تقارير
"الصراعات والاغتيالات السياسية" في حلقة جديدة من برنامج "الشاهد"
في حلقة جديدة من برنامج "الشاهد"، يستذكر المفكر والمؤرخ الدكتور سلطان عبد العزيز المعمري الصراعات والاغتيالات السياسية بين رفاق التيار اليساري في جنوب اليمن، ولحظة التقارب التاريخي بين الرئيسين الحمدي وسالمين، وكيف انتهت باغتيال الحلم.
أيضا يستذكر الصراعات الممتدة في جنوب اليمن، والإطاحة بالرؤساء قحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعبدالفتاح إسماعيل وغيرها من المواضيع.
- التقارب بين الرئيس الحمدي وسالمين
يقول المعمري إن "الرئيس إبراهيم الحمدي أرسل ممثلا إلى عدن، واتصل بالرئيس سالم ربيع علي، وتم التنسيق بين الرئيسين، وبدأ التقارب، هذا التقارب أثر إيجابا على علاقة الحمدي بأحزاب اليسار".
وأضاف -في شهادته- أنه "بعد عودة مندوب الحمدي من عدن بدأت مؤشرات طيبة لعلاقة الرئيس الحمدي باليسار، لأنه كان يعلم أن اليسار هو الفاعل المؤثر في الجبهة الوطنية الديمقراطية".
-فكرة إنشاء المؤتمر الشعبي
وأوضح المعمري أنه تم إبلاغهم بعدها بأن هناك لقاء مرتقبا سيدعو له الرئيس، وسيكون في محافظة الحديدة، في الكلية العسكرية الحربية، ستشارك فيه كل الفصائل السياسية والمثقفين والأدباء ومنظمات المجتمع المدني، مشيرا إلى أنه تم تسليمهم دعوات رسمية.
وتابع "وفي هذا اللقاء نشأ تنظيم جديد تحت اسم المؤتمر الشعبي العام، الذي كان فكرة إبراهيم الحمدي، ولم تكن فكرة علي عبدالله صالح، لأنه لم يكن يعرف الحوارات التي كانت تجري بين الحمدي وفصائل اليسار في الجنوب"، مؤكدا أن "الوحيد الذي كان يعلم هو أحمد الغشمي".
ولفت إلى أن أحمد الغشمي هو من أبلغهم بهذا الكلام بعدما اغتالوا إبراهيم الحمدي وأخاه عبدالله.
واستطرد "الغشمي استدعانا كجبهة وطنية إلى منزله، تجمعنا في بيت صالح الأشول ومنه تحركنا إلى بيت الغشمي، تفأجأنا بنزوله من الطابق الثاني، ومعه أحمد الرحومي (ممثل لسكرتارية الجبهة الوطنية)".
- اغتيال الحمدي
يقول المعمري إنهم تلقوا نبأ اغتيال الحمدي بأسف شديد وألم كبير، خاصة وأن هناك كانت مؤشرات تقارب طيبة بين الرئيسين (الحمدي وسالمين) بدأت، وقد كان حدد زيارة للجنوب، بمناسبة عيد الاستقلال 14 أكتوبر 77، وقبل نزوله بثلاثة أيام تمت تصفيته.
وأشار إلى أن الألم الذي حل بالجنوبيين لمقتل الحمدي، تجلى من خلال خطاب عبد الفتاح إسماعيل، موضحا أن هذا الاغتيال قطع خطا كان مبشرا إيجابيا نحو تحقيق الوحدة.
ويلفت إلى أن هذا الاغتيال كان عاملا مهما لانضمام الناصريين إلى الجبهة الوطنية.
وحول الجهة التي تقف وراء تصفية الحمد، أشار المعمري إلى علي عبدالله صالح والمستشار العسكري السعودي "الهديان" والغشمي.
وأوضح أن المشايخ كلهم شاركوا بعملية التصفية، كونهم كانوا على علم واطلاع بتفاصيل الواقعة.
- الصراع بين جبهة التحرير والجبهة القومية
وكشف المعمري الصراعات الممتدة في جنوب الوطن بين رفقاء السلاح (الجبهة الوطنية وجبهة التحرير)، قائلا "ضمن الصراع داخل الجبهة القومية، نشأ تيار أطلقوا عليه التيار اليميني وآخر اليساري".
وزاد "بعدها تم افتعال قصة هروب فيصل عبداللطيف من السجن والحراسة أطلقت عليه النار، ومن ثم تصفية أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية والأمين العام للجبهة القومية الرئيس قحطان محمد الشعبي".
وعن تفجُّر الصراع المسلح بين الجبهة القومية وجبهة التحرير، يكشف المعمري أنه جاء عشية الاستقلال بعد أن أعلنت بريطانيا الانسحاب وتسليم الجنوب للجبهة القومية، مما أثار حفيظة التنظيم الشعبي وجبهة التحرير.
- نائف حواتمة ودوره في إثارة الصراع
وحول كتاب نايف حواتمة (أزمة الثورة اليمنية) وكيف ساهم في تأجيج الصراع بين رفقاء السلاح، يقول المعمري إن التأثير لم يكن بسبب الكتاب، بل كان منذ تشكّلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
ويرجع ذلك إلى التأثير الذي كان يتمتع به حواتمة داخل الجبهة القومية في عدن، وتأثيره القوي على قاداتها، وزياراته لهم في عدن، مشيرا إلى أن تأثيره زاد بعد أن خرج من الفكر القومي إلى الفكر الاشتراكي.
وفي مقابلته نائف حواتمة في بيت مجاهد القهالي، كشف المعمري مدى تأثير حواتمة على قادة الجبهة القومية، ومدى خضوعهم له.. مشيرا إلى كلمة حواتمة التي ألقاها في بيت القهالي، وأوامره وتوجيهاته للقادة الموجودين، وخاصة لصالح مصلح وعلي عنتر.
- اغتيال الرئيس سالمين
يقول المعمري إن محاكمة واغتيال وتصفية سالمين كانت الحدث الثاني المؤلم والكبير والمؤثر للنظام في الجنوب، بسبب بساطة الرجل وقربه من الناس وخاصة في الأرياف، أيضا كان الاغتيال محزنا داخل الجبهة القومية.
ولفت إلى أن اغتيال سالمين جاء على خلفية الصراع بين اليسار المتطرف واليسار التقدمي، وذلك بحسبانه على اليسار المتطرف.
- توحيد الأحزاب اليسارية ونشأة الحزب الاشتراكي
يشير الدكتور المعمري إلى أن الرئيس سالمين كان حادا، وقبل تصفيته كان يتكلم بحذر حول الوحدة بين التنظيمات الجنوبية والتنظيمات اليسارية في الشمال، وذلك في اجتماعات للمجلس الأعلى بقيادة عبد الفتاح إسماعيل.
بعدها تم توحيد التنظيمات المنضوية تحت الجبهة القومية في إطار سياسي موحد سمي "التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية".
وحول نشأة الحزب الاشتراكي اليمني، يبيّن المعمر أنه تم - بعد اغتيال سالمين- توحيد الأحزاب اليسارية في الشمال والجنوب (5 أحزاب من الشمال و3 من الجنوب) في حزب واحد سمي "الحزب الاشتراكي".
- الصراع المناطقي
يلفت الدكتور المعمري إلى أنه، في عام 80م، نشأ خلاف بين أعضاء المكتب السياسي، وكان يتزعمه علي عنتر وصالح مصلح، اللذان طالبا، باعتبار الأول وزير دفاع والثاني وزير داخلية، بإزاحة عبدالفتاح من الحزب وضرورة مغادرته من الجنوب، باعتباره من الشمال.
- لجنة الوساطة
يقول المعمري إنه تم على إثر ذلك تشكيل لجنة وساطة، مشيرا إلى أنها ذهبت إلى أطراف الخلاف في بيوتهم وتم استقبالها، إلا صالح مصلح قاسم، رفض مقابلتها في بيته، وأشار لها إلى أنه مستعد في وزارة الداخلية، وهو ما تم لاحقا.
دخلت الوساطة وزارة الداخلية وقابلت صالح مصلح، وحثته على لم الشمل، لكنه فاجأها بقوله "شلوا صاحبكم، والا سأتفاهم معه بهذا ورفع المسدس"، مشيرا على اللجنة بأن اللقاء انتهى، وأمر سكرتيرته حينها أمل كعدل بفتح الباب لخروج اللجنة.
وبعد خرجت اللجنة تفاجأت بقوات منتشرة، ونقاط في شوار عدن، وكاد الوضع ينفجر، إلا أن عبد الفتاح كان الأحرص، فقدم استقالته، وغار إلى الاتحاد السوفييتي.
- الانتقال من العمل السياسي
يشير المعمري إلى أنه تم تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية من عدة أحزاب.
ويوضح أنه كان من بين هذه الأحزاب من يستبعد الكفاح المسلح، ولهذا رفعت الجبهة لافتة العمل السياسي، واستبعدت العمل المسلح.
ويشير إلى أنه كان لليسار لجنة تنسيق، اجتمعت وأقرّت مقابلة عبدالله عبدالعالم. فذهبت إليه، لعمل شيء يخرج البلد من الوضع الحاصل.
ويوضح أن اللجنة قالت له إنه هو الشخص الذي يحق له أن يتحرك، باعتباره عضو مجلس القيادة، واللجنة كحركة سياسية ستتحرك إلى الشارع لكسب الرأي العام لدعم التحركات التي سيقوم بها، إلا أنه فاجأهم وقرر الانسحاب.