المفرط للاتجاهات والقيم العقلية. وهكذا فإن وعي الانسجام العميق بين النظرة العالمية للفيزياء الحديثة ونظرات الصوفية الشرقية تبدو الآن كجزء متكامل لتحول ثقافي ضخم جداً ، أدى إلى ظهور رؤية جديدة للواقع سوف تحرز تغيراً أساسياً في أفكارنا ومفاهيمنا وقيمنا .
"إن حدوث تلك التغيرات الجارية في نظام قيمنا الذي سوف يؤثر في كثير من علومنا ، قد يبدو مفاجئاً لأولئك الذين يؤمنون بالعلم الموضوعي الخالي من القيم "
وهذا مضمون من أهم مضامين الفيزياء الجديدة. فإسهامات هيزنبرغ " نوبل 1933 " في نظرية الكم، التي ناقشها فريتجوف كابرا بتفصيل مسهب في هذا الكتاب تتضمن بوضوح أن المثل الكلاسيكية للموضوعية العلمية لا يمكن الاحتفاظ بها ، وبذلك تتحدى الفيزياء الحديثة أيضاً أسطورة العلم الخالي من القيم .
في كتابه الثاني " المنعطف " اكتشف كابرا ان الأركان والمضامين المختلفة لهذا التحول الثقافي الذي يدعم التماثلات بين الفيزياء الحديثة والصوفية الشرقية لا تظهر فقط في الفيزياء بل أيضاً في البيولوجيا والعلوم الأحرى. وفي دراسته العلاقات بين الفيزياء وهذه العلوم وجد أن الامتداد الطبيعي لمفاهيم الفيزياء الحديثة إلى الميادين الأخرى مشروط بإطار نظرية الأنظمة. فاكتشاف أنظمة المفاهيم في البيولوجيا والطب والسيكولوجيا والعلوم الاجتماعية التي تحدث عنها في كتابه " المنعطف " أظهر أن مقارنة الأنظمة تدعم التماثلات بين الفيزياء الحديثة والصوفية الشرقية. يضاف إلى ذلك أن الأنظمة الجديدة للبيولوجيا والسيكولوجيا تشير إلى تشابهات أخرى مع الفكر الصوفي الذي يقع خارج نطاق الموضوع الأساسي للفيزياء . وهذه الأمور التي ناقشها كابرا في كتابه الثاني تتضمن بعض الأفكار عن حرية الإرادة والموت والولادة وطبيعة الحياة والعقل والوعي والتطور .
والانسجام العميق بين تلك المفاهيم، كما تجلت في لغة الأنظمة، والأفكار المطابقة في الصوفية الشرقية ، برهان مؤثر لرؤيته التي يلخّصها بالقول أن فلسفة التقاليد الصوفية، المعروفة أيضاً باسم " فلسفة الأبدية " تقدم الأساس الفلسفي المتماسك للنظريات العلمية الحديثة .
-بين معنيين للعلم ، ومعنيين للتصوف
إذا جاز لي القول أنني متصوف ، فعلى الطريقة الموجية الكمومية ، وتصوف إبن عربي وإبن علوان وبوذا ولاوتسيو وتصوف اليابان والصين الذي يرى كابرا أن فلسفاته لها تأثير عميق في النهضة العلمية للبلدين.
الفيزياء الحديثة منذ النظرية الكمومية والتطورات اللاحقة لها ، هي النظير العلمي لفكرة وحدة الوجود عند إبن عربي ومن مشى علي خُطاه من المتصوفين الكبار في الإسلام والأديان والثقافات الأخرى.
البصق في فم الطفل ، الذي ظهر في حضرموت قبل عام ، نموذج لإنحطاط التصوف ، ولا صلة له بفكرة الصوفية التي يقارنها فريتجوف كابرا بالفيزياء الحديثة.
التصوف الذي يتحدث عنه فريتجوف كابرا ، وتناولته في هذا المقال لا صلة له بعبادة الأضرحة والدروشة والمزارات والمتعيشين على هوامش المتصوفين الكبار.
لنصغي معا للفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين ، متحدثاً عن التصوف ، إذ يقول في تجلٍ جميل ورد في كتاب فيليب فرانك عنه بعنوان " أينشتاين: حياته وأوقاته"
"أجمل عاطفة يمكن أن نمر بها هي الصوفي. إنها قوة كل الفن والعلوم الحقيقية. من يكون هذا العاطفة غريباً، الذي لم يعد بإمكانه الاستغراب والوقوف مندهشاً ، فهو ميت. أن نعرف أن ما لا يمكن اختراقه موجود بالفعل، حيث يظهر نفسه كأعلى حكمة وجمال أكثر إشعاعاً، الذي لا يمكن أن تفهمه كلياتنا الباهتة إلا في أكثر أشكالها بدائية - هذه المعرفة، هذا الشعور، هي في بؤرة التدين الحقيقي. بهذا المعنى وبهذا المعنى فقط انتمي الى رتبة رجال الدين المخلصين "