تقارير

نزار النعمان ..طفل يمني يهرب من أوجاع الحرب إلى حفظ الشعر وإلقائه

21/04/2022, 22:24:25
المصدر : قناة بلقيس - خاص - هشام سرحان

بصوت طفولي قد لا يدرك الأخطاء اللغوية ومقامات القصيدة، وجد موقع "بلقيس" الطفل نزار النعمان (11 عاماً) يردد أبياتاً شعرية من تلك القصيدة، التي يحفظها للشاعر أحمد أبو النصر، ويتذوّق تعابيرها، ويتماهى مع مضمونها، وما ورد فيها من أحاسيس ومشاعر.

ويسترسل قائلاً: "من صيف آهاتي وجدت شتائي.. سأفوح رغم تعاستي وشقائي، وأقول يا فصل الخريف ألا انجلي.. لم يستطع يأس على إثنائي".

ثم يتابع إلى أن ينتهي من هذه القصيدة، التي يحفظها من خارج المقرر الدراسي، كما يحفظ غيرها الكثير.

ويهوى الطفل النُّعمان، وهو المولود في العام 2011 بمديرية المسراخ التابعة لجبل صبر في محافظة تعز، حفظ القصائد الشعرية الطويلة، ثم يلقيها بطريقته الخاصة، سواء في المنزل أو المدرسة أو القرية، التي يقيم فيها، أو المسابقات والفعاليات التي يشارك فيها.
ويستعذب الشعر، ويتغنّى به منذ أن كان في سن الخامسة، وبالرغم من حداثة سِنه إلا أنه يحفظ الكثير من القصائد، التي كتبها العديد من الشعراء اليمنيين وغيرهم، كما يظهر اهتماماً ملحوظاً بهُوايته المفضّلة هذه، ويخصص لها  جزءا من جدوله اليومي، كما يقول هو ووالدته لموقع "بلقيس".

وتتواضع إمكانيات أسرته الماديّة، التي لا تستطيع شراء وتوفير كتب ودواوين الشعر، وإنشاء مكتبة خاصة بطفلهم، الذي يلجأ إلى بدائل مختلفة لإشباع نهمه الغضّ من خلال حفظ القصائد المكتوبة والمنشورة في صفحات الشعراء على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وقنواتهم في "اليوتيوب".

ويذكر لموقع "بلقيس": "تستهويني القصائد الوطنية التي تتحدث عن البلاد عموماً، ومدينة تعز خصوصاً، كما تختزل قضاياها ومعاناتها وأمجادها وتاريخها وبطولاتها وكفاحها في مواجهة مليشيا الحوثي".

- مخاض

ويضيف: "أحفظ للعديد من الشعراء، بمن فيهم توهيب الدبعي، وسامي الشرعبي، وتامر البرغوثي، وأحمد أبو النصر، وغيرهم".



وقد ولد شغفه بالقصيد، واهتمامه بالشعر، من رحم الحرب والمعانات والنزوح مع أسرته، وكذلك من قساوة الظروف، وعتمة المخاوف، التي رافقته منذ العام 2015.

تقول والدته لموقع "بلقيس": "تأثر ولدي بخوفه من أصوات الرصاص، والمدافع، والمظاهر المسلحة، ورحلة النزوح من محافظة تعز إلى ريمة، التي كان كلما سمع فيها صوت رصاص، أو رأى مسلحاً ينبطح أرضاً، ويصرخ سيقتلونا".

وتضيف "حينها كان هناك قصيدة وطنية في الجوال، وظل طوال الوقت يستمع لأبياتها، التي من بينها: أنا في السماء مكانتي.. أنا أنتمي لأغلى وطن".

بعد ذلك، استمع لقصيدة توهيب الدبعي، التي تقول في أحد أبياتها: "يا سائلين عن اليمن أنا اليمن وابن اليمن"، تعلق بهذه القصيدة كثيراً، وأخذ يحفظها، ويترجمها حسب أفكاره وهواجسه، التي من بينها اعتزازه بانتمائه لهذه البلاد، وافتخاره بأنه من تعز، حسب والدته.

ظهرت بوادر موهبته، ومعها العديد من الأسئلة، التي كان يطرحها على والديه، ومن بينها: من هم الحوثيون؟ وماذا يريدون؟ ولماذا يقتلون الناس؟ وهي تساؤلات لطالما كان تواقاً لسماع الإجابة عنها.

- شغف

تطوّرت هُوايته وشدة ميوله للشعر نحو سماع الأشعار والأغاني الوطنية، التي تبثها عدد من القنوات التلفزيونية، بما فيها قناة "بلقيس"، وهو ما لاحظته والدته عليه، وأخذت تشجّعه، وتحفظ بعض القصائد، وتلقيها عليه، كي يحفظها.



يدرس حالياً في الصف السادس الابتدائي بمدرسة "سيف علي الطيار" بمدينة تعز، وهي ليست المدرسة الوحيدة التي درس فيها، إذ سبق أن تنقّل -خلال السنوات الماضية- بين العديد من المدارس، بما فيها الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.

لم تؤثّر هُوايته ومقارعته للقصيد على تحصيله العلمي وتفوّقه الدراسي، إذْ يتصدّر في كل عام دراسي قائمة الطلاب الأوائل، ويحرز الترتيب الثاني أو الثالث، كما تذكر والدته.

ويتعامل بمسؤولية في حياته اليومية، إذْ يوفق بين موهبته ودراسته، ويُعطي لكل واحدة حقها، كما يوزّع وقته بين مذاكرة دروسه وحل واجباته، ومطالعة الشعر وحفظه، وذلك كلما انتهى من مراجعة دروسه.

ويصغي عادة لكل قصيدة تمر على مسامعه، ويبدي اهتماماً ملحوظاً بهذه العادة اليومية المحببة إليه والقريبة من شغفه وميوله، إذْ يقوم بالاستماع للعديد من الشعراء، وذلك في منصات التواصل الاجتماعي وغيرها، حسب والدته، التي تلفت إلى أن نزار يستمع للشعر أكثر مما يقرأ.

يقود مساعيَ لتطوير موهبته، وتنمية مهاراته، ويحاول إبراز قدراته حسب الإمكانيات المتاحة، إذْ يلقي الشعر أمام أفراد أسرته في المنزل، وأمام زملائه في المدرسة والقرية، كما يشارك بالقصائد التي يحفظها في الإذاعة والفعاليات المدرسية، والمسابقات التي تنظّمتها المدارس الأخرى، وكُرّم على إثرها بالعديد من الشهادات التقديرية.

- حُلم

وشارك في بعض الفعاليات الوطنية الرسمية، التي نُظّمت في نادي تعز السياحي وقلعة القاهرة في تعز، كما له مشاركات في بعض الفعاليات التي نظمتها جامعة تعز، وخصوصاً حفلات تخرّج طلابها وطالباتها.
ويحلم اليوم في أن يكون شاعراً وأديباً ضليعاً، ويأمل -ومعه والدته- في أن تلتفت إليه وسائل الإعلام، وتقوم بتشجيعه، وتبنّى موهبته، وتقديمها للناس.

تقارير

الخوف من الداخل.. هل تهدد الجماهير سلطة الحوثيين أكثر من الخارج؟

تعكس حملات القمع والاعتقالات التي تنفذها مليشيا الحوثيين في مناطق سيطرتها مخاوفها من انتفاضة شعبية تطيح بسلطتها، وهو ما يعكس هشاشة تلك المليشيا رغم أنها تدعي مجابهة القوى الكبرى وتحالفات عربية ودولية، كالتحالف العربي بقيادة السعودية والتحالف الدولي في البحر الأحمر (أسبيدس)، فضلا عن مواجهة الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.

تقارير

في ظل تآكل حضور الشرعية مع تعدد مراكز القوى.. هل تتحول حضرموت إلى ساحة صراع مفتوحة؟

صورة ضبابية تحيط بالمشهد الحضرمي حتى بالنسبة لأبنائه أنفسهم، لا ملامح واضحة لمستقبل المحافظة، ولا يقين في مساراتها السياسية أو الأمنية، بعد أن تحولت هذه المحافظة من موجة احتجاجات ومطالب شعبية، وتحسّن للخدمات، إلى ميدان مفتوح لصراع المشاريع التي تتزاحم على أنقاض الدولة.

تقارير

ما أثر إجراءات البنك المركزي اليمني على ضبط السوق وديمومة استقرار الصرف؟

خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، صعّد البنك المركزي في عدن من إجراءاته لضبط السوق المصرفية، عبر إغلاق 62 شركة ومنشأة صرافة مخالفة، وإقرار التعامل بالعملة المحلية، للحد من المضاربة وانفلات أسعار الصرف.

تقارير

الجوع يلتهم اليمنيين والحوثيون يحوّلون المولد النبوي إلى موسم للجبايات

في الوقت الذي يواجه فيه ملايين اليمنيين أوضاعًا معيشية مأساوية بلا رواتب، ويعاني معظم السكان من الفقر وانعدام الأمن الغذائي، شرعت مليشيا الحوثي في تخصيص مبالغ مالية ضخمة للتحضير لاحتفالاتها السنوية بذكرى المولد النبوي، مثيرة موجة واسعة من الاستياء بين المواطنين.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.