تقارير

الإمارات استهدفت مسؤولين يمنيين ببرنامج تجسس إسرائيلي (بيجاسوس)

07/08/2021, 12:07:28
المصدر : ترجمة خاصة

استخدمت الإمارات العربية المتحدة برنامج تجسس يُعرف باسم "بيجاسوس"، مصنَّع ومرخّص من قِبل شركة "NSO" الإسرائيلية، للتجسس على معظم أعضاء الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، وفقا لمسح نشرته، في الشهر الماضي، 17 منظمة.

وذكر التقرير أن الإمارات استخدمت برنامج التجسس لمراقبة وزراء حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والتجسس عليهم.

وبحسب ما ورد، استهدفت عمليات التنصّت الرئيس اليمني وأفراد عائلته، ورئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر، ووزير الخارجية السابق عبد الملك المخلافي، ووزير الشباب والرياضة الحالي نايف البكري.

كما شملت قائمة أهداف المراقبة: وزير الإعلام معمر الإرياني، ووزير الداخلية الأسبق أحمد الميسري، ووزير الخارجية الأسبق خالد اليماني، ومدير مكتب الرئاسة اليمنية عبد الله العليمي، ووزير النقل الأسبق صالح الجبواني. 

وقال الجبواني، في حديث لوكالة "الأناضول"، إنه "لم يفاجأ" بهذا الكشف لأنه "توقع مثل هذه التصرفات من الإمارات العربية المتحدة".

"الإمارات دولة بوليسية مارقة تمارس جميع أنواع الأعمال غير المشروعة كالتجسس والاغتيالات المنظّمة، وبناء سجون سرية، وتدمير النسيج الاجتماعي، وتقسيم الدول، وكلها تمارس في اليمن من قِبل الإمارات العربية المتحدة"، قال الجبواني، الذي شغل منصب وزير النقل بين ديسمبر 2017 وديسمبر 2020.

تم تسريب برامج التجسس "بيجاسوس" لاستخدامها في محاولات ناجحة لاختراق الهواتف الذكية المملوكة للصحفيين والمسؤولين الحكوميين ونشطاء حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

نفت الإمارات العربية المتحدة مزاعم التجسس، قائلةً، في بيان لوزارة الخارجية، إنها عبارة عن مزاعم.

الإمارات عضو في التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، ضد المتمردين الحوثيين.

شنّ التحالف حملة جوية واسعة النطاق ضد حركة التمرّد المدعومة من إيران في عام 2015، لدحر المكاسب العسكرية للحوثيين في اليمن.

غزا المتمرّدون الحوثيون المتحالفون مع إيران معظم أنحاء اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، في عام 2014، مما أجبر حكومة هادي على الفرار إلى المملكة العربية السعودية.

وأكد الجبواني أنه "علم منذ اليوم الأول"، بعد عودته من المملكة العربية السعودية إلى مدينة عدن الجنوبية للعمل كوزير للنقل في ديسمبر 2017، أنه "تحت المراقبة الإماراتية وغيرها".

وقال الجبواني: "لم أهتم، لأنه لم يكن لديّ أي أسرار أخفيها. كنت أذهب إلى العمل في الصباح دون أن أعرف ما إذا كنت سأعود إلى المنزل أم لا". وأضاف أن إدراج اسمه في قائمة أهداف المراقبة "أمر اعتيادي للإمارات"، إذ يعتبرونه "عدوهم الأول"، بسبب موقفه المناهض لممارسات الإمارات العربية المتحدة في اليمن.

وقال: "منذ اللحظة الأولى لعملي في وزارة النّقل، تحدثت بصراحة وعلانية عن آرائي ضد الإمارات العربية المتحدة. إن التجسس علينا يظهر الطبيعة الشريرة لهذا البلد".

يعتقد مراقبون أن الإمارات بدأت في التجسس على حكومة هادي بعد خلافهم حول تشكيل "المجلس الانتقالي" الجنوبي، المدعوم من الإمارات، في مايو 2017. واندلع الخلاف بعد إقالة هادي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، من منصبه محافظاً لعدن.

وقال عبد السلام محمد، رئيس مركز "أبعاد" للدراسات والبحوث: "الإمارات تتجسس على الجميع في اليمن، بما في ذلك السعودية، والحكومة الشرعية، وقيادات حليفها اليمني (الانتقالي الجنوبي)".

وبما أن الإمارات العربية المتحدة لديها استراتيجيتها الخاصة للسيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن، فإن "التجسس يزوّدهم بالكثير من المعلومات حول خطط الحكومة فيما يتعلق بالقرارات العسكرية والسياسية، الهادفة إلى تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، التي يمكن أن تعرّض مصالح الإمارات للخطر في الجنوب".

على مدى السنوات الست الماضية، اتّبعت الإمارات العربية المتحدة أجندة استراتيجية طموحة في البحر الأحمر، حيث قامت ببناء منشآت عسكرية، وتأمين السيطرة على السواحل الجنوبية لليمن على طول "بحر العرب" في "مضيق باب المندب" وجزيرة سقطرى.

يقول عبد السلام محمد إن أبوظبي "عرقلت خطط الدولة"، الهادفة إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المناطق اليمنية المحررة من المتمرّدين الحوثيين.

لم تعلِّق الحكومة اليمنية بعد على مزاعم التجسس الإماراتي.

ويرى الجبواني، مع ذلك، أن الحكومة "لن تعلِّق على هذا الأمر"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، "يُشارك في برنامج مماثل مع دولتي التحالف بقيادة السعودية"، في إشارة إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وبالمثل، قال عبد السلام إنه "ليس من المستغرب أن الحكومة لم تعلّق على هذه القضية"، لأنها لم تدلِ بتصريحات حول قضايا رئيسية أخرى.

وقال: "الحكومة تعلم أنّ هذه القضية مرتبطة، إلى حدٍ كبير، بعلاقات الإمارات مع السعودية، لذا فهي لا تريد أن يتوقّف داعمها الرئيسي، السعوديون، في المنطقة عن دعهما وتُفضل الصمت".

وقال عبد السلام إنه نتيجة لهذه الأنشطة التجسسية، "من المفترض أن تعلن الحكومة اليمنية انتهاء الوجود الإماراتي في اليمن"، ولكن بسبب "عدم جدواها وانعدام السيادة لا يمكن للحكومة التعليق على هذا الأمر".

 

* ترجمة خاصة عن موقع لامينوت الاخباري الفرنسي

تقارير

كيف أفشل الجيش السوداني الانقلاب المدعوم من الإمارات؟

أعلن الجيش السوداني، يوم أمس الأول، في العشرين من مايو، استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، بما في ذلك العاصمة، وأم درمان، والخرطوم بحري، بعد معارك استمرت لأكثر من عامين مع قوات الدعم السريع المدعومة من الإمارات.

تقارير

هل نحن أمام إعادة تدوير خرائط الاستعمار البريطاني بهندسة إماراتية؟

بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، تشكيل 'مجلس شيوخ الجنوب العربي'، تعود ذاكرة جنوب البلاد إلى خرائط الاستعمار، في حدث وحديث يُذكِّر ببيان 'السلطان الفضلي' حول الحدود مع 'سلطنة يافع السفلى'، الذي جاء كانعكاس مباشر للمناخ السياسي للانتقالي بعد عقود من تجاوزها في ظل دولة موحّدة.

تقارير

الكهرباء التجارية في عدن.. هل تكون المسمار الأخير لتدمير المنظومة الحكومية؟

أثار دخول خدمة الكهرباء التجارية في عدن جدلاً كبيراً بين أوساط الأهالي في مدينة عدن جنوبي البلاد، الذين يرونها مفتاحاً لإلحاق خدمة الكهرباء الحكومية بقطاع التعليم المتوقّف في مدينة عدن منذ خمسة أشهر تقريباً.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.