تقارير

سنوات من المد والجزر.. ما طبيعة الصراع بين أمريكا وإيران؟

17/01/2024, 11:52:35

حرب إقليمية بالوكالة، دون أي مواجهة مباشرة، بين الطرفين، هكذا هي مسرحيات الصراع بين إيران والولايات المتحدة، منذ سنوات، لكنها اليوم تدخل معها ضحايا كثر، بينهم شعوب المنطقة العربية، بين مغرر بهم، وقتلى، ومتخاذلين، ومتفرجين بصمت.

فيما يبدو أن حرب السابع من أكتوبر في غزة قد أظهرت طبيعة الشعارات المغناة من المد الإيراني وأتباعه، بأنها لا تستهدف  أحدا سوى المنطقة العربية، أما الاحتلال الإسرائيلي فهو مستمر في مجازره دون هوادة.
معركة مترامية الأطراف في البحر الأحمر، تتباهى مليشيا الحوثي بأنها لنصرة القضية الفلسطينية، لكنها ستجلب مزيدا من الخسائر على اليمنيين، وخرق السيادة اليمنية، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تدخل بمواجهات عسكرية شكلية، مع المليشيا، في وقت لاحق، وهو صراع مفتوح يعقّد الأمور أكثر مما يحلها.

- الصراع الإيراني - الأمريكي

يقول الباحث السياسي، نظير الكندوري: "إن العلاقة بين أمريكا وإيران هي مد وجزر منذ تشكيل النظام الإيراني الحالي، عام 1979م، وكان الحديث طيلة هذه السنوات عن احتمالية الصدام العسكري، وأنه من الممكن تعمد الولايات المتحدة تغيير النظام بضربة عسكرية، ثم جاءت أزمة المشروع النووي".

وأضاف: "الكثير من التكهنات كانت تقول بأن الولايات المتحدة على وشك أن تسقط النظام الإيراني، أو أن تقوم بضربه، لكن حتى الآن، وبعد 44 سنة، لا توجد هناك احتمالية لمثل هكذا ضربة".

وتابع: :النظام الإيراني بوضعه الحالي، وبتصرفاته التي تعتبر مارقة ومثيرة للقلق في المنطقة، ربما تكون تخدم أجندات الولايات المتحدة الأمريكية، في المنطقة، وتخدم الكيان الصهيوني، في إيجاد عدو وهمي لتحقيق أهداف لا يمكن تحقيقها لولا وجود هكذا نظام".

وأردف: "التصعيد العسكري، الذي نحن في صدده، لا أظنه سيتطور إلى مواجهة مباشرة بين أمريكا وإيران، أو بين إسرائيل وإيران، إنما هو مجرد تسخين للساحة وستعود الأمور إلى هدوئها مع بعض المكاسب، التي ستحصل عليها إيران".

- التحامل على إيران

يقول الكاتب والمحلل السياسي الموالي لإيران، فيصل عبدالساتر: "يخرج البعض ليتحدث إلينا بأنه لا شك أن أمريكا فاعلة خير في العالم، وإيران دولة الشر، لذا أمريكا تتفضل علينا وإيران دولة مارقة منذ أن أسس هذا النظام، وهو يرتكب كل الجرائم، وينتهك كل القوانين، فيما أمريكا تحاول أن تروض هذه الدولة الشريرة، التي تثير القلق في المنطقة".

وأضاف: "هذا جزء من التحامل المباشر على إيران، الذي لا يريد أن يرى الحقائق لا يصور الأمور إلا على هذا النحو، إما لخلفيات لها قومية معينة، أو لها علاقة بطائفية، أو بأهواء فردية، لكن عندما ننظر بعين الواقع، فهذا النظام منذ أن انتصرت الثورة الإسلامية لم يقدم أي نظام في العالم لفلسطين كما قدم النظام الإيراني".

وتابع: "اليوم أنصار الله الحوثيين لم يعدوا مليشيا، فنحن خرجنا من إطار الحروب البينية في اليمن، وأصبح الحوثيون اليوم يواجهون أمريكا وبريطانيا، والعدو الإسرائيلي، لذا حري بنا أن نشجع الحوثيين في اليمن، وأن نقف إلى جانبهم في هذه الوقفة الشجاعة مع الشعب الفلسطيني ونصرة لغزة".

وأردف: "لو لم يكن الحوثيون صادقين لما اضطروا لمواجهة هذه الأخطار في مواجهة أمريكا وبريطانيا وكل الغرب، لذا عندما نقول إن الحرب بالوكالة، ما الذي يدفع الحوثي لأن يكون وكيلا عن غيره في مثل هذه الحرب، وهو الذي جلب إلى اليمن الآن المزيد من الأخطار، لكنه بقي على موقفه، وهذا الموقف يسجل له".

وتساءل: :هل من المهم أن نتاجر بالقضية الفلسطينية، وعندما يكون مطلوبا منا وقفة مع الشعب الفلسطيني، نهرب؟ ها هو لبنان أيضا يقف مع فلسطين، هل هذا عار أم فخر؟ وإيران والعراق تقفان مع فلسطين؟".

وأردف: "نحن نرى أن الدول التي تقف إلى جانب فلسطين نطلق النار عليها، ونقول بأنها تجازف بشعبها ووطنها لقاء لا شيء، وكأن الوقوف مع الشعب الفلسطيني ليس له أي قيمة".

- دولتان وظيفيتان

يقول مدير العلاقات في مركز واشنطن للدراسات اليمنية، سيف المثنى: "إن الشعب اليمني هو من يحق له أن يقرر بالنسبة للحوثيين هل هم مليشيا أم أنهم غير مليشيا، ولا يحق لطرف آخر أن يأتي بأي تصنيف حتى إنه يريد أن يقرر، ويقحم الشعب اليمني في حرب لا طائل منها، بينما لبنان لم تدخل هذه الحرب، وإيران لم تدخل في هذه الحرب".

وأضاف: "هناك من يريد أن يصفق لما تقوم به مليشيا الحوثي، وهي جماعة مسلحة منقلبة على الدولة، بينما اليمنيون يرون غير ذلك، خاصة من يرون أن هذه حرب بالوكالة، وهذه هي الحقيقة؛ لأن إيران هي دولة إقليمية في المنطقة، ولم نشهد حتى اللحظة أي صراع قوي أو أي صراع عسكري من قِبل الولايات المتحدة وإيران، وإنما إيران تشارك بأذرعها ومليشياتها في أي معارك جانبية، حتى الولايات المتحدة عندما تريد تقصف تلك المناطق، ولم تقصف إيران حتى هذه اللحظة".

وتابع: "على الرغم من أن القيادة المركزية الأمريكية تتحدث عن أنها قامت بالاستيلاء على قارب فيه من الأسلحة الفتاكة الواردة من إيران إلى مليشيا الحوثي، وهو ما يدل على أن إيران وإسرائيل هما دولتان وظيفيتان في الشرق الأوسط، تريد الولايات المتحدة أن تعزز من وجودهما حتى تكون إيران الفزاعة، وبالنسبة لإسرائيل تكون الوجه الجميل بما يخص السلام والديمقراطية في المجتمعات العربية".

وأردف: "الولايات المتحدة تريد أن توصل للعالم بأن التعامل مع إسرائيل هو السلام المشرق، بينما إيران هي من باب زعزعة المنطقة، وأن تكون فزاعة لدول الخليج".

تقارير

مكبّ الضباب.. قنبلة بيئية موقوتة في قلب تعز

في المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز، وتحديدًا في منطقة الضباب، تعيش عشرات العائلات ظروفًا بيئية قاسية. إذْ تحيط بهم المخلفات والانبعاثات الضارة والروائح الكريهة من موقع لتجميع النفايات، ما حوّل حياتهم إلى معاناة يومية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.