من اليمن إلى بقية العواصم العربية.. الشعوب تتفاعل مع غزة والأنظمة تنام في العسل

شهدت عدد من المحافظات والمدن اليمنية، مسيرات جماهيرية حاشدة، تضامنا مع القضية الفلسطينية، وتنديدا بما يتعرض له سكان قطاع غزة، من حرب إبادة، من قبل الكيان الصهيوني، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي.

 وردد المتظاهرون شعارات تعكس حالة السخط الشعبي، إزاء ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي، بحق ثلاثة ملايين إنسان، يكتظ بهم قطاع غزة المحاصر منذ نحو 16 عاما، مطالبين حكام العرب والمسلمين، باتخاذ مواقف وإجراءات عاجلة، لضع حد للمجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين في غزة ومدن الضفة والقدس، ودعم مشروع المقاومة وحماية المقدسات.

أحداث مفاجئة

يقول المحلل السياسي، عبدالهادي العزعزي، تفاجأ الجميع من الأحداث والتطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، لا سيما ردة الفعل الإسرائيلية والدولية.

 وأضاف: ما يجري اليوم هو نتاج تراكمات لمرحلة طويلة في مسألة ما تمارسه إسرائيل من انتهاكات مستمرة، من احتلال للأرض وتهجير للسكان، وحصار وتحكم بشكل كامل، وانتهاكات وجرائم ضد الإنسانية.

 وتايع: الجرائم التي تمارسها إسرائيل، كانت قبل قيام دولتها تمارس عبر عصابات مثل الهرجنة وغيرها من العصابات الإسرائيلية إلى أن تشكلت دولة الاغتصاب الإسرائيلية عام 1948م.

 وأردف: استطاعت المقاومة الفلسطينية، اليوم، أن تحقق حالة من الحقوق، وأن تعيد القضية الفلسطينية إلى مسارها الطبيعي، بعد أن كانت قد وصلت إلى حالة من الشلل التام.

وزاد: انتهى تصور الجيش الذي لا يقهر، وانتهى التفوق التكنلوحي الكبير الذي أذلت به إسرائيل المنطقة، وحاولت أن تخضعها.

وقال: يكاد يكون مشروع التطبيع مع إسرائيل، اليوم،  من قبل الإخوة العرب مع الأسف، الذين هرولوا في الفترة الأخيرة من البحرين وصولا إلى السودان والمغرب ولأمارات، للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

 وتساءل: ما الذي يمكن أن تجنيه هذه الدول العربية من الاندفاع للتطبيع مع الكيان الصهيوني، إذا كانت المشكلة الأساسية القائمة، هي مسألة الاحتلال، وحل الدولتين، وإذا لم يجري إخراج عشرات الآلاف من الفلسطينيين والمناضلين القابعين خلف السجون الإسرائيلية؟

 وأضاف: إسرائيل لا تفهم إلا هذه اللغة، وهي لغة القوة، ةهذا ما نفهمه من ردة فعلها اليوم، وهي تحاول لملمة نفسها لليوم الثامن على التوالي، ولم تستطع استعادة ما كانت تعتبرها أنها أراضي إسرائيلية.

 وتابع: المواقف العربية كانت أدنى من مستوى الموقف المطلوب، وتطور الأمر إلى ما حدث، يوم أمس، من قصف للمطارات السورية، يؤكد مدى التخوف الذي تعيشه إسرائيل، وتسعى لإيج مبررات للتدخل الأمريكي المباشر، الراعي الرسمي لها.

 تناقض الشعوب مع الحكومات

 يقول الباحث والمحلل السياسي، إن الموقف العربي الرسمي، هو دائما موقف يخون القضية الفلسطينية، ودائما لا يكون عند مستوى هذه القضية، لكنه لا يعبر عن موقف الشعوب العربية.

وأضاف: الشعوب العربية والإسلامية، هي من تتحرك وتخرج إلى الميادين، وتحمل هم وجدوى هذه القضية، وتقدم في سبيلها الكثير من الجهد في سبيل استمرار كفاح ونضال القضية الفلسطينية والمناظلين الفلسطينيين في الداخل.

وتابع: الشعوب العربية معتادة على هذا التناقض الكبير من قياداتها، لذا هي لا تعول عليهم، كما أن المجاهدين والمقاومين في فلسطين لا يعولون كثيرا على الأنظمة العربية الرسمية التي رهنت قرارها السياسي للمصالح الغربية، ولدولة الاستيطان الاسرائيلية.

وأردف: الموقف الرسمي العربي، غير مشرّف، ولا يعترف به الماس، وإنما الشعوب هي من يعترف بها عندما تخرج وتنتفض، لتعبر عن وجهة نظرها، لتقول بكل ما لديها من قوة نحن مع حق الشعب الفلسطيني بالعودة، ومع المقاومة، ومع حقه في الدفاع نفسه.

وزاد: إن الأحزاب والتيارات والأطراف السياسية العربية، أصبحت لديها حسابات سياسية ضيقة، لا تستمد قدرتها على الفعل من خلال القضية والنضال والمبادئ، لذا أصبحت مقيدة بالمصالح التي شكلتها مع الأنظمة السياسية الحديثة، وخصوصا وضع ما يسمى بدول الربيع العربي، إثر تداعيات ما بعد الربيع العربي.

 فلسطين وحدت اليمنيين

يقول الناشط الإعلامي أصيل القاضي، إن القضية الفلسطينية وحّدت اليمنيين، كما كانت توحدهم سابقا، فرغم الخلافات إلا أن الشعب اليمني شمالا وجنوبا وفي الكثير من المحافظات، خرج بمسيرات حاشدة، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، من صنعاء إلى الضالع وأبين وتعز.

اليمنيون خرجوا بالآلاف لتأييد عملية طوفان الأقصى، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني، في مقاومة الاحتلال، والتنديد بالجرائم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. 

المظاهرات تأتي، في ظل حرب الإبادة الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة، من قصف عنيف وقطع للمياه والكهرباء، والطعام، والوقود والأدوية، وكل ما يحتاجه الإنسان للبقاء على قيد الحياة.